لغة الجسد الواقعية ..بحركات الشور والبندرية .

احمد الركابي
عزاء سيد الشهداء ( عليه السلام ) كان ولا زال ومجمل الشعائر ومراسم الإحياء الحسيني ، من ابرز وسائل تجسيد الانسانية بابهى صورها برفضه الحياة بذل وهوان رافعا شعار (هيهات منا الذلة) واختار الكرامة والشرف والعزة والخلود بالشهادة فقدم نفسه رمزا للمبادىء والتمسك بها وعدم الخضوع للمساومات والمصالح القبلية والحزبية والفئوية الضيقة وهو الذي جسد الاسلام باصدق صورة فقد كان مصداقا ناصعا للاية الكريمة { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } الأحقاف113 راغبا بذلك حرا مختارا فخرج على الظالمين رافضا ظلمهم للناس واستهتارهم بالقيم واستحواذهم على الثروات وتعديهم على الحرمات وكذلك ولم يقبل مهادنة الدكتاتورية الدموية الفاسدة المفسدة وهو القائل (لا ارى الحياة مع الظالمين الا برما ولا ارى الموت الا سعادة ).
في الواقع ان الاهداف العقلية التي يدعو لها انصار الشور والبندرية من خلال الشعائرالحسينية , اي ان الحركات اللطمية على الراس والصدر هي بيان مظلومية اهل البيت ونصرتهم وحبهم , لقد كان وما يزال للشعائر الحسينية ومراسم الاحياء المختلفة دورها الكبير في بناء المجتمع الإسلامي وصياغته بحيث يعي مسؤوليته ، ويعيش روح اليقظة والانتباه ازاء الظلم والانحراف , إنّ لغة الجسد هذه لغة تواصلٍ حديثةٍ تَرتكزُ على حركات وتعابير الجسد التي تُعين الفرد على التواصل مع الآخرين والشعور العميق بالم المصاب والمظلومية ، فحركات الإنسان لجسده تُعتبر علامات مرئيّة لما يُخفيه من مشاعر وأحاسيس داخلية، وعلم لغة الجسد له فوائد عديدة تعود على الفرد الذي أتقن هذا العلم ومارسه، فبهذا العلم يمكن التعلق بالاهداف السامية وذلك من خلال المصطلحات الجسدية التي تظهر عليهم اثناء تأدية مراسيم عزاء الشور والبندرية
ومن هنا كان اللطم على الصدر والراس له فاعلية وتنظيم للدورة الدموية وسلامة الشرايين من التجلط والتخثر بل هدوء نفسي وراحة للبدن , ومن خلال ذلك كان دور المحقق الاستاذ الصرخي في اعطاء الصورة النموذجية عن طور الشور ومعاني الحروف المقطعة حيث بين ذلك في الاستفتاء وهذا جزء منه جاء فيه :

((اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في القرآن الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص} وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.
2ـ الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: “قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة”، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة.
3ـ وللحذف أغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا: (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد،) أو الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى: { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } والتقدير: يعلم السرّ وأخفى علمه، أو الحذف بقصد زيادة اللذَّة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ والبرد، وغير ذلك من أغراض وفوائد لغوية وبلاغية))

https://www.al-hasany.net/%D8%A7%D9%…9%88%D8%B1…/
====

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here