سورية قلب الشرق وسيّدة الجغرافيا وأجمل النساء العفيفات
استراتيجية أمريكية جديدة في تشكيل حلف دولي(ناتو)واقليمي(سني)
خصوم ترامب يعتبرون أنّ العداء لروسيا هو ماكينة تشغيل لجيش اليانكي
لا أستبعد انقلاب عسكري لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
الرأسمالية كانت مع هتلر انتخابياً، وفي حالة ترامب المجمّع الصناعي الحربي والشركات المتعددة الجنسيات مع البنتاغون والكونغرس
لقاء القمّة بين ترامب وكيم يونغ أون في منغوليا لماذا؟
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
أحسب وأعتقد، انّ مستقبل العالم يتقرر ضمن عقيدتين اثنتين: امّا علاقات تسودها المواجهة والهيمنة، أو بالتعاون والتنمية في ظل فرض عالم متعدد الأقطاب، بسبب الفعل الروسي والصيني وجلّ دول البريكس وعلى رأسها الهند، وعبر الفالقة السورية ومسارات خطوط أنابيب النفط والغاز. ويبدو أنّ ادارة الرئيس ترامب ومن خلفها كارتلات حزبه الجمهوري، اقتنعوا جميعاً بكلام(يونغ سوك لي، ضابط مخابرات أمريكي عامل)هو نائب مساعد مدير مركز مهمة كوريا(كبرنامج في السي أي ايه)عندما قال: أن الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون، هو سياسي مغرق بالعقلانية والحكمة، يخطط للبقاء في الحكم لأكبر فترة ممكنة ويموت في السرير. وكباحث ومتابع ومراقب، أرى أنّ هذا هو الرأي السائد في أروقة المجتمع المخابراتي الولاياتي الأمريكي بجانب آراء سائدة أخرى، يشكل قرائن قطعية تصل درجة الأدلة القطعية، وثمة فجوات عميقة بين كوادر الصفوف الثانية والثالثة في جهاز المخابرات الأمريكي من جهة، وادارة الرئيس دونالد ترامب(وخاصةً مجلس الأمن القومي الأمريكي)بل وترامب نفسه من جهة أخرى ازاء السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ومنها الملف الكوري الشمالي، والملف الصيني، والملف الأوروبي، والملف الأيراني، والملف الروسي، وملف الصراع العربي الأسرائيلي، والملف الأوكراني، وملف تركيا ودول أسيا الوسطى والدور التركي فيها كمغفر متقدم للناتو ازاء روسيا والحدائق السابقة لموسكو في جلّ أسيا الوسطى، وكذلك ازاء أساس كل الملفات السابقة، الملف السوري كفالقة استراتيجية وكقطب رحى لجلّ مكونات سلال ملفات الخلافات الدولية السابقة والقادمة. برنامج الصواريخ الأيرانية البالستيّة، هو برنامج دفاعي بالدرجة الأولى وليس معدّاً ليحمل رؤوس نووية، كما هو ليس جزءً من الأتفاق النووي الأيراني، والأخير صار اتفاق مجتمع دولي بقرار مجلس أمن دولي والأمريكي أحد الأطراف الموقعين عليه، والأنسحاب الأمريكي الأحادي منه مخالف للقانون الدولي والأتفاقيات الدولية وسيقود الى عدم استقرار في العلاقات الدولية، نتيجة لعدم التقيد والألتزام بالمعاهدات الأممية والصادرة عبر قرارات وتوافقات أممية، وأثر الخروج الأمريكي من الأتفاق النووي الأيراني سيكون له تأثير عميق فقط على أية آفاق للتسوية السياسية في المسألة السورية، نظراً لموقع ايران النشط في كواليس الحدث الدمشقي، وموقعها وموقفها في كواليس ذات العملية السياسية في سورية. انّ نخب منظومات كارتلات الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، تشعر أنّه ثمة سلال مخاطر تحدق وتحيط بها من كل جانب، بسبب هندسة متغيرات دولية واقليمية ومحلية قادها ويقودها الرئيس دونالد ترامب، لذلك تم تفعيل بعض الرؤى الفوق الأستراتيجية عبر مجتمع أدواتها في الكونغرس الأمريكي لوضع الرئيس تحديداً ثم الدائرة المحيطة به تحت وصايته(أي الكونغرس)، واستطاعت عبر مسارات تم خلقها وتخليقها تشريعيّاً في فرض عقوبات على كل من كوريا الشمالية والجمهورية الأسلامية الأيرانية والفدرالية الروسية عبر قانون خاص قيّد الرئيس ترامب وادارته والدائرة الضيقة المحيطة به. واضح أنّ الدولة العميقة في واشنطن، تعتبر ترامب طارئاً عليها ومؤقتاً، وبأنّها من القوّة بمكان بحيث تحجمه أو ربما تنهي ولايته مبكراً، ومشكلة الرئيس ترامب أنّ جمهوره الأنتخابي من الطبقة ذات الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى وجزء كبير من الريف، ومن أصحاب الوظائف المتوسطة وهذا نفس جمهور أودلف هتلر، مع فارق عن أودلف هتلر أنّ الرأسمالية كانت مع هتلر انتخابياً، وفي حالة ترامب المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي هو مع البنتاغون والكونغرس، أي أنّ نسبة الشارع مع ترامب كل نسبة رأس المال مع خصومه، وخصوم الرئيس ترامب يعتبرون أنّ العداء لروسيا هو ماكينة تشغيل الجيش عالمياً، كون الأقتصاد الأمريكي اقتصاد حروب قائم على الحروب، قطعاً وفصلاً الرئيس ترامب ليس ضد هذا، ولكنه مع محاولة توريط روسيّا لتقاسم العالم وابعادها عن الصين لمنافسة أو ضرب او اضعاف الصين، عبر حروب الوكالة القادمة في بحر الصين الجنوبي. الرئيس ترامب تواجهه مشكلة أوروبا التي ضاقت ذرعاً بالضغط الأمريكي، وان كانت أوروبا هي مؤسسة العداء لروسيّا، لكنها غير قادرة على فك الهدنة مع موسكو لأسباب منها ملف الطاقة وتشعباته ومسارات أنابيبه عبر الفالقة السورية وغيرها، وفي نفس الوقت وذاته غير قادرة على الخروج من طاعة شريكها التجاري المالي الأمريكي، وما نتيجة حاصل السنوات الخمس الماضية تحديداً، أنّ الخاسر من مقاطعة روسيّا هي أوروبا، لا بل أن تجربة العقوبات السابقة على روسيّا، دفعت موسكو الى شكل ما من الأنسحاب نحو دواخلها الجغرافية والمناخية، أي تحريك وتطوير الصناعة والزراعة والتجارة والأستثمارات في الداخل، مما أفقد أوروبا سوقاً هائلة جداً، قادت بشكل أو بآخر الى خروج بريطاني من الأتحاد الأوروبي، بعد أنّ أدّت لندن دورها كحصان طروادة في داخل الأتحاد الأوروبي للسيّد الأمريكي والسيّد الصهيوني. من ناحية أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وان كان اقتصادها قائم على الحروب، الاّ أنّ جلّ اقتصادها متخارجاً، وخاصةً أنّ الشركات الأمريكية التي خرجت الى الصين والهند(كبعض شركات صناعة الحاسوب من وادي السيلكون وشركات صناعة السيّارات كفورد وغيرها)ليس سهلاً كان الحال عليها، لأنّ تخفيض الضرائب عليها كما يزعم الرئيس ترامب لا يوازي أو يغطي أرباحها من تدني الأجور العاملة في الخارج الأمريكي، بالمقارنة نجد رأس المال ليس متحمساً للمقاطعة، وان كان رأس المال الأمريكي دفع ترامب الى فرض ضرائب على منتجات الشركات الأمريكية التي غادرت الى الخارج لدفعها الى العودة ولكنه فشل في ذلك، فلجأ الى التهديد بقانون جاستا الأمريكي بحق الرياض وقطر وغيرهما من مملكات القلق العربي على الخليج، فنال ما نال من الرياض وقطر وسينال المزيد، ويوظف الجميع ضد الجميع، وليس من مصلحة أمريكا حل الأزمة الخليجية، لا بل يسعون الى تقسيم السعودية عبر التسليح لساحات أخرى، وخاصة بعض الأطراف العراقية في الساحة العراقية، في حين أبو ظبي تدفع بصمت وأكثر مما يتصور البعض، وعلى جلّ دول الخليج أن تساهم في تنفيذ برنامج الرئيس ترامب في الداخل الأمريكي مقابل حمايتها. والرئيس ترامب يا سادة ليس أصيلاً في الحزب الجمهوري وهو حزب عدواني بامتياز، أكثر من الحزب الديمقراطي وكارتلات كوادره، وقياداته من المحافظين الجدد والتروتسك الذين يؤمنون بالحروب الدائمة كماكينة حياة رأس المال، والملفت أنّ سلّة العقوبات الأمريكية، هذه والتي تم تشريعها بقانون صادق عليه الرئيس الأمريكي، لا تستهدف في الواقع فقط تلك الدول، وانما تمتد لتشمل كل سلال الأستثمارات الأوروبية والأستثمارات الصينية وتدميرها، وليقود ذلك الى حالة من القطع والفصل بين هذه العواصم وعواصم الدول المستهدفة، لوقف سياسات التعاون والتنمية التي قد يقودها ترامب مع الفدرالية الروسية والصين وأوروبا، والعودة حبّاً لا كرهاً الى نظرية وولفويتز في هندسة المشاهد في(المواجهة والسيطرة)والتي تم البدء بتنفيذها مطلع تسعينيات القرن الماضي. انّ قانون فرض العقوبات التي أقرّت في الكونغرس الأمريكي مع رغائبية الرئيس ترامب في الأنسحاب من الأتفاق النووي الأيراني له حجم تداعيات كبيرة، ان لجهة العلاقات الأمريكية الروسية، وان لجهة العلاقات الأمريكية الأوروبية، وان لجهة العلاقات الأمريكية الصينية، حيث بدا واضحاً الموقف الألماني الرافض لها ويعارضها بشدّة لشمولها مشاريع تنفذها مؤسسات ألمانية وأوروبية وصينية مع موسكو. لقد تم نسج الكثير والكبير من التهم للرئيس ترامب على أنّه متاوطىء مع موسكو، لا بل ومنبطح وبمثابة العميل والقاتل المستأجر للفدرالية الروسية في البيت الأبيض، من قبل رموز المحافظين الجدد والصقور في الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وفي مجتمع المخابرات الأمريكي، فوجدنا أنّ الرئيس الأمريكي صار مستعداً لفعل أي شيء لينفي عنه تلك التهم التي تم هندستها في استخبارات البنتاغون، وباقي وكالات المخابرات الأمريكية بدفع من رموز المحافظين الجدد وصقور الحزبين الجمهوري الحاكم والديمقراطي المعارض ضمن كذبة اللعبة الأمريكية. لقد دخل الرئيس ترامب في صراع مفتوح مع كارتلات الحزب الجمهوري وكارتلات الحزب الديمقراطي، واتفقا الحزبين على تقييد السياسة الخارجية للرئيس ترامب والحفاظ على امتيازاتهم العظيمة والكثيرة والمتعددة، عبر الشركات المتعددة الجنسيات وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، ولاحظنا خلال عام مضى من حكم دونالد ترامب والحزب الجمهوري، تساوقات لوزير الخارجية الأمريكية السابق ريكس تيلرسون معهم في ذلك، حتى يبعد عنه تهم ترامب، ومع ذلك تم اقالته وتعيين مايك بوميو بدلاً منه، عندما تنضج لحظة محاسبة الرئيس ترامب وقد تصل الى عزله أو دفعه لتقديم استقالته(أي الرئيس ترامب)ولا أستبعد انقلاب عسكري لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فقد يحاصر البيت الأبيض عسكرياً. ونلحظ أنّ الأنجليزي الخبيث والأسرائيلي الصهيوني، دعما كل ما جرى ويجري داخل الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي فرض نص قانون أمريكي ليس فقط بأثر على الداخل الأمريكي، لا بل على جميع دول العالم، وعلى هذه الدول احترام هذا الحظر التجاري والذي صار أممي على المجتمع الدولي. بعبارة أخرى العقوبات الأمريكية الأخيرة تطبق على الأتحاد الأوروبي والصين بجانب الدول المستهدفة وعلى كل دولة في العالم أيضاً، وثمة سؤال يطرح هنا: ما مدى تأثير قانون العقوبات الأمريكي الأخير والذي صار قانون دولي في تأثيراته، على خطوط العلاقات الأردنية الروسية تحديداً؟ وما مدى تأثير الخروج الأمريكي من الأتفاق النووي مع ايران أيضاً على العلاقات الأردنية الأيرانية، والتي يسعى البلدين على اعادة انتاجها من جديد كتنويع للخيارات السياسية؟ والأمر الملفت(مضحك ومحزن)في نفس الوقت، أّنّه ثمة نص قانوني نصّ في قانون العقوبات الأخير بشكل واضح: على الجهاز التنفيذي للأدارة الأمريكية منع تخفيف هذه العقوبات بأي شكل من الأشكال، وهذا يعني ويقود الى تكبيل وتقييد يدين وقدمين الرئيس ترامب في ممارسة صلاحياته التقديرية والمنصوص عليها في الدستور الأتحادي الأمريكي. كارتلات الحكم في البلدربيرغ الأمريكي تريد كسر عقيدة الرئيس ترامب والمتمثلة: (ينبغي على أمريكا أن تتقدم بوتيرة أسرع من الآخرين للحفاظ على الزعامة العالمية)، وهم يريدون عكس ذلك تماماً، عبر اعادة رسم وترسيم نظرية وولفويتز في بدايات عقد التسعينيات من القرن الماضي والقائلة: (ينبغي على واشنطن ان تحافظ على أسبقيتها على بقية دول العالم وابطاء أي منافس محتمل لها)وفي بدايات التسعينيات من القرن الماضي الذي كان المنافس المحتمل هو الأتحاد الأوروبي وما زال، والذي على واشنطن وحتّى اللحظة تدميره سياسيّاً واقتصاديّاً، وأحسب وأعتقد أنّ قانون العقوبات الأخير يساهم وبقوّة في الهدف الفوق استراتيجي للعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي. كما نرى أنّ نص قانون العقوبات الأمريكي الأخير يدعو وبعمق الى اعادة النظر ومن جديد وبشكل كليّ بكافة اجراءات الرئيس ترامب المتخذة منذ أن تولّى مسؤولياته الدستورية في أمريكا، بما في ذلك مكافحة الأرهاب والعلاقات مع منظمات الأسلام السياسي وعلى رأسها جماعات الأخوان المسلمون وتنظيمهم الدولي ومع كافة المنظمات الجهادية وفي العلاقات مع حزب التحرير الأسلامي في دول أسيا الوسطى، لضرب المجال الحيوي للفدرالية الروسية، والعمل على هندسة ظروف التغيير لأستقلال دونباس روسيا الصغرى واعادة بناء طريق الحرير. عبر قانون العقوبات الأمريكي هذا، قضت كارتلات الحكم في البلدربيرغ الأمريكي على أي أمل في النمو داخل الأتحاد الأوروبي، لذلك وجدنا فقط الصوت الألماني هو الأعلى والرافض لهذا القانون، كون المخابرات الألمانية تعي أنّ اقتصاد بلادها وهو الأقوى أوروبياً هو المستهدف بالدرجة الأولى، كما هي مستهدفة العلاقات الفرنسية الألمانية من جديد بعد قدوم اليمين المتوحش الفرنسي عبر الرئيس ما كرون، حيث يحاول الأخير أن يظهر أنّه على خلافات مع سياسات واشنطن الخارجية لجلّ أوروبا والعالم، في حين هو في الواقع يؤدي دوراً مرسوماً محدداً له من قبل جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي من حيث يدري ولا يدري. والأمر المستغرب والغريب أنّ الرئيس ترامب بالنسبة للقارة العجوز أوروبا هو: متقلب الأطوار ورجل زئبقي بامتياز، ومع ذلك لم تعترف في واقع الأمر والحال أوروبا أنّه أفضل حليف لها، ولاحظ الجميع الحضور الأوروبي الملفت في الزيارات المتكررة لأيران، حيث أرى في هذا الحظور الأوروبي بمثابة رسائل عميقة للدولة العميقة في واشنطن ولقانونها الأخير المقر في الكونغرس. انّ الشركات التي استثمرت في مسارات الحلول الأقتصادية التي اتخذتها المفوضيّة الأوروبية، بتزويد الأتحاد بالطاقة، مصيرها الأنهيار بعد عمليات اخراجها في مضاعفة عمل خط أنابيب نورث ستريم، والذي تم حظره من الكونغرس الأمريكي مؤخراً عبر قانون العقوبات الأخير الذي استهدف كل من طهران وموسكو وكوريا الشمالية(واشنطن تحاول احتواء كوريا الشمالية الآن وثمة لقاء قمة بين ترامب والرئيس الكوري الشمالي وتقرر أن يكون منغوليا، لماذا؟). وعطفاً على أساس ما تم ذكره أنفاً، انّ هذه الشركات فقدت حقها في المنافسة في المناقصات المعلنة في الولايات المتحدة الأمريكية وفقدت كل أصولها المالية هناك، وتم منعها من الوصول الى جلّ البنوك الدولية كمنظومة أممية مالية مقرضة ومموّلة، كما تعذّر تمكنها من مواصلة أنشطتها خارج الأتحاد الأوروبي. أوروبا العجوز كلّها لديها فوبيا من خطورة ذهاب المشرّعيين الأميركيين لنشر سلطتهم القضائية خارج حدودهم، حيث بواسطة سلّة عقوباتهم الأخيرة على موسكو وبكين وكوريا الشمالية وطهران وضعوا الأتحاد الأوروبي أمام الأمر الواقع وأمام خيارين اثنين فقط: امّا الأنصياع لها بما فيه من كلف اقتصادية وسياسية ومالية على جلّ دول أوروبا، أو الرفض لها بما فيه من كلف جمّة ستنزل على عنق أوروبا وعلى دفعات عبر المقصلة الأمريكية، خاصةً وأنّ جلّ الأستراتيجية البلدربيرغيّة الأمريكية تتمثل في تدمير الأتحاد الأوروبي وابعاد موسكو عن الصين لأضعافهما واحتواء كوريا الشمالية، واضعاف جلّ دول البريكس، ومنع بكين من طرح سندات الدين الأمريكي في السوق السوداء، كون الصين أكثر دولة في العالم شراءً لسندات الدين الأمريكي، لرغبة في الصين من استمرار تفاهمات تخادم المصالح المالية غير المعلنة على طول خطوط العلاقات الأمريكية الصينيّة بمعناها الأستراتيجي. أحسب وأعتقد، انّ مستقبل العالم يتقرر ضمن عقيدتين اثنتين: امّا علاقات تسودها المواجهة والهيمنة أو بالتعاون والتنمية في ظل فرض عالم متعدد الأقطاب، بسبب الفعل الروسي والصيني وجلّ دول البريكس وعلى رأسها الهند وعبر الفالقة السورية ومسارات خطوط أنابيب النفط والغاز . في منحنيات ومسارات وآفاق جلّ المسألة العربية وعمقها، ليس هناك شيء اسمه سياسة إقليمية نتاج المكونات العربية التي تعيش في المنطقة الشرق الأوسطية، في ظلّ حالة سرطانية تتموضع في انتشار مدروس للقواعد الأمريكية، واعادة انتشارات لقوات عسكرية أمريكية هنا وهناك في ظل هيكلة جديدة للوجود الأمريكي في المنطقة ككل، لمواجهة القوّة الأقليمة العظمى(ايران)المتحالفة مع الروسي والصيني وجلّ دول البريكس، وفي خضم حالة السيولة الشديدة التي تعانيها المنطقة، على طول وعرض خطوط ومنحنيات جغرافيا العرب ومجالاتها الحيوية، بل هناك مخططات ومنفذون لها أي وكلاء للأمريكي وهم من أبناء جلدتنا مع كل أسف وحزن وحصرة، وهم بمثابة بروكسي على تطوير وتعميق العلاقات بين مكونات الأمة الواحدة، لا بل جزء سرطاني من ذات الحالة الأمريكية العسكرية الأنفة في الأنتشار والتموضوع. وبعبارة أكثر عمقاُ، ليس هناك سياسة عربية مستقلة، بل سياسة أمريكية برامجية، وما يجري في المنطقة تطبيق للسياسات الأمريكية ليس أكثر ولا أقل من ذلك، وذاكرة البعض منّا كعرب مثقوبة بشكل عامودي وعرضي، ويعتقد هذا البعض العربي المحزن، بأنّ ذاكرته المثقوبة ليست إلاّ إبداعات خارقة وعبقرية فذّة، يصعب على من حولهم فهمها وحلّ ألغازها، لضيق مداركهم العقلية من وجهة نظرهم هؤلاء الواهمون المثقوبون المفعولون بهم. الطرف المصري وهو طرف وازن ومؤثر في المنطقة بين الفينة والأخرى، وأحياناً بمناسبة وبدون مناسبة، يعلن أنّ السياسة المصرية متطابقة مع السياسة السعودية إزاء المسألة السورية مثلاً! حسناً كيف ذلك؟ ألا يعتقد الطرف المصري أنّ ما يجري الآن في المنطقة، هو تفكيك للدول القومية مترافقاً ذلك مع التطبيع القسري؟(يحسب الكثير من المراقبين والباحثين، أنّ الدور المصري في الحدث الاحتجاجي السياسي السوري غير مريح حتّى اللحظة، وأنا معهم إلى حد ما)، وتاريخيّاً الرياض هي المحرّك لاتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 م، وبالتعاون مع المغرب أيام الرئيس محمد أنور السادات. ولأنّه في الحروب وعقابيلها، تتحرك الجغرافيا على وقع إيقاعات ومديّات المعارك، وأزيز الرصاص وهمس ووشوشات التراب وعتاب البنادق، ولأنّ الضمير العربي في نزهة خارج الوطن، وأنّ الأعلام المظلّل والمظلّل ليس غبياً، بل هو واثق بغباء متابعيه، ولأنّ البندقية التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، ولأنّ الديكتاتورية من منظور البعض العربي المتهالك المتصعلك تعني: أن تجعل المثقفين والمفكرين يصمتون، علينا أن لا نلتفت إلى تصريحات هنا وهناك، لبعض غلمان بعض الحكومات العربية ونؤكد على التالي: ليس هناك سياسة في العالم العربي، ومن يحسب غير ذلك ويعتقده فهو واهم ويبني قصوراً زمرديّة في الهواء، الشيء الفاعل في عالمنا العربي هو تطبيق للسياسات، وأي تصريح عربي أيّاً كان فيما يخص سورية قلب الشرق وسيّدة الجغرافيا وأجمل النساء العفيفات، ليس سياسة وأنه لا يخرج عن إطار تطبيق للسياسة الأمريكية، والتي تقود معركة الناتو في سورية ليس لإسقاط النسق هناك، بل والوجود الروسي في المنطقة والمتوسط ثم الأستدارة لاحقاً الى أسيا الوسطى والقوقاز. والمعركة مستمرة وبعمق، ومزيد تلو المزيد كرد فعل على انجازات الجيش العربي السوري والحلفاء، من السيطرة على جسر الشغور وادلب المراد لها أن تكون موصلاً سوريا،ً إلى فتح عمليات عسكرية مركبة عبر نموذج الحروب غير المتماثلة باتجاه الساحل السوري، وهي أعقد أنواع الحروب تدمج بين حروب العصابات وتكتيكات الحرب النظامية، باتجاه إيجاد منفذ بحري لمجتمعات الدواعش على المتوسط لضرب الوجود الروسي هناك، وعبر فتح جديد لمعارك في كسب، والأخيرة بمثابة قرم سورية، وكذلك يمتد الأمريكي عبر الوصول إلى الدلتا في مصر، لإيجاد منفذ آخر لها هناك أي للدواعش الأمريكان في الداخل المصري. انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة. والجميع عاد ويعود كرهاً أو حبّاً الى الثابتة السورية والمسنودة من الروسي والصيني، في أولوية محاربة الأرهاب المصنوع في أقبية الغرف السوداء لمجتمع المخابرات الأمريكي، والمصنّع بعضه في بعض الدواخل العربية المجاورة بسبب ظروفها الأقتصادية الخاصة، وغياب العدالة وحقوق الأنسان والبطالة والفقر والجوع، هذا الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع، حيث الجميع عاد الى الثابتة السورية او ان شئت الثلاثية السابق ذكرها…. أنظر عزيزي القارىء الى التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري في المعارك السابقة في جرود عرسال ومحيطها، وكيف تم تنظيف هذه المناطق من زبالة الأرهاب، ونموذج عرسال وجرودها سيطبق لاحقاً في أدلب وريفها أيضاً(وكل شيء بوقته حلو). سورية وحزب الله وايران حاجة اقليمية ودولية، لمحاربة فيروسات الأرهاب التي أنتجتها واشنطن في مختبراتها البيولوجية الأستخباراتية، من دواعش وفواحش وقوارض وزواحف، وأي جبهة اقليمية ودولية لضرب تلك الفيروسات تحتاج الى تسويات سياسية تسبقها في بؤر الخلافات وملفاتها. وحتّى لا نغرق في التفاصيل ونتوه بالمعنى التكتيكي والأستراتيجي، لا بدّ أن نطرح ما تعرف باسم نظرية المنطق في السياسة جانباً، مع تناسي علم الرياضيات السياسية وقواعد التفكير السليم في تفكيك المركب وتركيب المفكك، مع تناسي الغوص في التحليل بشكل عامودي وأفقي، لأنّ الأشياء والأمور والمعطيات لم تعد كما يبدو عليها أن تكون، وجلّ الأزمات ان لجهة المحلي، وان لجهة الأقليمي، وان لجهة الدولي، صارت أكثر تعقيداً وترابطاً، والتفاعلات والمفاعيل لمعظم الممارسات الدولية لم تعد تخضع لقانون أو قيم أو أخلاق. بعبارة أخرى أكثر وضوحاً، اذا أردنا أن نفهم ونعي بشراسه فكرية أبعاد ومعطيات ودلائل المؤامرة علينا في المنطقة والعالم، ووضع قاعدة بيانات وداتا معلومات لها، علينا أن نفكر جميعاً بعقلية المؤامرة نفسها، ومن يعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية جاءت الى المنطقة لمحاربة الأرهاب، فهو لا يكون الاّ متآمر أو جاهل أو متخلف عقلي وذو جنون مطبق لا متقطع. هناك استراتيجية أمريكية جديدة في تشكيل حلف دولي(الناتو) واقليمي(سني)من دول ما تسمى الأعتدال العربي، لابل دول الأعتلال العربي لمحاربة الأرهاب في سورية والعراق، وهذه الأستراتيجية أصلاً تتعارض مع مفهوم ومقتضيات محاربة الأرهاب من جهة، وتنقض نظرياً رؤية كيسنجر للحروب الدينية السنيّة الشيعية والتي اعتمدتها الأدارة الأمريكية كخيار بعيد المدى، لضرب العمق الأستراتيجي العربي لأيران في أفق عزلتها ومحاصرتها ثم تفجيرها من الداخل عبر الأتفاق النووي نفسه الموقع مع المجتمع الدولي، ونقل مجتمعات الدواعش والفواحش والقوارض إلى مناطق السنّة في الداخل الأيراني. أمريكا تستولد استراتيجية جديدة أيضاً اسمها(ادارة التوحش وأزمتها)في البلقان وآسيا الوسطى، فخرج علينا زعيم القاعدة أيمن الظواهري من كهفه بعد سبات، حتّى أنّ شكله صار مثل الكهف الذي يسكنه، وبشّر الأمة بميلاد فرع جديد للقاعدة في شبه القارة الهندية(بنغلادش، كشمير، الهند، باكستان) وعلى الحدود مع ايران، وهذا آثار ثائرة روسيّا والهند والصين(أعضاء دول البريكس)، لأدراكهم أنّ أمريكا قرّرت نقل ادارة التوحش من الشرق الأوسط الى منطقة آسيا حيث تهديدات داعش لروسيّا. واشنطن تدرك أنّه يستحيل في هذه المرحلة المبكرة من عمر الصراع في المنطقة من تفجير حرب سنيّة شيعية شاملة، على ضوء نتائج المحاولات الجنينية الفاشلة التي اختبرتها في لبنان وسورية والعراق، والآن تحاول في الأردن عبر الفتنة بين الشرق الأردني(الكح)والشرق الأردني ذو الأصول المختلفة، حيث جلّ السفلة من صنّاع القرار الأمريكي يريدون ادخال داعش وتصنيع مثيلاتها في الداخل الأردني، وتحريك الخلايا السريّة النائمة والتي لا تنام ولا تنكفىء أصلاً، كل ذلك عبر اشراك عمّان سرّاً أو علناً في محاربة مجتمعات الدواعش، كي يصار الى نشر الفوضى في الداخل الأردني لجعل الملف الأردني كملف مخرجات للملف الفلسطيني، ضمن رؤية محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من عرب ومسلمين صهاينة، وتحت عنوان انشاء اقليم فدرالي في الجنوب السوري مركزه درعا، ليكون بمثابة جيب أمني كالجيب الكردي في شمال العراق وشمال سورية، والجيب العربي السني جنوب الحسكة الى دير الزور وطول حدود شرق نهر الفرات من قبائل شمّر العربية. والتساؤلات هنا: لدينا رؤية تحليلية بعد التمحيص والتدقيق بكلام رموز كارتلات الحرب في واشنطن، بخصوص التفاتة عسكرية أمريكية في الجنوب السوري رغم اتفاق الجنوب الصامد حتّى اللحظة رغم الرفض الأسرائيلي له، وتحت عنوان حماية للأردن واسرائيل كما تقول هذه الرموز الحربية لكارتلات الحكم هناك، تتحدث أن الأمريكي والأسرائيلي وآخرين يريدون أن يعوّضوا خسائرهم في الحدث السوري في الجنوب السوري، والبحث عن فرص لأستثمارها ومن خلال المثلث السوري الأردني الأسرائيلي المشترك وامتداداته لجهة لبنان خاصة بعد تحرير جرود عرسال ومحيطها، لأقامة منطقة جغرافية آمنة، ووضع جزء من الديمغرافيا السورية اللاجئة خارج الوطن السوري والنازحة في داخله في غرب درعا، في هذه المنطقة الجغرافية المراد لها أن تكون مسمار جحا أمريكي وآخر اسرائيلي تماماً كقرية الغجر اللبنانية، والأستمرار باللعب والتدخلات في الشأن السوري وصولاً الى اسقاطه، مع دعم الجماعات الأرهابية المسلّحة في الجنوب السوري، لكي تشكل بمثابة الحزام الأمني النازف لدمشق في الجنوب السوري بصورة مختلفة عن حزام لبنان، ولكي يكون الحزام الآمن لجغرافيا وديمغرافيا المنطقة التي يسعى الأمريكي والأسرائيلي لأيجادها هناك كمسمار جحا، وتحت شعار محاربة داعش في الجنوب السوري والقاعدة وباقي الزومبيات، والمحافظة على أمن الحليف الأردني، وكما أوضح أركان كارتلات الحكم الأمريكي. انّ المناورات المستمرة التي يجريها الأسرائيلي مع المارينز الأمريكي في النقب بين فينة وأخرى، وبناء قاعدة عسكرية أمريكية هناك، والتي تحاكي مواجهة مع داعش والنصرة أو فتح الشام أو القاعدة لا فرق، وفيها انزال خلف خطوط العدو، تقع في سياقات هذا المشروع الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي في الجنوب السوري الساخن الآن، للتعويض عن الخسارات الكثيرة مؤخراً، وليصار الى صرفه بالسياسة لاحقاً لصالح الطرف الثالث بالحدث السوري، دون أي تدخلات لقوّات برية عسكرية اسرائيلية مباشرة، سوى فقط مساعدات عبر الطيران وطائرات بدون طيّار ودعم استخباراتي ولوجستي آخر، ومن المحتمل دخول قوّات كوماندوز لغايات المساعدة في اقامة تلك المنطقة الجغرافيا الديمغرافيا السورية كمسمار جحا، ويبدو أنّ الجنوب السوري والحدود الأردنية الشمالية في طريقها لتكون بمثابة مثلث بارمودا الأردني ومن جديد بفعل الأمريكي والأسرائيلي والسعودي والبعض العربي الآخر، فهل يقود كل ذلك الى حرب جديدة في المنطقة عبر تسخين الجنوب السوري، تتدحرج الى كرات حربية متفاقمة لها ما بعدها؟!. السؤال العميق والذي يحفّز العقل على التفكير: هل ستوافق عمّان على ما سبق ذكره، لما في ذلك من مخاطر على الأمن الوطني الأردني وعلى الجغرافيا الأردنية في الشمال الأردني الساخن الآن بفعل رؤية البلدربيرغ الأمريكي، واحتمالية اقتطاع جزء من الجغرافيا الأردنية لآنشاء امارة حوران ووضع عليها مثلاً أميراً ابو محمد الجولاني(احمد حسين الشرع أو أي سافل آخر)زعيم فتح الشام الأرهابية قاديروف سورية؟ أو حتّى لواء حوران كاملاً وضمه الى تلك المنطقة المراد تأسيسها بعد خسارات الأمريكي والأسرائيلي والتركي في الغوطة الشرقية والآن في الغوطة الغربية حيث مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي الضمير وفي جلّ الجغرافيا السورية؟. وأعتقد أنّ السوري وحزب الله والأيراني، باسناد روسي وباسناد دبلوماسي صيني وبتمويل مالي صيني أيضاً، يستعدوا من الآن لمثل هكذا سيناريوهات وللرد على مناورات النقب المستمرة بين الأسرائيلي والمارينز الأمريكي، حيث الهدف وكما أسلفنا سابقاً، انشاء منطقة جغرافية آمنة محمية بجماعات ارهابية مسلّحة بزعامة الجولاني زعيم فتح الشام قاديروف سورية أو أحد السفلة الآخرين، لتشكل تلك الجماعات الأرهابية حزام أمني للمنطقة الآمنة يتطور الى اقليم مستقل بحكم ذاتي موسّع(نسخة متطورة عن حزام لبنان)، المعطيات الراهنة تقول هي في طريقها الى التنفيذ حتّى اللحظة، ثمة حشود عسكرية سورية مع مجموعات من فرقة الرضوان في حزب الله، بجانب كتائب من المقاومات الفلسطينية في الداخل السوري، ومجموعات سورية شعبية مقاومة أشرف عليها الشهيد سمير القنطار ودربها سابقاً بدعم من حزب الله، في مواجهة ما يجري في المثلث المشترك على الحدود في الجنوب السوري والشمال الآردني، وثمة طائرات استطلاع سورية ومن حزب الله وايرانية تنطلق من الجنوب السوري نحو فلسطين المحتلة، ويعود معظمها سالمةً الى قواعدها وتفشل ما تسمى بالقبّة الحديدية الأسرائيلية في اسقاطها(اسرائيل لا تعلن عن ذلك وكذلك الحال في الطرف الذي يطلقها)، الا أنّ الرسائل وصلت لجلّ السفلة ان في واشنطن وان في تل أبيب، والذين يستهدفون الأردن ولبنان وسورية، ولكن هيهات هيهات أيّها السفلة. انّ داعش وجبهة النصرة وفتح الشام وغيرها، هي مخرجات السياسة الأمريكية في المنطقة، تم انتاجها وحواضنها في الدواخل العربية بتوظيفات واستثمارات الفقر والظلم والجوع والقهر والبطالة والفساد وغياب العدالة وحقوق الأنسان، مع العبث في دم الأيديولوجيا والجغرافيا في الساحات. وعندما قالت:”اسرائيل”أنّ ايران صارت جارة لنا والسعودية قالت: انّ طهران تسعى لمحاصرتها وتحجيمها الدور وتقليص نفوذها في العالم العربي والأسلامي، فهمت نواة الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، أنّ الخطر هذه المره تجاوز الأدوات، ليتحول الى تهديد استراتيجي داهم على أمن بلادها القومي والمتمثل في ثلاثية النفط واسرائيل والكرد. في أروقة مجتمعات استخبارات الطرف الثالث في الحدث الشامي، كخصوم للدولة الوطنية السورية جلسات عصف ذهني وخلاصات، وتتحدث المعلومات المتسربة وعن قصد أنّ منظومة الحسم الأستراتيجي في الأزمة الراهنة، استطاع النسق السياسي في دمشق تحقيقها والعملية ما زالت مستمرة، وترافقها عمليات الحسم الميداني، لتعزيزها وتثبيتها على أرض الواقع وعبر لغة الميدان، ان لجهة التكتيكي منها ازاء اطلاق عمليات المصالحات الداخلية في بؤر الصراع الداخلي، وان لجهة الأستراتيجي نحو ما بعد نتائج حوارات الأستانة القادمة بصيغها المختلفة، وكذلك مؤتمر زوتشي – الحوار السوري السوري، ليصار الى التسكين والتمكين من زاوية الجيش العربي السوري، والمنتشر في جلّ الجغرافيا السورية كجيش وحيد في العالم الذي يحتل أرضه في اشارة الى مكافحته للأرهاب المصنّع والمدخل في كل مكان في سورية. وأي صيغ سياسية تفاوضية قد يصار لفرضها، كرفض لأي نتائج ايجابية لمفاوضات العاصمة الكازاخستانية كحلول تستهدف: سد الأفق السياسي وتعميق الخلافات والأزمة، بعبارة أخرى اعادة انتاج بالمعنى السياسي للأزمة السورية من قبل الطرف الثالث، وبعض زواريبه من مشيخات القلق والبعض العربي الآخر بالتحالف مع الأسرائيلي الصهيوني، في ظل الحديث عن صفقات تاريخية تسووية تنهي الصراع مع الأسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية والأسلامية، خاصة بعد الأنبطاح البعض العربي للأسرائيلي بوضعيات الكاماسوترا المختلفة في فراش الخيانة بعد محاولات جادة باغلاق المسجد الأقصى، ومحاولة طرف عربي وازن(السعودي)بماله فقط لترتيب دور له عبر الثوب الأسرائيلي ليشرف على المسجد الأقصى، ويعمل على اقصاء الرعاية الأردنية الهاشمية للمقدسات في فلسطين المحتلة. ومن المعروف للجميع أنّ السياسة استمرار للحرب، فانّ بنية الأخيرة بتفاصيلها استمرار للسياسة، وأي عملية عسكرية لا تقود الى نتائج سياسية، هي عملية فاشلة بامتياز حتّى ولو كانت عملية عسكرية داخلية، فما نلحظه في سورية أنّ جلّ العمليات العسكرية في الداخل السوري من قبل قطاعات وتشكيلات الجيش السوري تقود الى نتائج سياسية مبهرة للدولة، ويكفي أنّ المجتمعات السورية المحلية لم تعد حاضنة لجلّ سفلة الأرهاب المدخل والمنتج في الداخل السوري، وصارت طارده بعمق له ورافق ذلك المصالحات السياسية لأخراج الأرهابين من غير الجنسية السورية ومشغليهم. نعم الأزمة السورية كأزمة اقليمية ودولية، ينام ويصحو الجميع على أحداثها، كرّست مفهوم جديد للسياسة سيدرّس لاحقاً في كل جامعات العالم ومراكز البحث الأممي، حيث لم تعد السياسة فن الممكن، فهذا مفهوم قديم وتقليدي أكل وشرب الدهر عليه ومنه حتّى شبع، السياسة الآن وبفعل ومفاعيل وتفاعلات وعقابيل ومآلات الحدث السوري، صارت تعني فن انتاج الضرورة كمنتج شامل، بعبارة أخرى صارت السياسة منتج أمني، ومنتج سياسي، ومنتج اقتصادي، ومنتج عسكري، ومنتج ثقافي وفكري، وبعيداً عن فلسفات سياسات تدوير الزاويا الخلافية الحادة في السياسة كمفهوم ونهج ووسيلة. وبعد الأنجازات العسكرية السورية الأخيرة والمتواصلة، ان عبر العمليات العسكرية الهجومية مرّات عديدة والعمليات الدفاعية أحياناً، وان عبر سياسات واستراتيجيات المصالحات التي انتهجتها وتنتهجها الدولة الوطنية السورية، فانّه صار للنصر مفهوم جديد ومعيار مستحدث في علم الحروب، والأخيرة(الحرب)لا تحسم بالحل العسكري وحده فقط، بل وبالحل السياسي الذي صارت له قيمه أخلاقية وقيميّة اجتماعية تحاكي تجليات النصر العسكري الميداني. فالدولة الوطنية السورية تسير بخط الحسم العسكري وخط الحسم السياسي(المصالحات)، ان في مناطق فرض فيها الجيش السوري سيطرته الكاملة، وان في تلك المناطق التي صارت على مشارف الفرض العسكري عليها، ودفعها الى فكرة الخروج والعودة الى حضن الدولة من جديد. فدمشق جادت وأبدعت وبمهنية محترفة في فن ممارسة الحرب ضد الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من قبل دول الجوار مجتمعةً، وضد الأرهاب المصنّع في الداخل عبر الطرف الثالث في الحدث السوري وزاروب البعض العربي القلق وقبل بدئه بسنوات، وما رافق ذلك من وضع استراتيجيات صناعة الكذبة في الأزمة السورية وصناعة القاتل والضحية. وأحسب أنّ مستقبل نهاية الأزمة في سورية، بحاجة الى من يجيد فن الحرب وكما أسلفنا ويتقن صناعة عملية السلام الداخلي عبر المصالحات الشاملة، ورأى العالم ما حدث في البدء في حمص القديمة وكيف سهّلت أطراف اقليمية مجبرةً ومكرهةً لذلك، لحاجة اخراج مجاميع ضبّاط استخباراتها من الداخل الحمصي القديم، من طرف سعودي وطرف تركي وطرف دويلة قطر، وكان منظر السادة الأرهابيون المنسحبون وكأنّهم لا بل هم: كالجراد المنتشر الجائع نحو العرق الأخضر للصعود في حافلات ذلّهم، الى حيث أرادوا أو أريد لهم أن يخرجوا اليه سوريّاً، ليصار الى تصعيدهم لملاقاة الحور العين التي جهدوا من أجلها، ولن يجدوا الاّ ما اقترفته آياديهم من ظلم حيث يهوون في نار جهنم باذن الله تعالى، سبعون وسبعون وسبعون خريفاً حتّى يلج الجمل من سم الخياط(خرم الأبرة). ثم استنسخ نموذج حمص في أكثر من مكان وساحة في الداخل السوري وفي حلب الشرقية وفي حي الوعر وفي الغوطة الشرقية والآن الغوطة الغربية، ولن تكون الأخيرة في فكرة خروج السفلة الأرهابيين، وتسوية أوضاع من يريد الى مجتمعه المحلي، على أن لا تكون آياديهم ملطخة بدماء الشعب السوري. وصحيح أنّه تم انتزاع الورقة السورية السياسية من يد السوريين في بدايات الأحداث الى منتصفها تقريباً، وجعلها تتنقل بين مدارات التنازع الدولي وتنازعات البعض العربي المرتبط بالطرف الثالث في المسألة السورية، وتحديداً في أروقة مشيخات الرمال والقلق العربي، باستثناء واحدة أو اثنتين الى حد ما، لذا ليس القوي من يكسب الحرب وانما الضعيف هو من يخسر السلام. وعندما نقول المجتمع الدولي وأدواره في سورية وأزمتها نقصد به: الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العبرية “اسرائيل”، وبريطانيا، وفرنسا، وزواريب البعض العربي التائه القلق، فانّ عرب الرمال يريدون استمرار اسالة الدم السوري ومزيد من استنزافات عميقة وعرضية للدولة الوطنية السورية، مسنوداً بمحفظة مالية ضخمة وحملات بروباغندا معادية مضادة، لذلك فانّ عرب الرمال وبعض العرب الآخر يدركون، أنّ أمريكا عندما تصل الى اللحظة التاريخية الحاسمة للمخايرة والأختيار بين حلفائها ومصالحها، فسوف تختار الأخيرة وخير مثال على ذلك الأتفاق النووي مع ايران ومآلاته القادمة، رغم تهديدات أزعر الحي المعولم الرئيس ترامب بالأنسحاب منه – الأتفاق النووي مع ايران يخدم المصالح الأمنية القومية لأمريكا، وهذا ما قاله ريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق والمقال والذي قال عن رئيسه: بأنّه أحمق عميق، وكذلك وزير البنتاغون في الكونغرس الأمريكي الذي أكّد على ان الأتفاق مع ايران يخدم أمريكا. قلنا مراراً وتكراراً أنّه: انّ الفالقة السورية، والحفاظ عليها من قبل الجيش العربي السوري العقائدي، والقوّات الحليفة والصديقة، باعتبارها ناتج لواقع الميدان السوري المنتصر، وليصار الى صرفه سياسيّا في جنيفات سورية سورية قادمة، وأنّه: بين الأيرنة بالنووي والأسرلة بالبعض العرب المنطقة في سيولة وسيولة شديدة، الى أن تنضج التفاهمات الدولية على المصالح في منطقتنا، والخاسر نحن ان لم نتوحد ونراجع حالتنا، سنصبح فرق عملة فقط.
هاتف : منزل – عمّان : 5674111 خلوي : 0795615721
سما الروسان في 22 – 4 – 2018 م.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط