بقلم مهدي قاسم
مع إنني حذر جدا فيما يتعلق الأمر بأخبار متداولة على صفحات الفيسبوك و خاصة من تلك الأخبار التي تأتي من مصدر ” مجهول ” و أخرى حيث تشعر بحدسك بأنها ملفقة من يائها إلى بائها لكون مضمونها يفضحها بسبب شدة زيفها السافر و الصارخ لكونها مختلقة أصلا وملفقة أساسا ..
لهذا فإنني لا أخذ هذه الأخبار بنظر الاعتبار بعدما أكتشف بمثقاب حدسي و كثرة تجربتي بأنها زائفة أو شيء من هذا القبيل ..
فأهملها متجاهلا و أمضي ..
غير أن ثمة وثيقة خطيرة و مهمة جدا تبدو من حيثياتها بأنها صحيحة وذات مصداقية ، صادرة من البنك المركزي العراقي على صعيد صرف مليارات دولارات بذريعة صرفها على الفقراء والعوائل المتعففة ..
نعتقد بأنها ذات مصداقية ، وذلك انطلاقا من ملابسات تاريخ صدورها و كذلك الظروف المحيطة بصدور هذه الوثيقة و خاصة في عهدي المالكي ، حيث جرت و تمت عملية التعامل مع المال العام آنذاك و كأنها كانت أمولا بلا صاحب أو مالك ، مرمية على قارعة طريق لينهبها و يأخذها كل من هب و دب من أقرباء و أصهار و حبايب نوري المالكي وأعضاء و قادة حزبه ” الدعوي المؤمن جدا !!….
طبعا كذلك أولئك الساسة المتنفذين الذين ساومهم ــ سياسياــ على بقائه في الحكم لمدة أطول ..
إذ يحتوي تلك الوثيقة على كتاب صادر عن البنك المركزي العراقي تشير محتوياته إلى أمر رئيس الوزراء نوري المالكي و القاضي بصرف مليار و نصف مليار دولار للنائب حسين أحمد المالكي و كذلك مليار و نصف مليار دولار للنائب حنان الفتلاوي بهدف توزيعها على ” العوائل المتعففة و النازحين في محافظتي بابل و كربلاء المقدسة ” ، طبعا دون وضع تحديد ضوابط أو ألية عملية توزيع هذه الأموال الطائلة أو وضع رقابة صرامة للتأكد من عدم لفطها و شفطها على طريقة حنان الفتلاوي ذاتها و التي اعترفت علنا في مشهد فيديو أضحى معروفا على نطاق واسع بأنها قد ” قسمت الكعكة ” مع أقرانها ” في العملية السياسية كاعتراف صريح بفساد الساسة المتنفذين و الأحزاب الضالعة بالفساد حتى النخاع ..
غير أن المذهل في الأمر هو تعامل نوري المالكي بكل طيش و رعونة مع المال العام العراقي ، وهو تعامل لا يختلف كثيرا عن تعامل الطاغية البائد المتسم بالإهدار الطائش ، ربما السبب يرجع إلى أنه الأول أي نوري المالكي كان تاجر ” سبحة ” فاشل ، إذا بقي مفلسا يتحسر على مائة دولارــ مثلما قال في أحد صريحاته بينما الثاني أي صدام فكان يشتغل ” سكِن سيارة أجرة وكليهما كانا شبه حفاة وبجيوب فارغة إلا من صفير أملاق مزمن ، وإذا بهما بين ليلة وضحاها يجدون تحت تصرفهما مئات مليارات دولارات ففعلا بها مثلما لاعب مدمن على القمار .
و فيما يلي رابط الوثيقة المذكورة ــ أدناه ـــ أملين بإبرازه ليتطلع عليه القراء الكرام :
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=369100330238821&set=pcb.369100366905484&type=3&theater