إنتخابات مزورة .. أفكار وخيارات حسين العادلي ( 1)

خضير طاهر
في ظل القرار السيادي العراقي المسلوب من قبل إيران التي إبتلعت بلدنا ، تصبح عملية الإنتخابات ديكور قبيح لعملية مزورة بشكل مكشوف حتى للأعمى ، ولاتقل قباحة وتزويرا عن الإنتخابات والإستفتاءات في زمن صدام حسين ، والفرق بينهما ان الإنتخابات الحالية كمية هدر وسرقة للمال العام أكبر !

بودي تناول بعض الشخصيات المرشحة للإنتخابات من حيث الأفكار والخيارات والسلوك كنماذج نحاكمها أخلاقيا ووطنيا .. بالمناسبة هل يوجد أحد في العراق الراهن يتذكر القيم الوطنية ويعمل بها ؟

أخي حسين العادلي المرشح عن قائمة النصر والناطق بإسمها وبما انه ظهر على التلفزيون وتحدث بالشأن العام أصبح من الطبيعي تعرضه للمناقشة والنقد .. يبدو ان العادلي عرضة للوقوع في الخيارات الخاطئة .. فهو سبق له الدخول في الإنتخابات في خيار خاطيء عندما إنضم الى قائمة جواد البولاني ، وفي حينها لم تكن قائمة البولاني تتمتع بالجاذبية الشعبية ، والبولاني شخصية مطعون في وطنيته إذ إثناء تسلمه منصب وزير الداخلية سكت عن أجهزة كشف المفخخات الفاسدة ولم يعلن عن زيفها بعد ان أعلنت بريطانيا عن إعتقال مدير المعمل الذي أنتجها ، ونجم عن سكوته مقتل مئات العراقيين بالمفخخات الذين كان يمكن إنقاذهم لو كان لدى وزارة الداخلية أجهزة حقيقية ، كذلك صمت البولاني عن التدخل الإيراني ولم يقم بواجبه الوطني في الإعتراض العلني على هذا التدخل وفضل مصلحته الشخصية في الحصول على المنصب والمزايا المالية والإجتماعية التي يوفرها ، والأهم كان كل شيء مزورا في الإنتخابات.. وكانت النتيجة خسارته .

ثم عاد العادلي الآن مع قائمة حيدر العبادي ، ومؤسف أراه يمنح الشرعية لإنتخابات يفترض بوعيه السياسي إدراك زيفها وعدم جدواها وفسادها من الإساس مع وجود قهر ومصادرة للإرادة الوطنية العراقية من قبل الهيمنة الإيرانية ، ومؤسف أكثر حين أسمعه يدافع عن العبادي الذي يفتقر للإلتزام بالقيم الوطنية قولا وعملا ، فقد ظل صامتا عن القيام بجهد حقيقي في مكافحة الفساد إن لم يكن متواطئا معه وإلا على سبيل المثال ماذا نفسر صمته عن فساد وزيرة الصحة الواضح للعيان .. هل هو الخوف من إيران الداعمة للوزيرة كونها أحد عناصر حزب الدعوة تنظيم العراق الذي أسسته إيران بعد 2003 أم اللامبالاة أم التواطؤ ؟

ألم يصبح العراق رهينة بيد الميليشيات التابعة لإيران في عهد العبادي وهو عاجز امامها عن تحرير إرادة وإستقلالية القوات المسلحة من سطوتها ، بل صارت الميليشيات السيف الذي تلوح به إيران لكل جهة أو شخص يحاول التصدي لهيمنتها على البلد ، ثم ماهي وظيفة رئيس الوزراء إن لم تكن الدفاع عن سيادة البلد ضد التدخل الإيراني ومصارحة الشعب إن كان عاجزا عن القيام بواجبه الوطني .. فماذا يملك العبادي من حسنات وفضائل وطنية كي يستحق الدفاع عنه ؟!

رأيي الشخصي .. لاتوجد فرصة ( لتقليل الخسائر) كي يستند عليها أخي العادلي لتبرير مشاركته في الإنتخابات وإصطفافه الى جانب العبادي ، فجميع المرتكزات الرئيسية : الإقتصادية والسياسية والعسكرية في العراق .. أصبحت تحت سيطرة القبضة الإيرانية وتحكمها المطلق ، والمشاركة في العملية السياسية تعطي الشرعية للفساد والخراب والإحتلال الإيراني .. وليس هناك حل لإنقاذ البلد غير الثورة الشاملة وتشكيل حكومة طواريء عسكرية بإشراف دولي بعد ان أصبحنا دولة فاشلة وشعب أخفق في إدارة شؤونه بنفسه .

ختاما: أقترح على أخي حسين العادلي وغيره .. بعد ان سمعته تحدث عن خبرته في مجال السياسة التي تمتد الى 30 عاما في إشارة نرجسية بريئة لقدرته الذاتية .. أقترح الإطلاع على مؤلفات هنري كيسنجر كي يلمس العمق الفكري والشمول والخبرة الحقيقية .. من أجل ضبط التسرب اللاشعوري لأوهام الخبرة والقدرات الكبيرة .. وأنا شخصيا أشعر بالخجل من نفسي أمام عبقرية كيسنجر وتواضع إمكانياتي البسيطة في مجال السياسة عندما أقرأ كتاباته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here