الديمقراطية تعاني في العراق !

محمد الشجيري

الديمقراطية كنظام حكم وُجد لصالح الشعوب من اجل الاخذ بيدها نحو طريق الحرية والعدالة المنشودة ولذلك

نهضت الامم نهوضا كبيرا وعظيماً وقامت الدول التي تبنت هذا النظام الذي يعتبر افضل ما توصلت اليه البشر ية عبر التاريخ كنظام حكم عادل ومنصف لهم وقد مر بسلسلة من العقبات والتناقضات والاخطاء والتي هي سنة من سنن الخلق الا انه صمد صمودا عظيما عبر ايجاد الحلول وتبديد تلك العقبات بمعالجة النص القانوني بنص قانوني اخر والحالة الانسانية او المجتمعية المستجدة بما يناسبها من تشريع وحيثما وقف البعض عاجزا عن فعل شيء وهكذا اصبح نظام حكم عتيد وفريد فرض احترامه وهيبته على اغلب دول العالم اذ اشاع العدل والعدالة الاجتماعية وهيبة القانون واحترام الحريات والدفاع عنها.

في عراقنا اليوم ونحن نعيش هذه التجربة منذ عام ٢٠٠٣ لم تتوفر الظروف والارضية الصالحة حتى نستطع فهمها بالشكل الكافي ولم نقم بتوضيحها للشعب العراقي وبالتالي خلق وعي عام يدرك في الحد الادنى مفاهيم الديمقراطية كنظام حكم وما هي مزايا هذا النظام وكيف السبيل لتبني هذا النظام وما هي الوسائل المتبعة في تطبيقه ؟ وما هي تجارب الدول الاخرى التي سبقتنا في هذا المجال وهل هناك سبيل لفرض تجربة تناسب موروثنا الديني والتاريخي ؟

ان العجلة التي رافقت احداث ٢٠٠٣ ومحاولة الاسراع في كتابة دستور وانشاء برلمان والدعوة الى التوجه الى صناديق الاقتراع كانت فكرة خاطئة ومكلفة لنا جميعاً ذلك ان كل ما تمخض عن هذه التجربة لم يمكن بمستوى الطموح والمتوقع بل اصبح كابوس جثم على صدورنا فالدستور الذي كتب على عجل لم يصحح ليومنا هذا وانتجت لنا الدورات الانتخابية السابقة احزاباً وعاهات سياسية استغلت موارد الدولة والمال العام ابشع استغلال حتى تمكنت واستحكمت واصبح من المستحيل ازاحتها وهي ليست مؤهلة لقيادة بلد يملك مشاكل بحجم العراق حيث يحتاج جهوداً استثنائية وخبرات لا يمتلكها هؤلاء لاعادة اعماره وتنميته وبالتالي اصبحنا نسير من سيء الى اسوء يوماً بعد يوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here