يوميات القبطان ٢٥ سفرة اذربيجان

منذ فترة وانا اتشوق لزيارة اذربيجان كما لبعض الأصدقاء فضل على زيادة شوقي لزيارة هذا البلد، وفِي كل عام تتأجل السفرة لأسباب عدة ربما الكثير منها خارج ارادتي.هذا العام قررت زيارة اذربيجان،حصلت على عنوان اكثر من مكتب سياحي وأخيراً استقر رأي على احدى المكاتب القريبة من بيتي.استمعت للمعلومات في ذلك المكتب الأنيق من قبل شاب، لقد كان اسمه من الأسماء النادرة وللصدفة خلال يومين التقيت بثلاثة أشخاص يحملون نفس الاسم.لقد قررت السفر على ضوء المعلومات والبرنامج السياحي .اول مفاجأة هي ان لا استلم البطاقة الا قبل السفر بيوم او يومين مع انني دفعت المبلغ كاملاً، وثاني مفاجأة هي ان الطيران اصبح على الخطوط العراقية بدل الاذرية والفندق المعين تبدل بسبب الترميمات فيه لكن سيكون فندق قريب منه وقريب جداً بحدود ٥ دقائق من مركز المدينة يقول موظف المكتب(١٥ دقيقة بالتاكسي و٩٠ دقيقة مشياً في الحقيقة) وبنفس المواصفات ٤ نجوم، قبلت لكن أضفت انني سوف انسحب من السفرة اذا حدث تبديل جديد،وافق الموظف المعني،قبل موعد ألسفر بيومين اتصل بي نفس الشخص بان السفر تقدم يوم واحداً بسبب إلغاء السفرة في ذلك اليوم!!ولحسن الحظ كنت قريبا من المكتب فقررت الانسحاب وبعد توسل الموظف بطريقة ما دخل الى غرفة ربما هناك يجلس من يدير السفرات السياحية ورجع وبدأ يدق على حاسوبه وكأنه يبحث عن ضائع قال او كي الجواب جاء السفرة لذلك اليوم المتفق عليه موجودة، وأردف “الناس تگول احنا نغيّر الأوقات “استلمت جوازي وبطاقتي ووصلت باكو ودليل السفرة عراقي يجيد اللغة انقسم الفريق الى فندقين، والبرنامج سوف يسير حسب ما مثبت. طبعاً الغرفة كبيرة وأخذتها لوحدي بعد ان دفعت الفرق، خدماتها فقيرة جداً،لا تستحق ان تكون اكثر من نجمتين او في الأكثر ثلاثة ولولا وجود الحمام لكانت من الدرجة الاولى حتى. كتبت للمكتب السياحي عن وضع الغرفة طلبوا صوراً ارسلتها قالوا سوف يخبرونهم بذلك. هذا السرد ربما كان طويلاً لكنه مختصراً ، ما اريد ان أقوله انه مازال العراق يفتقر الى الكثير من المعلومات والتعليمات لمكاتب السياحة حول كيفية التعامل مع السواح والمسافرين وضرورة درجة الصدق في التعامل معهم وهذا يتطلب ان يكون الموظف السياحي على معرفة تامة بالمكان والبرنامج دون تبديل هنا وتبديل هناك. اختصر وأقول ان السياحة تتطلب معرفة كبيرة وسياسة حكيمة وفن لجلب السائحين سواء داخل او خارج البلاد.

في كل الأحوال الدليل السياحي المرافق أعلمنا بان الجريمة في اذربيجان =صفر٪؜،اما الأمان فهذه ثاني دولة في العالم. الشرطة راجلة او في مفارق الطرق او في سياراتهم بدون سلاح،يعتمدون على احترام القانون والعبور من الأماكن المخصصة وهناك غرامات لمن يخرق هذه القوانين لكن هذا لايعني ان الجميع ملتزمون في هذه الأمور.الكهرباء غالي ولذلك الشوارع الفرعية غير مضاءة، بناء عمودي هائل ومستمر في باكو اضافة الى تجديد البنايات القديمة،نظافة الشوارع تلفت النظر وعمال التنظيف يبدأون من الساعات المبكرة يوميا عملهم.معرفتهم باللغة الاگليزية قليلة لحد الان وحتى في الفنادق، باستطاعة اي شخص ان يُصوّر من منطقة قريبة من دار رئيس الجمهورية والشارع غير مغلق للمرور بجانب بيته وليس هناك(منطقة خضراء مُحرَّمة ) وإنما هناك مناطق ومنتزهات خضراء فعلاً كثيرة وفِي اكثر من منطقة في باكو،استعمال المنبّه في السيارات موجود لكن محدود جداً،حيدر علييف كان رئيس الجمهورية وبعد وفاته وبعد الانتخابات اصبح إلهام ابنه رئيساً للجمهورية ويبدو ان هناك تقبلاً لهذا الشخص،.زرت بناية المتحف باسم علييف والبناية من تصميم زها حديد وفِي الطابق الثالث تحت الارض سيارات الرئيس السابق حيدر علييف. هذه مع بعض المقارنات لما في بلادنا حيث مناطق باكملها مغلقة لأسباب أمنية واقصد تحديداً المنطقة الخضراء ومناطق اخرى يقطنها ساسة الخط الاول في بلادنا.كما لا اعلم عن سيارات ملوك العراق وما بعدهم من رؤساء الجمهورية الان ومصيرها لكنني زرت متحف الشهيد عبدالكريم قاسم ورأيت سيارته التي أهداها الاتحاد السوڤيتي له بعد عملية اغتياله الفاشلة في ١٩٥٩ في حالة يُرثى لها أكلها الصدأ وكُسر مقبض الباب بجانب السائق ولم تكن أية حماية لهذا الكنز وحسب ما قالت احدى الموظفات هناك تنقصهم التخصيصات المالية.احد الموظفين هناك بدأ بغسل السيارة دون ان يمنعوا احد من الدخول فيها بينما هنا في باكو سيارات الرئيس الراحل لن تُلمس وفِي أحسن حال.

مازلت أقول ان السياحة سياسة وفن على المعنيين ان يعوا هذا الامر وانه ليس الهدف فقط سحب عمولات من شركات الطيران او مكاتب خارج البلاد وطريقة التعامل مع المسافرين أيضاً فن وسياسة.أأمل ان أزور بلداناً اخرى من مكاتب عراقية صادقة ولا تبيع بطاقات محجوزة أصلاً لآخرين بسبب دفع مبالغ اكثر لان هذا الامر يُسئ لمكاتب السياحة قبل السواح أنفسهم وانه فساد وظيفي أيضاً .

د.محمود القبطان

٢٦٠٤٢٦- باكو

Skickat från min iPad

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here