الصَّوتُ الإِنتِخابِي مَسؤُوليَّةٌ وَطَنِيَّةٌ عَينِيَّةٌ…

وَرَئِيس [دَولَة القانُون] باتَ جزءً مِنَ الماضِي!
نــــــــــــزار حيدر
١/ الذي يلُحُّون على تحليلِ وتفسيرِ وشرحِ الخطاب المرجعي بشأنِ كلِّ ما يخصُّ العمليَّة الانتخابيَّة إِنَّما يحاولُون أَن يجدُوا ثغرةً للهرَبِ من المسؤُوليَّة! أَو لتبريرِ تمسُّكهُم بالفاسدينَ والفاشلين! في الوقت الذي يعرف فِيهِ الجميع بأَنَّ الصَّوت الانتخابي هو مسؤُوليَّة عينيَّة وليست كِفائيَّة لتسقُطَ عن المواطن إِذا تصدَّى لها آخرُون!.
إِنَّنا نرى دائماً كيف يدقِّق المواطن في خياراتهِ إِذا كان الشأنُ خاصّاً من دونِ أَن يرجِعَ إِلى مرجعٍ مثلاً أَو إِلى حَوزةٍ! فهو يتصرَّفُ بعقلهِ ووعيهِ وبمنطقٍ يعتمدُ الخِبرةَ والتَّجربةَ! فإذا راجعَ طبيبٌ ولَم ينجح في علاجهِ لم يعُد إِليهِ مرَّةً أُخرى أَبداً على اعتبارِ أَنَّ [مَن جرَّبَ المُجرَّب حلَّت بهِ النَّدامة] وإِذا تعاقدَ مع مُحامٍ وفشل في كسبِ قضيَّتهِ يبدأ رُبما بالتَّشهيرِ بهِ وتحذيرِ النَّاسِ مِنْهُ! فلماذا، إِذن، يتحجَّج بالخطابِ المرجعي تارةً كونهُ غَير مفهوم وأُخرى كونهُ حمَّالٌ ذو أَوجهٍ وهكذا من أَجل أَن يهربَ من تحمُّل المسؤُوليَّة في حُسنِ الاختيار! أَو ليصوِّت لنفسِ الوُجوهِ الكالحة التي لم تجلب الخَير للعراقِ وهو يعرفهم جيِّداً واحداً واحداً؟!.
٢/ لم يتضح بعدُ أَيَّ شَيْءٍ من نتائجِ الانتخاباتِ ومَن يشيعُ بأَنَّها واضحةٌ من الآن وأَنَّ شخوص الرِّئاسات الثَّلاث تمَّ الاتِّفاق عليها وإِلى غيرِ ذلك! إِنَّما الغرضُ هوَ الطَّعن بالعمليَّة الانتخابيَّة برمَّتِها وكأَنَّها لُعبةٌ متَّفقٌ عليها بانتظارِ يوم العَرض فقط!.
إِنَّ خيار التَّغيير بيد النَّاخبِ على الرَّغمِ من أَنَّ مساحة المُناورة ليست واسعةً بالشَّكلِ الذي يتصوَّرهُ البعض! كما أنَّهُ ليس بذاك الضِّيق الذي يصوِّرُهُ آخرون!.
٣/ برأيي الشَّخصي فانَّ رئيس [دَولة القانون] أَصبح من الماضي فليست أَمامهُ فرصةً للعودةِ إِلى رِئاسة الحكُومة من جديدٍ! وذلك لما يلي؛
أ/ بسببِ فشلهِ الذَّريع في إِدارة الدَّولة وتضييع الميزانيَّات الانفجاريَّة وفُرص التَّنمية وتالياً إِضاعة نِصف العراق الذي سيطر عَلَيْهِ الإِرهابيُّون.
كلُّ هذا بسببِ إِعتمادهِ سياسة صناعة الأَزمات سواء بين السُّلطات الثَّلاث في البلاد أَو بين الشُّركاء السِّياسيِّين، فضلاً عن فشلهِ الذَّريع في إِبعاد العراق عن الصِّراعات الإقليميَّة والدوليَّة ولذلك ظلَّ العراق في عهدهِ ساحةً مفتوحةً لتصفيةِ الحساباتِ بينَ مُختلف الأَطرافِ المُتصارِعةِ دفع ثمنها العراقيُّون من دماءِ نحورهِم وشرفِ نسائهِم!.
ب/ ولا ننسى أَنَّهُ طريد المرجعيَّة ولذلك فمنَ الصَّعبِ جدّاً أَن يتمكَّن ثانيةً من كسبِ ثقتِها بعد أَن تبيَّن لها بأَنَّهُ يكذِب عليها ولَم يتعامل معها بصدقٍ.
ج/ إِنَّهُ من أَكثر السياسيِّين الذين تنطبق عَلَيْهِ مقُولة [المُجرَّب لا يُجرَّب] و [الوجُوه الكالِحة التي لم تجلب الخَير للعراقِ] فبعدَ [٨] سنوات من السُّلطة شبه المُطلقة لم ينس العراقيُّون الجرائم التي ارتُكبت في عهدهِ مثل [سبايكر] وأَخواتها كما لم ينسُوا ضياع أَكثر من [٦] آلاف مشروعٍ وهميٍّ إِستنزفت ميزانيَّة البلاد لسنينَ عدَّة إِلى جانب صفقات السِّلاح الفاسدة والفاسد التي ضيَّعت على العراق فُرصة إِعادة بناء القوَّات المسلَّحة وقتها!.
لا أَتصوَّر أَنَّ العراقيِّين يُريدُون أَن يعودُوا إِلى المُربَّع الأَوَّل!.
٤/ الحشد الشَّعبي الآن جزءٌ لا يتجزَّء من المنظُومة الأَمنيَّة والعسكريَّة الرَّسميَّة في الدَّولة حالهُ حال قوَّات البيشمرگة وقوَّات مُكافحة الإِرهاب والشُّرطة الاتحاديَّة وغيرِها من صنُوف المنظُومة، ولقد نظَّم قانون الحشد الشَّعبي الذي شرَّعهُ مجلس النوَّاب موقعهُ في المنظومةِ المذكورةِ وتشكيلاتهُ ودرجاتهُ الوظيفيَّة وغير ذلك، ولذلك فإِنَّ الذي يطعنُون بهويَّة الحشد ويشكِّكون بولائهِ الوطني ويخلطُون بينهُ وبين الميليشيا الخارجة عن القانون هم الطائفيُّون والإِرهابيُّون المُتضرِّرون من إِنتصار العراق في الحربِ على الإِرهابِ.
والحشدُ كجُزءٍ من المؤسَّسةِ العسكريَّة لا علاقةَ لَهُ بالانتخاباتِ لأَنَّ الدُّستور يحرِّم على كلِّ المؤسَّسة ذلك! ولهذا السَّبب فإِنَّ من يدَّعي أَنَّهُ يخوض الانتخابات بإِسم الحشد فهو كذَّابٌ ودجَّالٌ ومُراوغ! وهو بذلك يُعارض رأي المرجع الأَعلى ويُعارض الدُّستور والقانون! وإِلى ذلكَ أَشار أَكثر من قائدٍ من قيادات الحشد الشَّعبي، كما أَشار إِلى ذَلِكَ عددٌ من السياسيِّين الذين انخرطُوا في الحشدِ وقتها تلبيةً لفتوى المرجعِ الأَعلى للدِّفاعِ عن العراقِ ضدَّ الإِرهاب لينسحِبُوا مِنْهُ فيما بعدُ لينخرِطُوا في العمليَّة الانتخابيَّة الجارِيَة!.
٥/ إِنَّ النُّهوض الحَضاري يتطلَّبُ شرطَين؛
أ/ التَّجديد في الأَفكار والرُّؤى.
ب/ التَّجديد في الأَدوات.
وللأَسفِ الشَّديد فانَّ البلاد العربيَّة بمُجملِها تفتقر الْيَوْمَ إِلى هذَين الشَّرطَين ولذلك خيَّمت عليها النُّظم الشموليَّة التي تسحق حقوق الإِنسان بشَكلٍ مُنظَّم كما خيَّمت عليها الحرُوب العبثيَّة وسيطرت عليها الأَفكار التكفيريَّة المُتطرِّفة!.
٦/ ليس غريباً أَن يهين الرَّئيس ترامب نُظُم القبائل الفاسِدة الحاكِمة في الشَّقيقات الإِرهابيَّات الثَّلاث [الرِّياض والدَّوحة والإِمارات] وهو نطقَ بالحقيقةِ والواقعِ عندما قَالَ بأَنَّها لن تصمِد لإِسبوعٍ واحدٍ لولا الحماية الأَميركيَّة!.
إِنَّهُ عرِف كيفَ يبتزَّهم ويحلب ضرعَهُم حتى يجفَّ من خلالِ خلقِ وتضخيمِ وتهويلِ الخطرِ الإِيراني! ولولا ذلك لما تمكَّن من إِبتزازِها!.
٧/ إِنَّما يضطرُّ [إِبن سلمان] للقَبول بتنفيذِ كلَّ ما تمليهِ عَلَيْهِ واشنطن لأَنَّهُ مُحتاجٌ إِلى حمايتِها وهو مُقبلٌ على نقلِ السُّلطةِ على فَوهةِ بُركانٍ مُتفجِّرٍ!.
سيواصلُ سياسة الإِنبطاح والإِستسلام مُرغَماً!.
٨/ الرَّئيس ترامب يتعرَّض لضغطٍ شديدٍ داخليّاً ودَوليّاً من أَجلِ أَن لا يتَّخذَ القرار الخطأ بشأن الاتِّفاق النَّووي، فالعالَم ونصفُ الوِلايات المتَّحدة يعتقدُون بأَنَّهُ باتَ مُرتبطٌ بالسِّلم الدَّولي فلا ينبغي العبثُ بهِ!.
وبرأيي فإِنَّ الرَّئيس الفرنسي نجحَ بدرجةٍ كبيرةٍ في إِقناعهِ بذلكَ، ليس حُبّاً بطهران وإِنَّما بُغضاً بالمُستقبلِ المجهُول الذي يأخذهُم إِليهِ ترامب! والتي لا تريدُ بقيَّة الأَطراف الدوليَّة المُشارِكة أَن تتورَّط فِيهِ كونهُ يُضيِّع جُهوداً ديبلوماسيَّةً كبيرةً دامت [١٠] أَعوام قبل أَن يتمَّ الإِتِّفاق عَلَيْهِ!.
٢٥ نيسان ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here