قصة الملك الشحرور – هشام الطائي

قصة الملك الشحرور – هشام الطائي

قالت شهرزاد : بلغني ايها الملك الطرماح وفتى ليالينا الملاح ان رعيتك امست على شفا البؤس تتقاذفهاامواج و دوامات من الاتراح ولقد غادرتها المسرات والافراح ،رعيتك يامولاي الجليل بعد غزو الغربان من الجحوروهجوم التماسيح من القعورباتت تسكن الحاويات وتعتاش على قذى النفايات ،فادمس صبحهم وادسمت ثيابكم انتم باللحم والشحم

فزع الملك واعتدل ورمى بنمرقته التي كان يتوسدها وصاح بوجه جاريته شهرزاد :مالها رعيتي ايتها النامصة الشامطة ،ارسلي الي الحاجب بعرور بسرعة، فلما حضر الحاجب بعرور التفت اليه الملك الشحرور وصرخ في وجهه: يابعرور ان لم تصدقني القول ساشنقك واهلك شلع قلع ،قل يأابله الوزراء مابال الرعية ؟ قال بعرور :حفظ الله الامير ودامت فيوضاته الوارفة، وعافاه الله من الزهايمر وكفاه شر سلمان وبرايمر ،ان جلالتكم له علم بما اصاب العامة دون الخاصة من الحكام والوزراء، فقاطعه جلالته وهو مغتاظا غيظا شديدا :بلى بلى ايها الاحمق علمت انه ( البلابوش) ولقد امرت امين بيت المال ان يقوم بتسليم دينارا من الذهب لكل عليل بهذا البلاء وان يختمه بنقش خاتمنا الديواني بشرط ان يبتلعه من بلي واعتل فيبرأ باذني ويشفى ،اليس هذا ما امرنا به؟؟اجابه بعرور :نعم سيدي ولكن ما اصاب الرعية ادهى وامر من (بلابوش) والفرهود وايام الحواسم فلقد اضحت العامة تحن الى بوش وتتوق الى ايام سائس الهوش حينما ذاقت وبال امر وزيرالظلام بخصخصة النورواصيب الناس بالدوار اثرحماقة وزراء المذاهب وكهنة المعابد فازداد الناس شقاء ووزراؤكم فسادا فالتجا الناس الى العزلة عن بعظهم البعض مما سبب بظهور وباء خبيثا وداء مستطيرا حيث ترى الناس وهم يحدقون الى الشمس اثناء ذهابهم وايابهم ’لا يابه احدهم بالاخر كانهم سكارى تفيض اعينهم من الدمع كمدا وغما. أطرق الملك براسه الى الارض وامر حاجبه بعرور ان يذهب ويدعو جميع الوزراء والزعماء ومعهم الحكيم البهلول والبيطارمسرور ان يحضرا من فورهم فلما حضرالجميع بين يديه ،سالهم الملك الشحرور مابال عامة الناس ياساده افتوني لعنكم الله قال البيطار مسرور يا امير المؤمنين انه مرض خبيث يسمى (ابوجريجير ) عند العرب و(ابودمغه)عند الاعاجم و(ابواضريج)عند الصليبين وهو تسمم دموي تسببه حشرة (القراد) ولقد ثبت ان هذه (القراده) تسبب بظهور الشعر عند مؤخرات الرجال وضمور بطون النساء ،ما يحعل الناس كالبعران محدقين بهذه الطريقة، قاطعه الملك وصرخ في وجهه: خلصنا من بلا بوش والجراد والان ابو جريجيروالقراد؟ يالسخرية الاقدار ايها الاوغاد اذن مالعمل؟ قال البهلول: فلياذن لي امير المؤمنين ، فدواء الداء عندي قال الملك : وماذا تنتظر ايها الصعلوك افتنا وغرد، قال البهلول : اني اطمح من سيدي جلالة الملك ليتلطف علينا بان يصدر امرا ديوانيا (سري وعاجل وعلى الفور) ويامر رجال الدرك الدونية والمرتزقة النفعية من البلدان المجاورة ان يجمعوا لنا الافاعي السامة من الصحراء ونقوم بوضع افعى في كل فم مريض فيشفى باذن الله , قال الملك وقد ملات آماق عيونه العسلية الحبور والسرور ، احسنت صنعا واجزلت نصحا فلينفذ امرنا الساعة دون تاخير ، وبعد ايام قلائل اختفى وطيس القلاقل ومحي اثر القبائل ولم يبق من شعب المكارم نائل، فعاد الملك الجليل الى نمرقته وغط في نومه العميق حتى ادرك شحرور الصباح وسكت عن الكلام المباح.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here