كل ما قّل و دّل : موزايك مبرقشة لانتخابات عراقية كخرج بقال

بقلم مهدي قاسم

يبدو أن مظاهر فساد البرلمانيين و امتيازاتهم الملكية و الخيالية و ثرائهم السريع ، قد جعلت لعاب كثير من شرائح و فئات المجتمع العراقي المختلفة ، يسيل و يجري مصحوبا بأمنيات وتمنيات بفوز ساحق و جلوس مريح تحت قبة مجلس النواب ليصبح المرء آنذاك متربعا بقرب مصادر المال العام و الخاص ، طبعا من خلال لجان تشرف على مقاولات أو مشاريع تعمير و بناء شكلية ووهمية ، كما كانت الحال في العراق في السنوات العشر الماضية وحتى الآن .

حتى أن هذا اللهاث نحو الترشيح في الانتخابات المقبلة قد جر خلفه من مرشحات ومرشحين من مختلف مهن و حرف و بدون ذلك : فبينهم فاسد سابق معفي عنه حديثا ، و حلاق ، ومغني ، و فنانة ، وأستاذ أو أستاذة جامعية ، وبائع خضرة ، وشيخ عشيرة و ” علوية ” أو ملاية التي تكتفي بذكر اسم زوجها على لوحتها الانتخابية ، و كذلك منقبة لا يرى منها سوى عينين مثل نساء داعش ، و كذلك إرهابي سابق كان يهدد بغداد ــ عبر فيديو ــ بالقدوم الوشيك لتحريرها من ” الروافض و الفرس المجوس ” و ممثل سياسي لداعش في اربيل كان يقول ” طز بالعراق ” هو الآخر مرشح الان ليصبح نائبا في برلمان العراق !!..

هذا فضلا عن ساسة ونواب قدماء دارت و تدور حولهم شبهات الفساد و هدر المال العام بطيش و رعونة وغالبيتهم أصبحوا مرشحين على قائمة ” النصر بقيادة جنرال حرب وهمي على الفساد ــ نقصد حيدرالعبادي ..

بل أكثر من ذلك فأن شخصا سياسيا ــ بصريا ــ مثل عبد اللطيف الوائلي الذي لم يفوّت مناسبة إلا ووصف عهدي نوري المالكي بالفساد و إذا به يرشح نفسه (و بدون أي إحراج أو إشكال وكأنما ذاكرتنا ضعيفة مثل ذاكرته هو ) فرشح نفسه على قائمة ائتلاف دولة القانون التي يقودها القائد المظفر ومخرب العراق الجديد نفسه أي نوري المالكي ــ ” ك” نائب مستقل ” محاولا الضحك على ذقنه هو قبل الضحك على ذقوننا نحن الناخبين المفترضين!!..

يعني … في الحقيقة والواقع أنه لشيء يجنن من الضحك والمسخرة والمهزلة هذه الصورة الانتخابية “الموزايكية ” المبرقشة و التي تشبه في ماضي الأزمان خرج البقال في الأرياف و الذي كان يحتوي على بصال و نعال و عطور و حلقوم و عدس وملح وصابون ” ركي ” وشاي وملبس و أقمشة والخ ، مع فارق واحد أن خرج البقال ذاك كان أكثر فائدة و نفعا للناس وضرورية ، أما خرج الانتخابات الحالية فالله يستر من محتوياته الغامضة والملتبسة و التي لا نعلم أية حيتان للفساد ستفرز لنا كمفاجأة لا تفاجئنا إطلاقا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here