خبطة مرشحي مجلس النواب للدورة المقبلة قد توسخه

راجي العوادي*

على مدى الدورات الانتخابية لمجلس النواب 2006, 2010 , 2014 كان الترشيح لها سلس ووفق معاير مقبولة الى حد ما بحيث لم يرفضها او يعترض عليها المجتمع العراقي , كما ان التنافس في الانتخابات كان يتميز بشيء من الاخلاقية , فلم نسمع ناخب باع صوته ومرشح اشتراه , مع اننا لا ننكر ما كان يقدمه بعض المرشحين من هدايا لاغراء الناخبين في الاحياء الشعبية…لقد افرزت الانتخابات في كل دورة اشخاص فاسدين وفاشلين وخائنين وداعمين للارهاب مع وجود اشخاص صالحين وكفوءين ووطنين ومقاومين للارهاب .

في الدورة الانتخابية الحالية 2018-2022 الالية اخذت توجها جديدا بترشيح شخصيات متهمة بالارهاب بدليل قطعي وشخصيات فاسدة محكومة قضائيا ومطلق سراحهم بالعفو العام , فاذا قبلنا هذه الخطورة تحت ذريعة المصاحة الوطنية او العفو عن ما سلف , او من كان ارهابيا انخدع بالجهاد واليوم تاب ويريد ان يشارك في العملية السياسية , قد تقبل عذره ؟! ومن سرق المال العام كان مخدوعا بنظرية مجهول المالك عند مذهب معين او انقاذ المال العام من سطة الحاكم الغير شرعي عند طرف ديني اخر وهؤلاء اكتشفوا انهم مخدوعون واليوم تابوا فقد تقبل توبتهم , مع بقاء قناعتنا ثابتة وراسخة ان الارهاب ولد من رحم الفساد وان الارهاب نتاج من يدعون قتاله , لكن كيف يبرر دخول المومس في العملية السياسية والتي صبغت بلون ديني وصقورها يدعون التدين والعفة والاخلاق والجهاد , اليس المتناقضان لا يجتمعان ؟! لا سامح الله لو فازت احداهن في عضوية مجلس النواب فستمثل من؟!!! هل هناك شريحة اجتماعية في العراق تقبل بهذا التمثيل البرلماني ؟! فاذا قبلها السياسيون فكل العراقين يرفضوها…اليس عضو مجلس النواب يمثل كل العراقين من شماله الى جنوبه ومن شرقة الى غربه .

ان ترشيح تلك اللواتي جرح عميق في وطنية وكرامة واخلاقية الشعب العراقي , وكان الاولى بالمفوضية العليا تدقق الاسماء المتقدمة والتحري عن السلوك الاخلاقي لكل منهم وليس الاقتصار على الجانب السياسي .

ان الفديوات اللااخلاقية الاباحية التي ظهرت لمرشحات يمارسن الفاحشة والرذيلة دون حياء في وسائل التواصل الاجتماعي اظرت بالعملية السياسية ليس داخليا فحسب بل عربيا وعالميا حتى عند الدول التي ليس لها دين , فكم رئيس دولة اجنبية استقال من العمل السياسي بعد ثبوت تحرش جنسي له ؟! اذن اللواتي من ظهر لهن فلم اباحي , فان كان حقيقية فكل المسؤولية الدينية والاخلاقية والقانوية تتحملها الكتلة التي رشحتها , وان كانت كذبا وتلفقيا فهذا عمل قبيح وهو نوع من الحرب بين الكتل للتسقيط السياسي, او هناك جهات تخطط لاسقاط العملية السياسية بسقوط هيبتها واحترام الناس لها فارادوا وصول شريحة شاذة اخلاقيا الى قبة البرلمان وبعد ذلك يبدي التصنيف باطلاق مسميات برلمانية عفيفية واخرى غير عفيفة او غير محتشمة … وانا مستغرب , لماذا لم يعثروا على مرشح يتعاطى المخدرات او يبيعها ؟! وقد نتفاجى بفديو لشخصية مرشحة بهذا الاتهام في الايام اللاحقة قبل 12-5-2018

بالمحصلة ((لم يفسد العراق الا بفساد برلمانه الذي اصبح كجسد عاهرة من خلال الامتيازات الحرام بما لم ينزل الله بها من سلطان من رواتب خرافية وسلطة ادارية , فالبرلمان لا يكتفي بضم الفاسدين اليه.. بل افساد حتى غير المتورطين.. من اجل اشاعة روح الفساد.. ليصبح لغة مجتمع .. ودولة.. ونظام .. فلا يتميز الا الاكثرهم فسادا وتريدون من يترشح له ان يكون (خوش ادمي).. فاصلاح البرلمان بالغاء جميع امتيازاته وتقنينها بشكل لا يميزهم عن باقي فئات المجتمع الوظيفي من اجل ان نجذب فئات اجتماعية سوف ترشح نفسها لخدمة المجتمع والدولة وليس لخدمة مصالحها للثراء السريع…الكاتب سجاد تقي كاظم بتصرف))

*اكاديمي وكاتب عراقي مستقل

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here