رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان لـ مجلة الرجل :السعودية تقود صحوة كبرى وعلينا شعوباً وحكومات دعمها

يجب تجفيف منابع الارهاب الفكرية

الرجل- دبي:

كشف رئيس حكومة البحرين الأمير خليفة بن سلمان بأن الوصفة السحرية التي مكنت بلاده من تجاوز العواصف التي مازالت تستعر في غير عاصمة عربية هي “تماسك الشعب البحريني ووحدته، وتكاتفه حول قيادته”، معتبرا أن وصفته تلك “مفتاح الأمن والاستقرار”.

وهاجم الأمير خليفة في حوار شامل مع مجلة الرجل ما يسمى بالربيع العربي ورأى ان نعته بـ “الكارثة” غير كاف، وتساءل “أي ربيع ذلك الذي لم نر منه سوى الفوضى وسفك للدماء وهدم كيانات الدول واقتصادها وتقويض أمن الشعوب واستقرارها! وأي ربيع ذلك الذي يتسبب في تشريد وقتل الآلآف من البشر”، معتبرا ان “مملكة البحرين نجحت في تجاوز التحدي والعودة إلى المسار الطبيعي في البناء والتنمية”.

ولم يخف وجود” محاولات بائسة استهدفت ضرب الوحدة الوطنية وإثارة الفرقة والانقسام، غير أن المجتمع البحريني واجهها بكل قوة وأثبت في مواقف متعددة أنه عصي على الفرقة، وأنه شديد الولاء لوطنه وحريص على حمايته ولا يفرط مطلقًا في سيادته ويتمسك بالحفاظ على أمنه واستقراره..”، محملاً المسؤولية لما وصفه بـ “الأيادي الخفية” التي سعت خلال السنوات الماضية “لهدم مستقبل الأمة وتدمير حياة الشعوب”، واستدرك قائلا “نحمد الله أن كثيراً من دول المنطقة قد انتبهت لما يحدث، وأدركت حجم المخاطر ونجحت في تجاوز هذه الكارثة، ندعو الله أن يحمي بلادنا وشعوبنا من تكرارها”.

وفي سياق متصل أشاد الأمير خليفة في حواره مع مجلة الرجل بالعلاقة التي تربط بلاده بالمملكة العربية السعودية، وصفا إياها بــ”القوية” ترتكز الى “عهود طويلة تجمع القيادتين والى صلات قربى ومصاهرة بين الشعبين الشقيقين” ويرى الأمير خليفة في السعودية “الداعم والسند القوى لمملكة البحرين ولأمتيها العربية والاسلامية، وهي الثقل المؤثر في التعامل مع أية قضية ومواجهة أي معضلة”.

مشيراً أن العالم العربي يمر اليوم بـ”منعطف تاريخي”، ورأى أن أهم ما يميزه “الصحوة الكبرى التي تقودها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للوقوف في مواجهة المخاطر التي تحدق بأمتنا”، داعياً الشعوب العربية وقادة حكوماتها من أجل “دعم هذه الصحوة وأن نتيقظ لما يخطط ضدنا فالوحدة باتت مطلوبة أشد من أي وقت مضى”.

رأى الأمير خليفة التغييرات التي تقودها السعودية داخليا “تطويراً وتحديثاً بما يواكب حركة التقدم في العالم، وأيضا بما يراعي خصوصية المملكة، وتأتي بعد دراسات عميقة، وحسابات يتم فيها مراعاة المصالح العليا للمملكة”، وتمنى للمملكة وشعبها الشقيق كل التوفيق والخير.

وحول رؤيته لدور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كشف الأمير خليفة لمجلة الرجل بأنه يراقب باعجاب خطواته. وقال “تابعنا الزيارة الخارجية التي قام بها سموه مؤخرا وحجم ما بذل فيها من جهد، وما أثمرت عنه من اتفاقيات”.

واضاف “اننا أمام قيادة شابة واعية، شديدة الولاء لمليكها وبلادها وأمتها ودينها. وأننا أيضاً أمام شاب مُلم بكل التفاصيل ولديه آمال عريضة لمستقبل بلاده، ويسعى جاهداً إلى تحقيق نقلة نوعية في مسار نهضتها وتقدمها”.

اما على المستوى الخليجي، وردا على سؤال مجلة الرجل حول سبل رأب الصدع قال الأمير خليفة “نحن في قارب واحد، وأن ما يضر أحدنا يلحق الضرر بالأخرين. وأن ما ينالنا من خير سيعم أثره على الجميع، ونعتقد أن هذا هو الطريق الأمثل لتجاوز أي أمر طارئ يعترض هذه المسيرة المباركة للتعاون الخليجي المشترك”.

وعبر عن تفاؤله وثقة في مستقبل الخليح قائلا “لدينا ولله الحمد شعوب واعية وكفاءات متميزة، وطاقات شبابية واعدة في كافة المجالات، ونمتلك كل مقومات النهضة والتقدم، وقد قطعنا بالفعل شوطنا كبيرا في هذا المسار، ولا ينقصنا شيء لكي نصنع مستقبل أفضل”.

وفي سياق متصل يرى الأمير خليفة بأن الارهاب “ظاهرة عابرة ومؤقتة مهما ترتب عليها من تداعيات”، فهو آفة يعاني منها العالم أجمع وأضاف موضحا “لابد من جهد جماعي للتصدي لتلك الظاهرة وتجفيف منابعها الفكرية والأيدولوجية التي تشكل الحاضنة الأكبر لهدم العقول والتغرير بالشباب”.

ورفض الأمير خليفة ما يقال عن نعرة طائفية في البحرين موضحاً “لم نعرف التصنيفات المذهبية. وعلى المستوى الشخصي لا أعترف بها، ولا أتحدث عنها. ولم نفرق يوما بين مواطن وآخر، هذه التصنيفات هي من الأمور الطارئة، وابتدعها وحاول ترسيخها من يحاولون التفرقة”.

مؤكدا أن “التفرقة والانقسام هما ما يراهن عليهما، من يحيكون المؤامرات ضدنا، ويسعون بكل قوة لتفتيت وحدتنا. وكلها محاولات ستبوء بالفشل”.

ورداً على سؤال يتعلق بفتح ابواب الحوار من جديد قال الأمير خليفة بأن التواصل بين قيادة وشعب البحرين مستمر ولم ينقطع في يوم من الأيام، سواء من خلال مجالسنا أو من خلال السلطة التشريعية التي تمثل الشعب، وتعبر عن صوته وإرادته، فكل ما يطرح في بيت الشعب يجد أذانا صاغية، في إطار من التشاور والتفاهم الذي يعزز من مكتسبات المسيرة الديمقراطية في المملكة.

وعن العلاقة التي تربطه بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، قال “هو الابن، وابن الشقيق، وهو الملك الذي ندين له بالولاء، ونسعى لوضع توجيهاته موضع التنفيذ وتحقيق ما يحلم به للبحرين وشعبها من أمن واستقرار وتقدم ورفاه”.

وفي سياق اخر تحدث الأمير خليفة عن أولويات حكومته التي تنطلق من “توفير الأمن والاستقرار” اساس التنمية الشاملة هدف حكومته وكشف بأن أبرز مشاريع المستقبلية تتعلق بـ”تطوير التعليم والصحة والاسكان وتنفيذ المشروعات التي ترفع من كفاءة البنية التحتية، ونشر العمران في كل مكان، وتنفيذ المزيد من المشروعات الاسكانية”.

وتولي حكومة الأمير خليفة اهتمام خاص “بدعم مناخ الاستثمار ودعم البيئة الجاذبة للاستثمارات” ويعد الأمير خليفة بـ “تقديم المزيد من الحوافز في هذا المجال، والتركيز على ايجاد المزيد من فرص العمل، لاستيعاب الشباب الملتحقين بسوق العمل”.

وكشف الأمير خليفة بان الاكتشافات النفطية الجديدة حملت بشارة كبرى لتعزيز وتسريع وتيرة التنمية مؤكدا ان هذا سينعكس بطبيعة الحال على إيجاد المزيد من فرص العمل للمواطنين”.

وفي سياق متصل رفض الأمير خليفة اعتبار الفساد في البحرين ظاهرة مشيرا لوجود “حالات يتم التعامل معها بالقانون لمعاقبة المخطيء ووضع الحق في نصابه”.

اما على المستوى الشخصي كشف الأمير خليفة لمجلة الرجل انه يهوى رياضة المشي ويحرص على ممارستها كلما كان هناك متسعاً من الوقت كما يحرص على المطالعة ويمارس هواية التصوير الفوتوغرافي، بين الحين والأخر.

ولدى الأمير خليفة شغف بالبستنة والعناية بالأزهار والنباتات فهي بحسب تعبيره “تشيع في النفس السرور، وتمنح الانسان شعوراً بالراحة، وتسر من ينظر إليها”.

يشار ان الأمير خليفة متزوج وله اربعة ابناء ويجد سعادة كبيرة في الأجواء الأسرية ورؤية ولقاء الابناء والأحفاد.

يذكر ان الامير خليفة بن سلمان آل خليفة مواليد المنامة 24 نوفمبر 1935، كان لوالده حاكم البحرين سلمان بن حمد ال خليفة الاثر الاكبر في نفسه، تعلم في مدارس المنامة ثم اكمل دراسته في بريطانيا، وتدرج في العديد من المناصب الحكومية نذكر منها: عضو في مجلس المعارف، رئاسة بلدية المنامة، رئاسة صندوق نقد البحرين، رئاسة المجلس الأعلى للهجرة ورئاسة مجلس الدولة.

ويعتبر الأمير خليفة من أقدم رؤساء الحكومات في العالم فهو يشغل منصب رئيس مجلس وزراء البحرين منذ الاستقلال عن بريطانيا يوم 15 أغسطس/آب 1971 .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here