الحلو ما يكملش….!

نهاية الخمسينات من القرن الماضي وبداية حكم الزعيم الاوحد الذي اطاح باجمل نظام حكم العراق في تأريخه الحديث, كنت طالبا في كلية التربية الواقعة حينها في الوزيرية وكنت ضمن شلة صغيرة نرتاد ناديها الجميل, أحد الايام راودت احد زملائنا فكرة طرحها متفكها بقوله: ” يا جماعة فكرت وتخيلت شكل جميلتي التي احلم بها, طبعا مثل هذه الافكار تشد انتباه الشباب فيا ترى من هي جميلته هذه, قال أنا احلم بفتاة هجينة من مفاتن زميلاتنا انها تحمل صدر فلانة وعجز علانة وسيقان فلانة وعيون علانة وهكذا من شعر وبشرة وطول وخصر ونحر وغيرها بحيث لم يترك واحدة لم يأخذ منها خصلة وطبعا هذا هو المستحيل بل الجنون بعينه “….!
تذكرت اليوم هذا الحلم الذي مضى عليه ما يقارب الستين عاما وانا ابحث عن مرشحي الجميل الذي سأعطيه صوتي يوم 12/5/2018 , يا ترى من منهم يحمل نزاهة وزهد علي بن أبي طالب ومن منهم يحمل في عدله صرامة وشدة عمر بن الخطاب ومن منهم يحمل حكمة ابو بكر الصديق ومن منهم يحمل مكر وشعرة معاوية ومن منهم يحمل شجاعة وتضحية الحسين ومن منهم في تواضع عمرو بن عبد العزيز….! نعم انه المستحيل بعينه لكن ما يواسينا اليوم مقولة ” ما لا يُدرَكُ كُلُّه ، لا يُترَكُ جُلُّه , وهذه قاعدةٌ أصولية، تُستَخدَمُ عِندَ الفُقَهاءِ والمُجتَهدين، ولكِنَّها تَنطَبِقُ على كافة أوجه الحياة الأخرى، فلا يَجدُرُ بِنا التَّخَلي عَن أمرٍ ما لِمُجرَّدِ أَنَّنا لَمْ نُدرِكه كُلَّه، فلو أدركنا أكثَرَهُ كان خيراً أيضا. ولا يَترُكُ أحداً أمرَ خيرٍ بَدأهُ إلا كان ذلك مظهراً مِن مَظاهِرِ الضَّعفِ، ونَقصاً ومذمةً تبقى في نفسهِ أمداً، تَضُرُّهُ ولا تُفيدُه. وقيل في الأثر : “لا تَحقِرَنَّ مِن المَعروفِ شَيئا”.
د.أحمد رامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here