ياخوارج، أبو داود يذكر الفضل والتشريف بزيارة قبر النبي!!!

فاضل الخليفاوي
إن النفس الإنسانية بطبيعتها التكوينية تتعلق بما يرضيها ويعطيها الرفاهية والمكانة المرموقة , وهذا معلوم عند الإنسان وواضح من خلال التنشئة الاجتماعية والتركيبة الفسيولوجية .
ومن هنا كان الخوارج يرمون إلى أفكار سالبة عن مضمون الإسلام ومعانيه السامية , لكن ياخذون ذلك لغاية هي اسعاد نفوسهم المريضة الغارقة بوحل حب الدنيا وشيطان الهوى بل أخذوا يحملون على تحريف الأحاديث ويفسرونها حسب ما تهوى قلوبهم الخبيثة بالأفكار الإلحادية , ومن هذه النظرة كان رفضهم زيارة القبور وزيارة قبر النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واستحلال أموال المسلمين و أعراضهم ,هذه الأعمال لا تخدم قضية وإنما تزيد الخلاف والاضطراب والعنف، وكل ما يؤدي إلي العنف أو إثارة الأحقاد والضغائن والشقاق بين الناس، هو عمل محرم في الشرائع كلها، لا سيما في الشريعة الإسلامية، وهؤلاء الذين يقفون خلف هذه الأعمال يتسترون باسم الدين وهم لا يعرفون شيئاً عن قواعده وأحكامه، ولو كانوا يفهمون الدين فهما صحيحاً ما قاموا بهذه الأعمال البشعة.
وجاء الخوارج الجدد فطوروا هذه الفتنة وزخرفوها بشعارات ودعايات إسلامية مبطنة بأكاذيب وأباطيل وتلبيسات وقلب للحقائق يتنـزه عنها أسلافهم الغلاة، وتبلغ فتنتهم أوجها حين يتظاهرون بمحاربة فكر الخوارج والإرجاء وتزداد خطورتها وخطورتهم حين يقذفون بها بهتاً لأهل الحق الأبرياء الذابين عن دين الله الحق، والمحاربين للبدع صغيرها وكبيرها
ومن هذا المنطلق فقد بين أحد المحققين الإسلاميين المعاصرين أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ويسلمون على من يرد التحية عليهم حيث قال في بحثه الموسوم ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) وهذا جزء منه جاء فيه :

((هل يستدلّ ويثبت من الروايات فعلًا عدم جواز شدّ الرحال لغير هذه المساجد الثلاثة:‎‎المسجد الحرام ‏‎والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؟ ( هنا الكلام وهذا هو ‏الاستفهام )‏ وهل يُفهم منها ويَثبت بها ما ترتّب من مصيبة كبرى وفتنة تكفيريّة قاتلة تبح أموال وأعراض ‏وأموال ‏الناس ‏بدعوى أنّ الحديث يدلّ على حرمة زيارة القبور ومنها قبر الرسول الكريم (عليه وعلى آله الصلاة ‏والتسليم)؟ وأكتفي بذكر بعض الموارد التي تتضمن بعض الموارد الشرعيّة وغيرها تفنّد ما يستدلّ به ‏جماعة التكفير على انتهاك حرمات مقابر المسلمين وأمواتهم بل وتكفير وقتل أحيائهم‎.‎ذكرنا أولًا وثانيًا وثالثًا ورابعًا، ‏ووصلنا إلى:المورد السابع: زيارة قبره الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرج أبو داود بسند صحيح: (ما من أحد يسلّم عليّ إلّا ردّ الله ‏عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام). فتأمل هذه الفضيلة العظيمة وهي ردّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) على ‏المسلم عليه إذ هو (صلى الله عليه وآله وسلم) حيّ في قبره كسائر الأنبياء لِما ورد مرفوعًا: الأنبياء أحياء في ‏قبورهم يصلّون.، ومعنى ردّ روحه الشريفة ردّ الروح النطقية في ذلك الحين للردّ عليه. الإيضاح للنووي ‏ حاشية الهيثمي.‏))
انتهى كلام المحقق الأستاذ
مقتبس من المحاضرة {14} من بحث : ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المحقق
28 ذي الحجة 1437هـ ـ 30 / 9 / 2016م ‎
وعليه يجب الحذر من الإنسياق خلف هذا الفكر المنحرف الذي دأب على انتهاك حرمات الأنبياء والأولياء والصالحين وآل البيت ويتهم علماء الأمة وصالحيها وسوادها الأعظم وسلفها وخلفها بالشرك والكفر”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here