المجرب لا يجرب

هذه العبارة عبارة مهمة واساسية ولكن تطبيقها عمليا تحتاج الى انسان بمستواها عقليا وفكريا ولا اعتقد الانسان العراقي بمستواها لهذا حتى لو طبقها وتحرك بموجبها لا يحقق المطلوب والمراد منها بل ريما يحقق خلاف ذلك
فهذه الحكمة تحتاج الى شعب واعيا ومدركا تمام الوعي وتام الادراك كوعي وادراك الشعب الاسرائيلي في الانتخابات
احد الصحفين العرب التقى باحد الناخبين الذين خرجوا من قاعة الانتخابات وكان الصحفي بعرف ان هذا الناخب من حزب الليكود فبادره الصحفي مبروك الفوز لا شك انك انتخبت حزب الليكود فرد الناخب لا انتخبت الاثنين
استغرب الصحفي العربي وقال كيف ذلك
فرد الناخب انتخبت حزب الليكود للمجالس البلدية المحافظات لانه اكثر اهتماما بالشئون الداخلية وانتخبت حزب االعمال لانه اكثر اهتماما بالشئون الدولية فهل لدى العراقي هذا الوعي وهذ ا الادراك رغم مرور 15 عام من الحرية والديمقراطية لم نرى اي تطور ولا تغير نعم انطلقنا بعد تحرير العراق والعراقيين من منطلقات طائفية وعنصرية وكنا نعتبر ذلك امر طبيعي وكنا نعتقد ذلك خطوة البداية ستليها خطوات وها نحن على ابواب انتخابات 2018 لم نتغير لم نتقدم خطوة الى الامام بل العكس تماما عدنا خطوة الى الخلف عدنا الى العشائرية واعرافها وشيوخها واصبحت العشيرة هي التي ترشح عضو البرلمان وفق اعرافها واوامر شيوخها
وهكذا سنعود الى العشيرة واعرافها وشيوخها واذا كانت صراعتنا وخلافاتنا طائفية وعنصرية ودينية ستبدا خلافاتنا عشائرية وكل عشيرة تريد السيطرة والنفوذ وان شيخها شيخ المشايخ وعلى بقية الشيوخ ان تسجد له راكعة وهذه اللعبة لعبها الطاغية معاوية عندما اراد القضاء على الاسلام وقيمه السامية واهل الاسلام وعودة العشائرية الجاهلية ورفع شعار سادتكم في الجاهلية سادتكم في الاسلام وهذا الشعار فرض فرضا على المسلمين ومن لم يقره ويعترف به فهو كافر وجزائه الذبح على الطريقة السفيانية ثم خلق مجموعة تنشر مثالب ومفاسد العشائر لخلق الصراعات والحروب العشائرية البدوية وهذا سهل للفئة الباغية بقيادة المنافق معاوية فرض نفوذه ونفوذعائلته على المسلمين ومكنته من القضاء على الاسلام وسيطرة القيم الجاهلية العشائرية وهكذا ضاع الاسلام وضاعت قيمه الانسانية النبيلة وساد الظلام والوحشية الا في حالات معينة ظهور نقاط مضيئة هنا وهناك الا انها لا تصمد امام وحشية وظلام العشائرية الجاهلية
والغريب ا ن العائلة المحتلة للجزيرة ال تخلت عن الدعوة الى الدين الوهابي وتسترت بغطاء القومية اي العشائرية البدوية وبدأت باغراء شيوخ العشائر العراقية الشيعية وتمكنت من جذب بعضهم انه اسلوب سفياني خبيث فشيوخ العشائر في خدمة من يدفع لهم وقفوا مع معاوية ضد الامام علي ووقفوا مع يزيد ضد الامام الحسين ووقفوا مع صدام ضد الشيعة وهاهم يقفون مع ال سعود ضد العراق الحر الديمقراطي
لا شك انها فكرة شيطانية تحقق اهداف اعداء الانسان والحياة استخدمها الطاغية معاوية وحققت له مطلبه وهاهم ال سعود يستخدمون تلك الوسيلة القذرة وهي شراء شيوخ العشائر واستخدام اعرافها الجاهلية في خدمة ظلامهم ووحشيتهم لمحاربة الحرية والديمقراطية والحضارة بحجة وقف المد الشيعي الفارسي
نعود الى العبارة الحكيمة التي اطلقتها المرجعية الدينية الرشيدة والتي تقول ان المجرب لا يجرب يعني الدعوة الى استخدام العقل في اختيار الاصلح وفق القناعة الخاصة بعيدا كل البعد عن الانفعالات العاطفية والحمية العشائرية والعنصرية والمصالح الخاصة والمنافع الذاتية يعني ان كلمة الانسان صوته هي شرفه ضميره انسانيته لا يجوز المساومة على الضمير والشرف والانسانية يصوت لمن يمليه عليه ضميره وقناعة عقله فقط ويرفض ما عداها
حقا امام العراقيين عراقيل وعثرات خطيرة تحول تحقيق رغبات واحلام العراقيين في بناء عراق انساني عراق حر ديمقراطي تعددي مصدر ومنبع حب وحضارة وعلم وسلام عراق يحكمه القانون في مقدمة هذه العثرات والعراقيل الاعراف العشائرية وال سعود ودينهم الظلامي الوهابي المتوحش
لهذا على العراقيين الاحرار ان يوحدوا انفسهم ويتصدوا بقوة للاعراف العشائرية وشيوخها وفرعونهم ال سعود وكلاب دينهم داعش القاعدة
والا فدماء العراقيين لم ولن يتوقف جريانها
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here