اخرجوا من قمقم المبادئ المتطرفة .. وانطلقوا الى عالم المعاصرة والليبرالية

اراس جباري

مداخلات وحوار جرى امس بين احد مشاركي احد صفحات التواصل الاجتماعي من يسمي نفسه ملحدا وبين الاخوة مشاركي الصفحة حيث ان هذا الملحد وضع صورة على الصفحة وقام بمهاجمة القرآن وذات الله وتسفيه ما جاء فيه من احكام .
واني لااذكر اسم هذا الشخص فلدى قرائته منشوري ,من قراء موقعكم هذا وسيعرف ا اني اقصده حيث انني تطرقت خلال حديثهم لنظرية دارون حول النشوء والارتقاء في كتابه (( اصل الانواع)) وذكرت ان كل العلماء الذي جاءوا بعد تشارلس دارون لم يستطيعوا معرفوا الحلقة المفقودة في ظاهرة لتطور لدى القرود والانسان في حين ان نفس المخلوقين كانت لهم نفس المظهر الخلقي من تقوس الظهر وطول الاطراف قبل مايقارب النصف مليون سنة تطور شكل وهيئة الانسان وتطور عقله ومهاراته بينما بقت لقرود كما هي في حين ان الكروموسومات للجينات الوراثية للانسان 46 كروموسوما ولدى القرود 47 كروموسوما ولدى الطفل المنغولي 45 كروموسوما ويستطيع المنغولي النطق بكلمات ويفهم لدى مخاطبتهم.. لقد عجز العلماء الذين جاءوا بعد دارون من اعطاء سببا فسلجيا في تطور الانسان شكلا وهيئة وعقلا بعد مئات الالاف السنين في حين االقرد بقى قردا , ان الفرق بين الكرموسومات الناقلة للصفة الوراثية بين القردة والبشر كروموسوم واحد واني سوف لااربط نظرية دارون وحلقته المفقود بما جاء في القران حوله لانني اليت على نفسي ان لاادافع عن الاديان في منشوري هذه ..
واني سوف لاادافع عن الاديان .. ولا ادافع عنها ضد مناوئيه ومستهدفيه .. وهنا الفظ كلمة اديان وليس فقط الدين الاسلامي ولكوني انسان ليبرالي فكل الاديان سواسية عندي .ان دفاعي هو عن عرف العصر وقيم الحداثة في العالم الحداثوي المعاصر وشرقنا العربي الذي خارجه عنه واتكلم بعيدا عن الاديان .وقول لهذا الاخ الذي يستهدف مبا دئ و خيارات الناس العقادية اقول له ان العالم المتحضر والمتحول تجاوز العقول المتطرفة الضيقة للمجتمع الشرقي العربي المتطرف و المتخلف ولان نواميس العالم المعاصر في تطور وصيرورة وان العالم الحداثوي المؤمن بمبادئ العلمانية والليبرالية وقواعد العمل الفكري لهما لاتحارب العقائد والاديان بل يتركون الاديان والمتدينين لمساجدهم وكنائسهم ورجال السياسة والعلم في مؤسساتهم ليمارس كل فئة واجباته بحرية وكما يحلو له .
انا اعيش في امريكا وقد زرت اقطار اوربية في سنين سابقة لم اجد في مجنمعاتهم من يستهدف الاديان رغم ان نسبة عالية منهم بعيدين عن الاديان بل ان الكثرة منهم ملحدين ولكنهم لاينتقدون او يلومون احدا حتى ان كان يعبد السلحفاة او العنزة وقوانينهم يعاقب من يستهدف العقائد الدينية والسياسية .
لااعرف ماهو هدف هذا السيد من من مهاجمة عقيدة مليارين مسلم وانا اعتقد انه من الحماقة ان يفكر انه سيؤثر في قناعاتهم …اذن ماهو المقصود من اصراره على جرح مشاعر هذا الكم الهائل من المسلمين ..هل يريد يظهر نفسه الى العالم بانه مميز عقليا وانه متفوق على هذه المليارات في حين اذا احصينا بنسبة مئوية للاكاديميين والمثقفين والعلماء من بين مليارين مسلم فان اعدادهم يفوق العشرة الاف مثقف واكاديمي وعالم فهل اخينا متفوق على كل هؤلاء علما وثقافة ..وهل انه سيؤثر عليهم بحوارات ذات مستوى متدني لايستند الى حقائق علمية وغرابة الامر انه يختار مواضيع يفتقدالى الاسس العلمية في نقاشاته واغلب ظني انه ليس ملحدا لايغدوا كونه متعصب لاحد الاديان يهاجم الاسلام بلبوس الحادي لكي يبعد الشبهة عنه لاننا نرى انه لم يتعرض يوما الى المسيحية واليهودية رغم ان قسس كنائس القرون الوسطى الاوربية ارتكبت جرائم القتل والحرق والابادة ضد البروتستانت اكثر مما ارتكبه مجرمي داعش ضد المسلمين .
انني فلت من البداية اني لاادافع عن الاديان ان كانت تعاليمها صائبا ام لا بل اكرر قائلا اني ادافع عن العصر الحداثوي وقواعدها المتبعة في العالم المتقدم.واقول يا اخوان اخرجوا من قمقم المبادي المتطرفة في شرقكم البائس …انطلقوا الى عالم المعاصرة و الليبرالية …فالناس احرار فيما يعتنقونه ويؤمنون به ولا يحق لاحد استهداف مبادئهم ..وانتم لستم اوصياء على العالم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here