“داعش” يستهدف المناطق الرخوة في حزام بغداد.. وقيادة العمليات تدفع بالتعزيزات

دفعت القوات العراقية، بتعزيزات عسكرية الى قضاء الطارمية (شمال بغداد)، اثر مهاجمة مسلحين ينتمون الى خلايا نائمة لتنظيم “داعش”، احدى قرى البلدة، مساء الثلاثاء.

ويطالب نواب المحافظات المحيطة ببغداد، بتأمين المناطق “الرخوة” قرب الثغور، بين تلك المحافظات، مشيرين الى أنها دائما ما تتعرض الى “خروقات أمنية”.

وقضاء الطارمية من المناطق المهمة التي تربط بين أربع محافظات عراقية هي بغداد وصلاح الدين والانبار وديالى.

وإثر هجوم الثلاثاء، توجهت قوات الأمن الى اغلاق مداخل ومخارج القضاء، قبل بدء البحث عن مسلحي “داعش” المهاجمين

وكان سكان منطقة الطارمية قد طالبوا مساء الثلاثاء القوات الأمنية بالتدخل لصد هجوم داعش، اثر قيام مسلحيه بدخول القضاء واطلاقهم نيران اسلحتهم الرشاشة بشكل عشوائي باتجاه المدنيين، لكن القوات اكدت في وقت لاحق قتلهم جميعا.

وبحسب مصدر امني، فإن حصيلة الهجوم الذي قام به عناصر لداعش في قضاء الطارمية بلغت 20 شهيدا وجريحا، حيث اغلقت القوات الامنية، مداخل ومخارج القضاء، وباشرت حملة تفتيش واسعة، بحثا عن المهاجمين.

وقالت القوات الامنية، انها تمكنت من قتلهم جميعا دون الافصاح عن عددهم.

وفي وقت لاحق من امس، أكد تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.

وقضاء الطارمية هو أحد الاقضية الستة التي تحيط العاصمة بغداد وتسمى بحزام بغداد. ويسكن القضاء حوالي 91 الف نسمة، وعدد العوائل فيه 15 الف عائلة من عشائر متعددة منها المشاهدة والبوفراج والسلمان والحياليين والجنابيين والجبور والعبيد.

من جهته، نفى مركز الاعلام الامني العراقي انتشار مسلحي داعش في القضاء.

واشار في بيان تسلمته “العالم”، الى انه “بعد العمليات الاستباقية التي نفذتها القوات الامنية شمال بغداد، ضد الخلايا النائمة وقتل العديد من الارهابيين، فقد اقدمت بقاياهم على استهداف المواطنين العزل من خلال اطلاق النار عليهم في احدى القرى النائية في الطارمية، ما اسفر عن استشهاد واصابة عدد منهم، نقلوا على اثرها الى المستشفى”، مؤكدا ان القوات الامنية “تصدت لتلك العصابة الارهابية”.

ونفى المركز “ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن انتشار تلك العصابات الارهابية في قضاء الطارمية”، موضحا ان “الاجهزة الامنية تنتشر في القضاء وتفرض سيطرتها هناك”.

وأكد، ان “العمليات مستمرة لملاحقة تلك العصابة الإجرامية”.

عبد القهار السامرائي، عضو مجلس النواب عن محافظة صلاح الدين، دعا القائد العام للقوات المسلّحة حيدر العبادي والوزارات المعنية، الى نشر قوات مكافحة الارهاب في مناطق محافظته شمال غرب بغداد، الى جانب الأجهزة الامنية والحشد الشعبي المتواجد في يثرب والدجيل والعبايجي، معللا ذلك بأن “هذه المناطق تتعرض لخروقات متكررة ليس من الممكن قبولها، كون هذه المناطق بحاجة الى بسط نفوذ وقوّة الدولة لنشر الامن فيها واعادة استقرارها بشكل حقيقي”.

ويشدد السامرائي على ضرورة “تأمين المناطق الرخوة في شرق وغرب محافظة صلاح الدين، من خلال اعادة النازحين وسد الثغرات في مناطق الرواشد وسيد غريب والمتبقّي من جزيرة سامراء وتكريت واستكمال تأمينها بإشراك ابناء المناطق فعلاً في حفظ الأمن”.

وأعلن تنظيم ما يعرف بـ”الدولة الإسلامية”، امس الأربعاء، مسؤوليته عن هجوم بالأسلحة قرب مدينة الطارمية.

وجاء في بيان للتنظيم المتشدد، طالعته “العالم”، أن 22 شخصا قتلوا في الهجوم، كما وصف البيان الضحايا، بأنهم جميعا من “عناصر الحشد العشائري” في إشارة إلى قوات الحشد الشعبي التي تدعمها الحكومة.

وأوضح مصدر طبي بالمستشفى العام بالطارمية، أن “المستشفى استقبل جثث ثمانية شهداء؛ اثنان منهم من أفراد الشرطة، فضلا عن 12 جريحا الهجوم”.

بدوره، أكد النقيب في شرطة الطارمية، طلال الخالدي، أن الاشتباكات توقفت، لكن قوات الأمن أغلقت مداخل ومخارج البلدة، وبدأت حملة تمشيط واسعة عن مسلحي “داعش” الذين اختفوا بين الأزقة.

وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة “داعش”، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014

وكانت القوات العراقية ألقت أمس الأربعاء، القبض على مجموعة إرهابية، وأخرى متورطة بجرائم جنائية في مدينة الموصل، بحسب ما أفادت القيادة العليا لجهاز شرطة نينوى.

وقال قائد شرطة نينوى، حمد نامس الجبوري، إن الشرطة تمكنت عبر كمين أمنى محكم، من إلقاء القبض على ثلاثة عناصر من تنظيم “داعش” أثناء تواجدهم في منطقة حي المطاحن بالجانب الأيمن (الغربي) للموصل.

وأضاف، أن الثلاثة، مطلوبون للقضاء، وصادر بحقهم مذكرات قبض، على خلفية انتمائهم إلى التنظيم المتطرف وارتكابهم عدة جرائم.

من جانبه، دان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، النائب محمد الكربولي، امس الاربعاء، الهجوم الذي استهدف أبناء عشيرة البو مفرج في ناحية العبايجي، بحزام بغداد.

وعد الكربولي هجوم الطارمية “محاولة بائسة لقوى الارهاب والاجرام، لتعكير صفو وأمن مناطق حزام بغداد، بدءا بناحية العبايجي، من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق، وتهديد جسور الثقة بين المواطن والقوى والاجهزة الامنية المسؤولة عن تأمين وحماية تلك المناطق”.

واضاف، ان “هذه الجريمة النكراء يجب الا تمر دون عقاب ودون تقديم المجرمين للقضاء لينالوا جزاءهم العادل، ومنع أصحاب النفوس الضعيفة والخارجين عن القانون، من استغلال ظروف انشغال الاجهزة الأمنية بتأمين بيئة الانتخابات خلال الايام القادمة للقيام بجرائمهم”.

وطالب النائب الكربولي، القائد العام للقوات المسلحة والقوات والاجهزة الأمنية في شمال بغداد، بتكثيف الجهود للكشف عن مرتكبي هذه الجريمة البشعة بحق عشائر البوفراح، وتهيئة بيئة آمنة للمواطنين لضمان إجراء الاستحقاق الانتخابي وهو جزء رئيسي من التزام الحكومة، وعليها تقع مسؤولية اي خرق او تهديد لحياة المواطنين في تلك المناطق.

توعد تنظيم داعش، قبل اسبوعين، في تسجيل صوتي، باستهداف مراكز الاقتراع والناخبين خلال الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العراق في 12 أيار المقبل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here