الحكمة المعروفة من الجميع ، خير الكلام ما قل ودل ، لكن في وقتنا الحاضرة تغيرت ، مع تغير الكثير من الأمور ، لتصبح في وقتنا الحاضر ، ما زاد ولم يدل على شي يذكر 0
في أواخر القرن الماضي كان هناك فكرة برنامج ، يشبه موضوع حديثنا ، يعتمد بدرجة الأساس على قدرة من يقع عليه الاختيار ، القيام بحركات أو إشارات ، لكي يفهم الطرف الأخر ماذا يقصد أو يريد ، مع قدر الطرفين على فهم البعض ، لان لديهم خبرة وكفاءة ومنجزات متحققة تسهل عليهم الكثير في تحقيق المطلوب وتقتصر الوقت لتنتهي المهمة 0
ونحن نعيش اليوم بدء الحملة الدعائية للمرشحين ، ليكون السؤال هل يستطيع المرشحين من طرح برامج انتخابية دعائية لهم ، مغايره عن الماضي ، تتماشى مع رغبة الشارع وعلاقته مع ما تقدم 0
من خلال تجربة الانتخابات السابقة والحالية ، نجد أمر يجب الوقوف عنه ، اغلب قوى الأحزاب اليوم لم تصل في فكرها إلى إن تفهم المعنى الحقيقي لمفهوم الدعائية الانتخابية ، بل ما زالت بعيد كل البعد عن هذا المفهوم ، ما شهدنه لا يتعدى عن شعارات رننه ، ووعود اغلبها لم نشهد منها شي ، وما تحقق منه لا يتعدى أصابع اليد واقل من ذلك بكثير 0
منها حاول التغيير ببعض الإضافات البسيطة ، ومنها استمرر في نفس النهج السابق ، بين من إعطاء فرصة للشباب والمرأة زاد تمثليها ، ومنها مصر على الأغلبية السياسية ، ومنها من يريد أربع سنوات أخرى ، والورقة الطائفية ، ودماء الحشد الشعبي ومكاسبه ، وغيرها من الطرق المقننة ، لكن حقيقة الأمر معروفة للجميع ، مجرد فوزهم ودخلوهم البرلمان يصبح كل شي في ذاكرة الماضي ، ومن وعد بيه من انجازات ، سيتحقق في الانتخابات القادمة ، لأننا كده ، ومن لم يقدر في السابق كيف سيقدر في الحاضر0
إسقاط الآخرين ، من حق المرشحين إسقاط الأخر ، من خلال بيان فشله وعدم نجاحه ، توجيه الاتهام ضده لقضية ما ، لكن في المقابل ستكون الإجابة حاضرة ، ورد الاتهام ، لتبقى دائرة الاتهام بينهم ، لكنها في حقيقة الأمر عكس الحقائق ، فمن المتهم والبري لا يعرف احد 0
من يحاسب المرشح على وعوده الانتخابية ، لم نسمع أو نشهد هكذا أمر ، فإذا كنا لا نحاسب الفاسدين والمقصرين ، فمن يحاسب المرشحين ، وهناك من يصفق لهم رغم كل شي ، وتفتح لهم المضايف والمرجعية أغلقت بابها ، ونساء اخر الزمان يتصدرن صدر الديوان ، ولعل القادم نرى العجائب والغرائب ، لان كل الطرق تودي إلى روما ( البرلمان ) 0
إن اخطر ما في الموضوع استغلال موارد الدولة في الحملات الانتخابية ، للاستفادة منها سواء للمرشح أو ضد الآخرين ، وهي احد أسباب دمار البلد ، في الكثير من الجوانب ، ولعل قصة أشباه الرجال خير دليل على ذلك 0
قلنا في مقدمة هل يستطيعون تقديم دعائية انتخابية حقيقة لهم ، وفق روية مستقبلية تنسجم مع متطلبات المرحلة الحالية وتطلعات الكثيرين ، اعتقد لا وألف لا ، والقادم سيكون الأسوأ في ظل بقاء نفس النهج 0
من يكون عليه الدور في إلقاء خطبة الانتخابية ، يشبه بكثير من يقع عليه الدور في مقدمة كلامنا ، لكن الاختلاف هناك صامت وهنا متكلم ، لكن المشكلة في النوع الأخر ، يتكلم بحرقة ويحرك يداها بقوة ، والطرف الأخر لا يستطيع فهم كلامه ، لأنه لا ينسجم مع ما متحقق في الواقع ، ولن يتحقق منه شي ، ليكون دوره كصامت في برنامج من غير كلام ، لا يفهم منه شي 0
ماهر ضياء محيي الدين
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط