تحت الأرض

في باطنها خيرات وثروات ، معادن وخامات ، لا تعد ولا تحصى ، ما اكتشف منها معلوم ، وما لم يكتشف بعد ، بحاجة إلى بحث وتنقيب ، لكن في محصلتها النهائية ، مكسب علمي ومنفعة للكل ، لكن قضيتنا القادمة ( عدونا ) لم يكتشف بعد ، لأنه المجهول القادم 0
تصريحات السيد رئيس الوزراء إننا سنضرب الإرهاب في إي مكان كان ، خارج الحدود وداخلها ، وقد نفذت قوتنا الجوية ضربات ضد أهداف محددة لداعش داخل الأرض السورية ، لان هناك مقرات لهم أو تجمعات يشكل تواجدها خطورة على البلد قبل أيام ، مع وجود عمليات عسكريه مستمرة لقواتنا الأمنية في الصحراء وغيرها من المناطق الأخرى ،وتدعيم القوات المرابطة على الحدود مع سوريا بقوات أخرى ، لأسباب تكمن بوجود مخاطر تؤكد وجود تجمعات لداعش تهدد أمننا واستقرارنا 0
سؤالنا العدو القادم لنا كيف سيكون ، بأي اسم أو عنوان جديد ، والاهم من ذلك كيف سيظهر ويهددننا ويحقق أهداف وغايات الآخرين ، وسبل مواجهته 0
حقيقة المسالة تقف ورائها إبعاد أخرى ، وقصة الأمس القريب لم تنتهي فصولها بعد ، منذ 2003 لحد يومنا هذا ، لعدو تعدى كل المقاييس في القوة والقدرات العالية ، قد تجاوز قدراته دول وليس دولة واحدة ، لان مصدر قوته معلوم من الجميع ، ومن يقف ورائها ويدعمها ، ويخطط ويدعم ، لتكون موجهتنا القادمة مع خصم يحسب له إلف حساب 0
قوة الفصائل أو المجموعات المسلحة اليوم ، أقوى من الماضي بكثير جدا ، بدليل نشاطها مازال مستمرة في بعض المناطق ، وهي قادرة على الوصول لأي هدف كان ، والشواهد كثير على ذلك ، ومازالت تحتفظ بعناصرها وقوتها , رغم خسائرها الكبيرة في المعارك السابقة 0
الورقة الرابحة التي تراهن عليه بعض القوى هي المجموعات الإرهابية ، وحاجتها إليها في الوقت الحاضر أكثر من كل وقت مضى ، بسبب حدة الصراعات الإقليمية وانعكاساتها السلبية على البلد ، ومن يستفاد من وجودها ، لتحقيق مكاسب معينة ، وفق متطلبات المرحلة 0
رغم وجود قواتنا الأمنية بمختلف التشكيلات والصنوف ، مع ما تحقق من نصر تحرير للأراضي المغتصبة ، ونحن نعيش في استقرار امني كبير لفترات زمنية كانت صعبة للغاية ، لكنها غير كافية لمواجهة عدونا القادمة ، وهنا ليس تقليل من قدرات قوتنا ، ولا تضخيم لقوة الخصم ، لكن التجارب السابقة لنا ، كانت مؤلمة ومروعة للغاية ، مدن سقطت خلال أيام ، رغم حجم القوة الموجود في وقتها ، لكن ما حدث معلوم للجميع كيف كانت الإحداث المتسارعة ، اثبت للكل إن مخططاتهم تختلف عن السابقة بكثير ، من عمليات تفجير إلى إسقاط مدن بل دولة بحالها ، فكيف سيكون مخططهم القادم 0
ما يكتشف من باطن الأرض الخير الوفير ، لأنه من نعم الله علينا ، لكن ما سيظهر لنا من عدو ، من أيادي مجرمين كل عصر ، وسيكون مختلف عن السابق في كل شي ، ومواجهته لا تكون فقط في قوة السلاح والضربات الجوية ، لان الحل الأمثل يكمن بحلول أخرى ، سياسية واقتصادية ، والاهم الاستفادة من تجاربنا السابقة ، ووضح حلول حقيقية تتناسب مع متطلبات المرحلة ، وتكون لنا عبرة في اتفاقيات أنهت صراعات دامية ، استمرت لسنوات طويلة ، لانها حققت مصلحة الآخرين بدرجة الأساس ، ثم مصلحة أهل البلد 0
رغم انشغال ساستنا اليوم في الانتخابات القادمة ، لكن مصلحة البلد فوق كل اعتبار ، ولا تتكرر نفس المأساة ، ولا تكون لدينا مجازر نفس سبايكر وأكثر 0
وهنا مسؤولية تقع على حكماء البلد، في التدخل والتصدي للقادم المخيف 0
ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here