صحيفة: حملات كركوك الانتخابية تختلف عن اقليم كردستان وسائر محافظات العراق

اكدت صحيفة الشرق الاوسط، الاثنين، ان “الحملات الانتخابية في مدينة كركوك وظواحيها ذات نكهة قومية وطائفية نفاذة، تعكس بوضوح عمق الصراعات الحزبية الحادة وتتميز باختلافها بصورة جذرية عن المشهد القائم في محافظات اقليم كردستان، وربما في سائر محافظات العراق”.

وقال تقرير للصحيفة نشر اليوم (30 نيسان 2018)، انها ” لاحظت عبر جولة ميدانية ان صور المرشحين وملصقات أحزابهم ولافتات ائتلافاتهم التي تكتظ بها ميادين وساحات وشوارع المدينة، بل حتى الأزقة الضيقة، ذات نكهة قومية وطائفية نفاذة، تعكس بوضوح عمق الصراعات الحزبية الحادة، وربما شراسة المعركة الانتخابية التي ستخوضها عشرات القوى السياسية والكيانات والتحالفات الكردية والعربية والتركمانية والكلدوآشورية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية الاثني عشر المخصصة لمحافظة كركوك، وسط انتشار مكثف للقوات الأمنية، من شرطة محلية إلى شرطة اتحادية إلى مكافحة الإرهاب، ناهيك عن الحشد الشعبي، في كل أرجاء المدينة ومحيطها، سعياً لضبط الأمن فيها وتهيئة الأجواء ليوم الاقتراع المقرر في 12 أيار”.

واضاف، ان “التقاطعات في الرؤى والمواقف بين القوى السياسية وقواعدها الشعبية المتنافسة والمتصارعة تنعكس بجلاء على الأرض، إذ قسمت أحياء المدينة على مكوناتها الأساسية، الكردية والعربية والتركمانية، من حيث الترويج والدعاية الانتخابية، فالأحياء ذات الغالبية العربية، مثل العروبة والممدودة وواحد حزيران وغرناطة، لا ترى فيها سوى صور المرشحين عن الكيانات والأحزاب والتيارات العربية، وكذلك الحال بالنسبة للأحياء التركمانية، مثل المصلى وقورية وحي المعلمين وطريق بغداد، التي تقتصر فيها الدعاية الانتخابية على صور وملصقات القوى التركمانية، وراياتها الحزبية المقرونة بالأعلام العراقية”.

وفيما تخص الأحياء الكردية، مثل شورجة وشوراو وإمام قاسم وآزادي، فقد منع فيها المرشحون الكرد من رفع أعلام كردستان، أو حتى إرفاقها بصورهم الدعائية، أو التطرق في خطاباتهم وكلماتهم الانتخابية الموجهة إلى الناخبين إلى أية عبارات أو شعارات قد تشير، ولو ضمنياً، إلى (كردستانية كركوك)، في حين قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، مقاطعة الانتخابات في المحافظة.

وتنقل الصحيفة عن المرشح على قائمة التحالف العربي قوله، ان “القانون يكفل للجميع حق الدعاية الانتخابية في كركوك من دون تمييز أو استثناء أو تدخل من أية جهة، لكن الفرص غير متكافئة بالنسبة لهم، مشيراً إلى أن الجهات الرئيسية الثلاث، الكردية والعربية والتركمانية، تتبادل الاتهامات بخصوص تعرض صور وملصقات مرشحيها إلى التمزيق والتشويه”.

وبموازاة ذلك يرى، زعيم حزب “تركمن إيلي” رياض صاري كهية رئيس كتلة (موطن التركمان) الانتخابية، أنه ليس من الضروري أن يروج المرشح الكردي في الأحياء التركمانية أو العربية أو بالعكس، تفادياً لإثارة الحزازات، التي باتت كركوك في غنى عنها في هذه الفترة تحديداً، كي تتم عملية الانتخابات بسلاسة وأمان، لا سيما أنها منافسة بين القوميات والأحزاب المختلفة، ما يستوجب من الجميع مراعاة الوضع الحساس في كركوك خاصة.

من جهتها، ترى مقررة مجلس محافظة كركوك، ألماس فاضل الأغا، المرشحة على قائمة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ان “المرشحين الكرد يواجهون عقبات جمة في كركوك، منها استحواذ القوى المتنفذة على الوضع الأمني دون مشاركة الجانب الكردي، كما تتعرض ملصقاتهم إلى التمزيق والتشويه المتعمد في معظم المناطق غير الكردية”.

واضافت، ان “هناك آلاف النازحين الذين لم يعودوا إلى مناطقهم في كركوك وطوزخورماتو وداقوق وغيرها، وبالتالي فإن عدم مشاركتهم في التصويت ستنعكس سلباً على نتائج الانتخابات بالنسبة للقوى الكردية التي نتوقع أن يتراجع عدد مقاعدها نتيجة لذلك، لكن القاعدة الشعبية للناخبين الكرد متحمسة لخوض النزال الانتخابي، للبرهنة على كثافة الوجود الكردي في المنطقة”.

الجدير بالذكر ان القوات الاتحادية العراقية كانت قد اعادت الانتشار في محافظة كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها بعد اجراء استفتاء استقلال كردستان في 25 ايلول 2017.

ا.ح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here