الحكم يبقى مع الكفر ولايبقى مع الظلم: قاعدة بشرية عامة وديمقراطية صحيحة

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

الظلم الذي أتت به أحزاب السلطة الشيعية والسنية والكردية في العراق منذ عام ٢٠٠٣ وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق لايخفى على احد وقد شمل كافة نواحي الحياة. والظلم هو كل ضرر ينتج عن السلطة بشكل مباشر او غير مباشر لفشلها في أداء واجباتها او فساد افرادها كلهم او قسم منهم. والظلم ليس فقط ان تكون السلطة متعسفة بحق الشعب ودكتاتورية بل هناك العديد من الدكتاتوريات في العالم لاتظلم شعوبها وتوفر لهم حياة كريمة ومتنوعة ومتقدمة.

الظلم الذي اوقعته أحزاب وتحالفات الشيعة والسنة والاكراد تسبب بانهيار الامن ووقوع العراق تحت طائلة الإرهاب وسيطرة العصابات الداعشية وتدهور الاقتصاد بشكل خطير لم يسبق له مثيل وسرقات أموال الشعب كالنفط بغير طائل. كما ووقع الظلم الناتج عن تلك الأحزاب والتحالفات المريضة بخراب الزراعة بعد ان كان البلد يصدر منتجاته الزراعية الى دول الجوار اصبح يستورد ذلك منها وأصبحت الزراعة مخربة بشكل يكاد ان يكون كاملا. ومن اهم القطاعات التي وقع عليها ظلم أحزاب ٢٠٠٣ حتى اليوم هو قطاع الصناعة فبعد ان كان العراق في السبعينات وبداية الثمانينات أي قبيل حرب (خميني – صدام) يعتبر من البلدان التي في طريقها لان تكون متقدمة صناعيا أصبحت الصناعة فيه معدومة ومصانعه مخربة حتى ابسط أنواعها. الظلم الذي نتج عن أحزاب سلطة ما بعد الاحتلال شمل كل شيء كالتعليم والصحة والطرق والمواصلات والتخطيط مما تسبب بهجرة العقول العراقية المبدعة في اصقاع الأرض لكي يكتمل ما بدأه صدام بحروبه وبشكل اشنع من الاول لان الفترة الأخيرة شملت استهداف العقول العراقية بالاغتيالات والقتل والإهمال.

ولم يقتصر الظلم على قطاع دون آخر بل تعداه للتجارة فاصبحت بايدي بعض من رؤساء الكتل وركزت على دول مجاورة بعينها مما أفادت هؤلاء الشخوص وتلك الدول ولكن ليس الشعب الذي اصبح وكأنه مغلوباً على امره وهذا ما ارادته وتريده له تلك الدولة او غيرها.

ومن اخطر ما وقع من ظلم من قبل هذه الأحزاب هو ما سيسجله التأريخ بسجله المظلم هو عملية تمزيق الشعب على أسس طائفية ومذهبية واثنية وما شابهها مما نتج عنه اضرار عديدة شملت الجميع من سنة وشيعة وكرد وعرب وغيرهم. وهناك ظلم تسبب به أصحاب العمائم والدين ظلموا به تلك العمائم وذلك الدين بسبب افعالهم الشنيعة تجاه هذا الشعب سواء كانوا يعون ذلك او لا … سواء من السنة او الشيعة.

الظلم في العراق بسبب هذه الأحزاب يشهد عليه كل شارع مخرب وكل منطقة مدمرة وكل قتيل بسبب فقدان الامن وكل مهجر من دياره بل وكل عراقي ما عدا السراق والمنتفعين وأصحاب السلطة.

انهم يمنون على العراقيين بانهم انتصروا على داعش! ولكنهم لم يحاسبوا انفسهم عندما فشلوا في منع وقوع العراق تحت سيطرة داعش؟! وهم لم ينتصروا كسياسين بل الذي انتصر هو الجيش ورديفه المتطوعين من جميع الاطياف والذين استشهدوا. وهنا لابد ان يذكر الشيء بالشيء اذا ان المتطوعين الذين يطالبون بمساواتهم بالقوات المسلحة ليس من الضروري ان يكونوا مناسبين لتولي مناصب سياسية او برلمانية مساواتاً بالجيش الذي لايحق له ذلك. وان وضع الشخص غير المناسب ليس في موقعه هو ظلم لانه يتسبب باضرار متتاليه.

ومن اخطر أنواع الظلم الذي تسببت به هذه الأحزاب هو ان العديد منها ولائه ليس للعراق كوطن بل لدول أخرى حتى في تحديد السياسات تتبع تلك الدول وان اضرت بالعراق كبلد.

وهناك ظلم اخر وهو ان هدف الغالبية العظمى من المرشحين من تلك الأحزاب هو لاجل السلطة والوضيفة والمنافع الشخصية وليس من اجل القدرة على تحمل المسؤولية في ذلك الموقع لخدمة البلد. ومن اجل الحصول على أصوات لجأ العديد من هؤلاء لشراء الأصوات بثمن بخسٍ دراهم معدودة. فلقد رأينا كيف ان احد المعروفين من هؤلاء وبالذات في الموصل يوزع وجبات أغذية في أكياس بلاستيكية على ناس يملأهم البؤس والفقر والعوز وهم يتراصون بانتظار دورهم للوصول الى سيارة بحماية مسلحة وبطريقة غير متحضرة بل وسمجة بل ومهينة لكرامة الانسان وقد اعطى هذا المرشح أولئك البؤساء صور مطبوعة له يبدو ان ثمن الصورة الواحدة يفوق ثمن الوجبة التي تسلموها! فهل بعد هذا الظلم من ظلم الا ان يقال (جوع كلبك يتبعك). وعلى شاكلة هذا رقص الكثير من المرشحين.

والسؤال يجب ان يسأل به حيدر العبادي عندما يردد حول النصر؟! فانت ياحيدر العبادي تكرر مقولة النصر ولكنك تنسى او تتناسى انكم جميعا كنتم في الحكومة مع نوري المالكي مسؤولون عن امن العراق قبيل وقوعه بايدي داعش. فهل كان يجب على العراق ان يقع بايدي داعش لكي يحقق لكم نصراً؟ الم يكن من الأفضل ان يكون العراق قد منع حدوث ذلك؟ وهل تمت محاسبة المسؤولين عن ذلك وعن على الأقل فشلهم ام انهم وانتم ضمنهم تم تكريمكم بناءاً وتكريمهم بناءاً على فشل حكوماتكم المتحاصصة بمنع وقوع ذلك. انت ليس من حقك ان تتكلم عن النصر الا اذا حاسبت الفاشلين والمتسببين بوقوعه والا فعدم قدرتك على ذلك بسبب المحابات ولان الفاشلين منك واليك فليس من حقك ذلك بل يجب ان تعتذر للشعب العراقي بسبب ما فعلتموه به…. اليس انتم الحاكمون ام انه لايزال صدام يحكم؟! الا اللهم اذا قلتم ان صدام بعث من جديد وهو الحاكم الذي خرب العراق … اليست هذه شماعتكم التي استخدمتموها في البداية؟. والذي فعلتوه انتم أصحاب السلطة وحزبك وتحالفك واحد منهم هو دخول داعش وتخريب المدن وتأخر العراق اكثر وما تلاه من خراب وقتل ودمار لهذه اللحظة. هل تم تقديم اعتذار للشعب العراقي بسبب فشلكم في منع وقوع العراق تحت سيطرة داعش؟ ام انكم اخفيتموه كغيره من قضايا الفساد التي لا تجيدون حلها لانها معشعشة فيكم وهي منكم واليكم. ونذكركم بقسم منها كعقود النفط المتعلقة بحسين الشهرستاني وعقود التسليح مع روسيا المتعلقة بنوري المالكي وغيرها كثير جداً لديكم فيه ملفات سرية وكثيرة مما يشيب له الطفل الرضيع مما له علاقة بالاحزاب سواء السنية او الشيعية او الكردية.

واخيراً فالشعب العراقي يجب ان يضع نفسه امام المسؤولية لانه هو صاحب القرار ولايجدر به ان يتنصل عن ذلك.. حيث ان مقولة (كيفما كنتم يولى عليكم) يجب ان تكون ماثلة امامه. وهو الان قد اعطي الحرية بالاختيار فهو اذن شريك بل ولاعب أساسي في ان يسمح للظلم ان يحكمه ويتسيد عليه او يمنعه. وهنا يبرز وعي الشعب فيما يتطلع اليه اذا ان عام ٢٠١٨ يختلف عن عام ٢٠٠٣ وما تلاه لانه ابرز جيلاً جديداً ليس كالجيل الذي سحقته الحروب والحصار …

الاولوية في اصواتكم يجب ان تمنح للوطنية العراقية وللعدل وان كان مع الكفر وللكفاءة في بناء اقتصاد وزراعة وصناعة وتعليم وصحة واعمار وطرق وتقدم تكنولوجي وامن وتوحد مجتمعي وعدم إعطاء الولاء لدول أخرى دون العراق فالعراق أولا واخراً ……. ولسياسة خارجية منفتحة لاتكيل العداء او تسبب به لاي دولة كانت وسياسة مستقلة عن المحاور والدول والقضاء على الفساد والتخلص من البيروقراطية وإعادة بناء الخدمات كالكهرباء والماء والمجاري والقضاء على الفقر والجهل والامية والقضاء على البطالة والولاء المذهبي والديني بمختلف انواعه لما هو داخل الوطن وليس لما هو خارجه …..

يجب عدم إعطاء الأصوات للفاسدين والفاشلين والطائفين والذين لايهمهم الا السلطة والذين لايهمهم الا كيفية الحصول على الوزارات من اجل احزابهم وليس من اجل العراق … يجب عدم النظر الى عمامة او سنية او شيعية او كردية المرشح بل الى هل سيكون هذا المرشح يخدم العراق بموقعه ام لا فان كان الجواب نعم يخدم يجب التصويت له او لها وان كان كافراً او كانت كافرة … اما اذا كان الشخص المرشح ينتمي الى نفس طائفتك وهو طالب سلطة ليس الا ….. ويتسبب وجوده في هذا الموقع بظلم من الانواع المذكوره أعلاه فلا يجب التصويت له …. هذا وان الله قد ينظر الى الكافر فيعجبه عمله وينظر الى المسلم فيكره عمله …. أي ان الناس للناس باعمالهم وليس بانتماءاتهم…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here