أوهام الإنتخابات

 
ثمة أشياء في الصميم ينبغي محاكاتها ، لكي يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود ، والكلام هنا ليس عن معنى الإنتخابات وعما إذا كانت واجبة أم لا ؟  إنما الكلام في من هم مرشحو هذه الإنتخابات وعن مشاريعهم وعن دعاياتهم وعما يرفعون من وعود وأحلام وكلام في الهواء كثير .
وإني من موقعي سوف أصارحكم القول : إن هناك تزييف وخداع وقلة حياء من بعض من ترشحوا عن الشعب ، مستفيدين من الغفلة وعدم الدقة والمُحاباة والخوف والتزلف ، فكثير ممن ترشحوا غير مؤهلين من الناحية الدستورية والقانونية والأخلاقية ، ناهيك عن المهنية والوطنية وبحسب معلومات اكيدة سوف أشير إلى إن البعض قد زور في شهاداته الدراسية ليكون مع جوقة المترشحين ، طبعاً الكلام عن النزاهة وعن دورها فهو مبتور إذ لا تمارس الدور المطلوب إلا على قليلي الحيلة ومن لا سند لهم ولا ظهر ، أعرف من قريب مترشحين للإنتخابات حصوا على شهادة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس وحتى الإعدادية وهم لم يحصلوا حتى عن الأبتدائية ، وهناك فئة من الشعب منافقين ومتزلفين مردوا على النفاق يصفقون ويهللون لمن يدفع في عملية حقيرة لم يشهد لها شرف العراقيين مثيل ، وطبعاً فاقد الشيء لا يعطيه إذ كيف بأس مزيفون ومخادعون أن يكونوا مع الشعب ومع تطلعاته نحو التحرر و العدالة والسلام ، ولقد ثبت بالدليل إن قوماً من فئة الإسلام السياسي هم أكثر الناس فساداً وإفساداً ، وليس هناك من رقيب ولا حسيب ، فالجماعة محميين بهذا الوهم وهذه الخديعة السوداء ، وشعبنا المغلوب مواقفه رجراجة لا يعتد بها ومن له صوت فهو مقموع ، ودعوني أذكر بما هو آت : هذا البرلمان الذي سيكون ليس فيه خير كثير ، طالما يترشح إليه وينافس على مقاعده من أهل السوابق ، وطالما أصبح السعي إليه من كسب المغانم ، وإلا حدثوني عن البرامج وعن الروحية وعن البسالة وعن النزاهة وعن العفة وعن الشرف ، فإذا وجدتم من هو أهل فلكم الخيار ، لكني أقول ومن خلال معايشة وإستقراء إن حال العراقيين إن لم يتغير فستكون سنواته المقبلات سنوات هزيمة وتردي وضياع ، ودعوني أصارحكم القول لا الإعلام ولا القضاء ولا كثير من المؤوسسات تستطيع ان تكون حيادية أو شفافة أو عاملة من أجل الإنسان العراقي المغلوب .
لا رهان عندي سوى الرهان على الشعب فهو ضآلتي التي بها احاول رد الحقوق والتعريف بالواجبات ، لا رهان عندي سوى ذلك المجتمع وتلك الدولة التي نحلم بها حيث الحرية والعدالة والسلام ، وهنا يكون الرهان على العاملين في سبيل هذه الأهداف والناطقين بأسم الدولة المدنية الديمقراطية الحرة ، التي تساوي بين أبنائها من دون النظر إلى إنتمآءتهم وحيثياتهم وممن يكونون ، وسوف أقول لمن يسمع كلامي أنتخبوا هذا التيار وهذا التوجه وهذا الشخص حيث يكون ظاهره كباطنه ، غير متزلف ولا متصنع ولا يلبس الحق بالباطل .
رهاني على هذا الوعي الجديد الذي يتشكل لدى جيل الشباب والشابات ممن يرفضون الوصاية والخديعة والتضليل ، ويرفضون كل فاسد أو عامل في طريق الفساد أو من أعوان الفاسدين وقطاع الطرق ، رهاني على أهل النخوة والشرف من فنانيين وأدباء وشعراء وكتاب وعشائر شريفة وعمال وطلبة وكسبة ومن رجال أمن وجيش وحتى حشد شعبي ، ممن يرون العراق للعراقيين ، عليهم رهاني وأُمني النفس بأن يكون لهم إنتفاضة عارمة تمسح هذا العفن الذي خرب على العراقيين مزاجهم وأخلاقهم .
وسوف أذكركم بقول المرجعية في رفض من تلوث بالفساد ومن سمح به ومن غض الطرف عنه ، حتى يكون لا للمجربين من أهل السوابق والفتن معنى وطعم ولون ، وفي هذا سأكون معم أنتخب مثل ما تنتخبون على أمل أن نغير وأن نصحح ، فهمنا كبير وحاجتنا للتغيير غدت ماسة ولا زمة ، ولا تغرنكم أوهام أولئك النفر من المتربصين ومن جعلوا البرلمان وظيفة وشغل ومكسب مالي وحقوق لا حصر لها ، هؤلاء هم العدو فأحذروهم هم الخونة فجردوهم مما يسعون إليه ويريدون ، كونوا شعب علي والحسين آباة الضيم ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، ولا تكونوا محل للتجربة ودعوا الله ان يبعد عنكم الشرير ممن يدعون الطهر وهم أهل المعصية والفساد ، ولا تغرنكم الوعود ولا الزيارات اللحظية التي تزول مع زوال الطلب ، كونوا رجال للتحدي ورفض الظلم والعدوان على أمل أن نبني وطننا من غير هؤلاء ، فالعراق بغيرهم أعز وأكرم …
راغب الركابي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here