سعاد عزيز
الطب بکل ماحققه من تقدم يقف عاجزا عندما يجد أن جسد ثمة مريض قد فقد مناعته تماما وإن الامراض و العلات تهاجمه و تفتك به من کل جانب، ولذلك فإنه ليس أمام الطب سوى خيار واحد هو إنتظار موت هذا الجسد و الاکتفاء بحقنه بالمهدئات، وهذا تماما هو حال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا إذا مادققنا في مختلف أوضاعه و تمعننا في إستمرار الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة دونما توقف في وقت يواجه النظام تلالا من المشاکل و الازمات المستفحلة وإقتصاده قاب قوسين أو أدنى من إعلان الافلاس.
رجل أوربا المريض، تسمية کانت تطلق على الدولة العثمانية في مرحلتها الاخيرة لأنها کانت غارقة في بحر من المشاکل و الازمات المستعصية ولم تکن تجد أية إمکانية أو قدرة على حلها في حين کانت الاحتجاجات العارمة تعصف بها من کل جانب، ولذلك کان طبيعيا و متوقعا سقوطها المحتوم، وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو بحق يعتبر رجل المنطقة المريض، خصوصا عندما نجده يعاني من مشاکل و أزمات إقتصادية و إجتماعية و سياسية و فکرية تحيط به و تحاصره من کل جانب وليس يتمکن من حلها الى جانب مواجهته لتحرکات إحتجاجية متصاعدة بعد إنتفاضة عمت کافة أرجاء إيران و هناك توقع بإعادة إندلاعها من جديد في أية لحظة، ولذلك فإن هذا النظام يقف على فوهة برکان قد تقذفه حممه بعيدا ولاتبقي له من أثر.
بوضع المساکل و الاوضاع الصعبة جانبا فإن أکبر مشکلة تواجه هذا النظام هي منظمة مجاهدي خلق التي تعارضه بقوة منذ تأسيس هذا النظام ولحد يومنا وتعتبر بمثابة البديل السياسي الجاهز له، وقد حققت هذه المنظمة نجاحا و إنتصارات سياسية باهرة على الصعيدين الداخلي و الخارجي خصوصا بعد أن تمکنت و بعد أربعة عقود من مواجهة غير متکافئة مع هذا النظام، من أن تقف على رأس إنتفاضة 28 ديسمبر المنصرمة، وأن تلفت أنظار العالم کلها إليها بإعتبارها القوة السياسية المعارضة الاکبر و الاکثر تأثيرا على النظام.
رجل المنطقة المريض، تسمية يستحقها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قلبا و قالبا، خصوصا عندما نجده وهو في حالة موته السريري لکثرة مايعانيه من مشاکل و أزمات متباينة، يجعل کل همه في تقوية أجهزته الامنية أي يعتمد على هذه الاجهزة في إيقاف و إنهاء تداعيات أزماته و مشاکله بقمع المحتجين و إعتقالهم و زجهم في السجون و التنکيل بهم الى حد تصفيتهم داخلها أو حتى إعدامهم، کما جرى مع معتقلي الانتفاضة الاخيرة، وکما هو واضح فإن مايفعله هذا النظام أشبه مايکون بالحقن المهدئة التي لايمکن لها أن تحسم الامر أبدا.
Read our Privacy Policy by clicking here