كيف نميز بين المرشح اللص والمرشح الامين

نعم كيف نميز بين المرشح الذي رشح نفسه ليخدم الشعب وبين المرشح الذي رشح نفسه ليجعل من الشعب خادما له
عندما ننظر للمرشح الذي كان عضوا في البرلمان نظرة موضوعية وطبقنا عليه
نهج الامام علي اسلام الامام علي الذي كان يقول
اذا زادت ثروة الحاكم المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص وعندما نطلع على ثروة المسئولين اعضاء برلمان اعضاء مجلس المحافظات حتى اعضاء المجالس البلدية اضافة الى مسئولي الدولة المختلفة أبتداءا برئيس الجمورية وحاشيته ورئيس الوزراء والوزراء ومن حولهم لاتضح لنا الكثير منهم تحولوا بقدرة قادر من لا شي الى كل شي والذين كانوا شي تحولوا الى كل شي وهذا يعني كلهم لصوص كلهم فاسدون
السؤال الصعب هو كيف نميز بين المرشح الفاسد اللص وبين المرشح الصالح الامين الحقيقة يمكننا ان نعرف ذلك بسهولة جدا وبالعين المجردة ولا تحتاج الى ادلة ووثائق اذا طبقنا نهج الامام علي الذي يقول اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص بالنسبة للمرشح الذي رشح نفسه في مرة سابقة وفاز في عضوية البرلمان فمجرد ان ننظر للثروة التي يملكها في مجالات الحياة المختلفة للسفرات والحفلات اذا زادت عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص فاسد
لكن المشكلة هي صعوبة التمييز بين المرشح اللص الفاسد والمرشح الصالح الامين بالنسبة للمرشح الذي يرشح نفسه لاول مرة الى البرلمان
كل واحد منهم يقول انا الصادق الامين اختر الصادق الامين يعني اخترني انا المرشح الوحيد الصادق الامين وغيري فاسد ولص
لم نسمع واحد منهم تطرق الى الرواتب العالية التي لا مثيل لها في كل العالم الى الامتيازات والمكاسب التي يحصل عليها النائب اضافة الى النفوذ والقوة وكل شي يصبح تحت امره ووفق رغبته وتحت الطلب عقود صفقات تجارية حتى شهادات عليا وحسب الطلب كما يعيش بين ملايين الدولارات كل العمر هو وافراد عائلته ومن حوله من الفاسدين واللصوص في حين اغلبية الشعب يعاني الجوع والمرض والحرمان الا من حالفته الصدفة وتقرب من عضو برلمان مسئول في الدولة
مما دفع كل اللصوص والفاسدين في العراق الاندفاع الى ترشيح انفسهم والوصول الى كرسي البرلمان حتى لو لم يفز في الانتخابات فيكون من ضمن حماية جوقة شلة عضو البرلمان المسئول وهؤلاء يملكون صلاحيات عضو البرلمان المسئول فهم الذين يعينون ويلغون التعيينات وهم الذين ينفذون ويعقدون العقود و الصفقات التجارية ويستلمون العمولة بالنيابة عن عضو البرلمان والوزير او اي مسئول آخر
فالمرشح يرى وصوله الى كرسي البرلمان امنية وهدف يرى فيه الوسيلة لجمع المال الأكثر في وقت اقصر وهكذا بدأت منافسة شديدة بين هؤلاء النواب لسرقة ثروة الشعب وبالتالي ساد الفساد وتحكم الفاسدون واتخم اعضاء البرلمان والمسئولون بالمال الحرام في الوقت نفسه يزداد صراخ العراقيين من شدة الجوع والمرض والحرمان حتى اصبح الكثير من هؤلاء المسئولين لا يرون الراحة الا بشقاء العراقيين والغنى الا بفقر العراقيين والحياة الا بموت العراقيين
فالشعب مهما كان وعيه لا يمكنه ان يختار الافضل والاكثر امانة والاكثر اخلاصا لكنه يختار حسب قناعته وحسب رؤيته ووجهة نظره هناك عتبة محددة من الاصوات وفق تصويت 51 بالمائة يعني يحكم و49 بالمائة يعني يعارض وهذا لا يعني ال 51 بالمائة الافضل والاحسن والاصلح ابدا بل انها طريقة لانهاء الخلافات والصراعات والتوجه للبناء والعمل وعندما اختار الشعب الامريكي ترامب لا يعني انه الافضل ابدا لكن هناك دستور ومؤسسات دستورية تراقب المسئول مهما كان وتحاسبه اذا قصر وتبعده اذا عجز
من هذا يمكننا القول ان باب الفساد هو الرواتب العالية والامتيازات والمكاسب التي يحصدها المسئول لا يمكن منع الفاسد من الوصول الى كرسي المسئولية الا بتخفيض هذه الرواتب الى الحد الادنى والغاء المكاسب والامتيازات والتقاعد لانه رشح نفسه لخدمة الشعب وليس لخدمة نفسه وهكذا نسد الباب امام اللصوص والفاسدين ونفتح الباب امام الشرفاء والمخلصين
والا كل ما نسمعه مجرد كذب وخداع وتضليل
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here