ماكرون يخشى حرباً تشعلها إيران

أعضاء الكونغرس يصفقون وقوفاً لماكرون (أ ف ب)

شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وجوب ألا تمتلك ايران سلاحاً نووياً، منبهاً الى ضرورة «ألا تقودنا سياستها إلى حرب في الشرق الأوسط». وكرر رغبة في العمل مع الولايات المتحدة على اتفاق نووي جديد يرتكز إلى أربعة عناصر.

أتى ذلك في خطاب ألقاه ماكرون أمام الكونغرس الأميركي الذي استقبله بالتصفيق وقوفاً لثلاث دقائق، ورد فيه: «بالنسبة الى ايران، هدفنا واضح. يجب ألا تملك أبداً سلاحاً نووياً، لا الآن ولا بعد 5 سنوات ولا 10 سنين. أبداً». ولفت الى ان «التخلص من الاتفاق النووي ليس ممكناً، ولا نريد الخروج منه، بل العمل مع الولايات المتحدة على اتفاق جديد يرتكز الى 4 عناصر، لنتأكد أياً يكن القرار الأميركي، من ألا ندفع الى مزيد من الحروب في المنطقة». واستدرك: «يجب ألا تقودنا سياسة إيران إلى حرب في الشرق الأوسط».

وأضاف في إشارة الى سورية: «عملنا مع الولايات المتحدة وبريطانيا في إطار عمل قوي متعدد الطرف خلال الضربة، ونريد العمل على الأرض في سورية لننهي الحال المأسوية (التي يعانيها) شعبها».

وتابع ماكرون ان باريس تريد العمل مع واشنطن لبناء نظام جديد متعدد الطرف مبنيّ على القيم المشتركة للحرية والديموقراطية، وزاد: «خيارنا الوحيد ان نبقى معاً ونتصدى للتحديات. شرف لفرنسا ولشعبها ولي استقبالي في صرح الديموقراطية، حيث كُتب قسم كبير من تاريخ الولايات المتحدة». ودعا الى عمل مشترك لـ»إعادة ابتكار النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين»، لافتاً الى وجوب ان تظهر الولايات المتحدة وفرنسا رغبة في «الاستمرار في صوغ التاريخ سوية».

وحذر من «حرب تجارية بين حلفاء»، مكرراً ان «ليس هناك كوكب بديل» في شأن اتفاق المناخ الذي انسحبت منه واشنطن. وأضاف: «لا أتفق مع التخلّي عن الحرية ومع وهم القومية. يمكننا أن نختار نهجاً انعزالياً والانسحاب، أو نهجاً قومياً – هذا خيار. قد يكون ذلك مغرياً بالنسبة إلينا كعلاج موقت لمخاوفنا. لكن إغلاق الباب في وجه العالم، لن يوقف تطوّره».

الى ذلك، رفضت طهران وموسكو إعلان ماكرون والرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمهما على «العمل» لإبرام اتفاق نووي جديد، كما شكّك الاتحاد الأوروبي ودول في القارة حليفة للولايات المتحدة في جدوى الأمر، مكرّرة تمسكها بالاتفاق.

وعلّق الرئيس الإيراني حسن روحاني: «يقولون إننا نريد أن نتخذ مع زعيم دولة أوروبية قراراً في شأن اتفاق ضمّ 7 أطراف. لماذا؟ وبأي حق»؟ وأضاف: «تحدثت مع السيد ماكرون مرات عبر الهاتف. قلت له صراحة إن جملة واحدة لن تُضاف الى الاتفاق النووي أو تُحذف منه. الاتفاق هو الاتفاق». وخاطب ترامب قائلاً: «ليست لديك أي حنكة في السياسة ولا في القانون أو المعاهدات الدولية. كيف يمكن رجل أعمال أو تاجراً أو مقاولاً يشيّد أبراجاً، أن يصدر أحكاماً في ملفات دولية»؟

في السياق ذاته، اعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان «لا بديل الآن» من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لافتاً الى انه «كان نتيجة عمل شديد الدقة لدولٍ». وسأل: «هل ان تكرار هذا العمل الناجح ممكن في الوضع الحالي؟ هذا هو السؤال».

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتفاق «يُطبّق في شكل جيد»، مشددة على «وجوب الحفاظ عليه». وأضافت: «تحاورت مع فريق الرئيس ماكرون، وليست واردة» إعادة التفاوض على الاتفاق الذي اعتبرته «ضرورياً للأمن الأوروبي». وتابعت: «يمكن إضافة بنود، من دون المسّ بالاتفاق الذي تطبّقه طهران».

ولفت ناطق باسم الخارجية الألمانية الى أن «اتفاقاً نووياً جديداً ليس مطروحاً»، مستدركاً أن برلين تشاطر «المخاوف» حيال البرنامج الصاروخي لطهران. كما رأى ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ان الاتفاق «عمِل في شكل جيد وإيران خفّضت مخزونها من اليورانيوم المخصب بـ95 في المئة». واستدرك: «نعمل عن قرب مع حلفائنا في شأن كيفية التعامل مع تحديات تطرحها إيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك الملفات التي اقترح ماكرون أن يتضمّنها اتفاق جديد».

في جنيف، قال المبعوث الأميركي لشؤون منع الانتشار النووي كريستوفر فورد إن الولايات المتحدة لا تسعى الى إعادة التفاوض في شأن الاتفاق، بل تأمل بإصلاح عيوبه من خلال اتفاق تكميلي. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مبعوثين غربيين إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقترب من التوصل إلى حزمة، قد تتضمّن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران. وقال ديبلوماسي بارز في الاتحاد: «هذا يستهدف إقناع ترامب، وليس اتفاقاً جديداً مع إيران».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here