ولادة الأقمار الشعبانية (سلام الله عليهم) (3)

ابا الفضل إلا أن تكون له أبا

لقد كانت الأمة في أشد الحاجة الى صفعة قوية كالزلزال لكي تستيقظ من سباتها و خنوعها وتخاذلها وخيانتها لربها ونبيها وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ، فكانت ثورة أبا عبد الله (ع) الزلزال الذي عصف بالأمة وجعلها تستيقظ مرتبكة من هول الصدمة والمصاب ، وكان قائد جيش الثوار أبا الفضل العباس (ع) الذي كان عددهم لا يتجاوز بضع وسبعين رجلا وهم الذين واجهوا أكثر من ثلاثين ألف مدججين بالسلاح والبغض والعداء ، فكان العباس (ع) بمستوى التغير التي ستحدثه ثورة كربلاء في الأمة فكان الوفي الذي بذل كل ما يملك من أخوة و كفين وعين ورأس مطبور ونفس وكل هذا لم يكفي بل بقى العباس (ع) قلبه يعتصر مابين الماء وقلوب العطاشى من أطفال الحسين (ع) وسواعده تهتز حرقةً على بقاء أخيه الحسين (ع) وحيداً بين أعداء الله وأعداء رسوله (ص) ، فكانت كربلاء المسرح الذي أظهر شجاعة ووفاء وإباء أبو الفضل العباس (ع) وباقي الصفات الحميدة التي تحتاج لها الأمة بعد أن فقدتها في سنين بني أمية العجاف ، ولهول المصاب ولفقدان قمر بني هاشم (ع) صاحب أسمى الصفات من أخلاق وشجاعة وجمال لم تبقى بعده زوجته لبابة بنت عبيد الله بن العباس إلا سنتين حيث توفيت سنة 63 هجرية كمداً وحسرةً وحزناً وهي الشابة التي لم يتجاوز عمرها 28 سنة ، فكان العباس (ع) بحق لكربلاء وكربلاء له لكي يرسم المثل العليا لكل الفضائل الحميدة لهذه الأمة التي افتقدتها بسبب ابتعادها عن طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين . فسلام عليه يوم ولد مع كفيه القوية وسلامٌ عليه يوم أستشهد وهو مقطوع الكفين وسلام عليه يوم يبعث بجناحين يطيروا بهما في الجنة.

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here