كفانا نظراً الى تلك ( الوجوه ) فقد شبعنا منها ضيماً !

د . خالد القره غولي ..
خطأ من يقول أنَّ لكلِّ فعلٍ رد فعل .. والصحيح أنَّ لكلِّ فعلٍ فعل قد يكون أكبر منه وربما أصغر وأحياناً يعادله !! فبعد أيام سيبدأ في محافظة الأنبار الصمت الإنتخابي ثمَّ بدء الكارثة والإعصار والزلزال والحرب الضروس بين العشائر والكتل والمتنفذين والمقاولين وحملة عروش التسلط للفوز بمقعد فيما يسمى ممثلي البرلمان لمحافظة الأنبار .. ولستُ هنا في مجال الإعتراض أو التنديد .. فقد سبقَ السيفُ العَذَل .. وذهبت الأنبار أدراج الرياح وستدخل مرةً أخرى في صراعات واتهامات متبادلة بين المسؤولين الجدد لن يجنِ منها المواطن إلا المزيد من الفقر والحرمان والبطالة ونقص الخدمات وكثرة المشاكل .. لكني أذكر من سيفوز في هذه اللعبة أنَّ عليه واجباً آخر يتعلق بكرامته أولاً ثم كرامة الناس والمحافظة على ما تبقى من أرضٍ نظيفة في محافظة الأنبار الخالدة .. ورُغم أنني لستُ من المؤيدين لما قام به بعض المواطنين من تمزيق وتكسير وضرب بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء كالفؤوس والخناجر والسيوف والسكاكين و( الدرنفيسات) لملصقات المرشحين ورش بعضها بالنفط الأسود بل وصل الأمر إلى قيام البعض إلى ثقب عيون بعض المرشحين أو التركيز على بعض أجزاء وجوههم في الصور وهو أمر لا يليق بأبناء الأنبار لأن المتضرر الأول والأخير المواطن نفسه والمدينة التي كانت جميلة .. فبعد ساعات ستترك أطنان من قوائم الحديد والخشب وأكثر من مليون ملصق بدءاً من الصغيرة جداً والتي وُزعت باليد وانتهاءً بالكبيرة جداً حتى وصل حجم بعضها بما يعادل واجهة بناية كاملة من خمسة طوابق .. لم أجد مرشحاً واحداً تابع ما تعرضت له ملصقاته وصوره من تخريب وتمزيق وهو ما يمس كرامته قبل كل شيء فهل يرضى أبسط انسان بل حتى الطفل الصغير أن تمزق صورته أمامه وترمى بالشارع ؟ كيف أتعب المرشحون ومن معهم أنفسهم في إلصاق وتثبيت عشوائي لتلك الدعايات الإنتخايية وتحويل المدينة الى بحيرة غير جميلة وراكدة من الحديد والخشب والفلكس والقماش الممزق والحبر وهي اضافة جديدة لمسلسل التلوث البيئي في المحافظة فضلاً عن المنظر المروع والمرعب لكل شوارع المحافظة ودوائرها وأزقتها ومشافيها وجدرانها وحتى جوامعها من مخلفات الملصقات .. هل يرضى أي مرشح أن تتمزق صورته أمامه أم سيقيم الدنيا ولايقعدها .. لكنه يرضى بأن تتحول المدينة الى اكوام من الحديد والتمثيل بالصور .. دعوة صادقة لمن سيفوز ويعتلي منصة عرش المجلس من جديد أو من سيخسر ويعود الى حقل التضميد او الحلاقة او البقالة او غيرهم ممن خسر في الانتخابات أن يتقوا الله في أنفسهم قبل كل شيء ثم في محافظتهم .. بل ادعو إلى الزام جميع المرشحين من فاز او من سيعترض الى رفع ملصقاته وخزنها في بيته للاستفادة منها في أوقات الطوارئ أو اعادتها الى مكاتب الخط والطباعة .. وكفانا نظراً الى تلك الوجوه فقد شبعنا منها ضيماً ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here