هل الخلاف بين المالكي والعبادي نهاية حزب الدعوة في العراق

لماذا فشل حزب الدعوة الاسلامية في تحقيق مشروعه الحضاري الانساني رغم الظروف الملائمة التي اوصلته الى الحكم وقيادة العراق طيلة ال15 عاما الماضية لا شك ان السبب معروف وواضح ويعود ذلك الى قيادة الحزب اي ان قيادة الحزب غير مهيئة للحكم لان الدافع الذي دفعهم الى الحكم هو المصالح الشخصية والمنافع الذاتية الذي يهمهم ان يحلوا محل صدام وزمرته وعندما وصلوا وحلوا محل صدام انشغلوا بانفسهم وعوائلهم واقاربهم وتجاهلوا كل الشعارات ونسوا الامام علي والحسين واذا ذكروا الامام علي والحسين من باب المتاجرة والمزايدة فلا يملكون خطة متفق عليها يسيرون ويتحركون بموجبها ولا برنامج فيه رؤية واضحة للقوى التي يمكن التقرب منها والتي يكون حذرا منها وما هي التحديات التي ستواجهه وكيفية معالجتها وحتى التصدي لها فكانت كل مواقف قادة حزب الدعوة انفعالية عاطفية غير مدروسة لهذا بدأت الاختلافات والنزعات بين عناصر قيادته جعلته يتشظى الى شظايا لا لشي سوى التسابق والتنافس على المركز الاول الذي يدر اكثر ذهبا وهذا هو السبب الاول والوحيد في فشل حزب الدعوة وكل الحركات الاسلامية في العراق لهذا لا ترى للاحزاب الاسلامية في العراق وخاصة حزب الدعوة قيادة جماعية مركزية تختار الاصلح وتضح الخطط والبرامج والتحرك وفق تلك الخطة وذلك البرنامج الغريب كلما واجه العراق هجمة ظلامية وحشية نراهم ينقسمون الى مجموعات وكل مجموعة تتحرك وفق مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية وبالتالي يحدث تنازل من هذه المجموعة عن قيمه عن مصالح الشعب لقوى اخرى مضادة له من اجل ان يستمر في الحكم ويحدث تشدد من قبل مجموعة اخرى لا لشي سوى الاساءة الى المجموعة واضعافعا وهذه الحالة من اكبر الاخطاء التي ارتكبها حزب الدعوة والحركات الاسلامية في العراق وكانت السبب في نشر الفساد والارهاب وسوء الخدمات
الاكثر غرابة لم تجد اي شخصية جادة صاحبة مشروع وخطة من قادة الجيل الاول لحزب الدعوة لا زال مستمر في حزب الدعوة اي لم يبق الا الانتهازي الذي لا يريد الا الكرسي الذي يحقق حلمه في جمع اموالا اكثر في وقت اقصر حتى انهم تجاهلوا بل تنكروا لقول الامام علي اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص وهذه الحالة تنطبق على كل الحركات الاسلامية وخاصة مجموعة الحكيم والصدر كانت السبب حتى في فشل حزب الدعوة لجهلهما وحماقتهما في الحكم والسياسة
الكثير من اهل الاختصاص واهل الخبرة يؤكدون ان الاختلافات والصراعات بين المالكي والعبادي أخر أيام حزب الدعوة ولو دققت في هذه الخلافات والصراعات لاتضح لك انها خلافات ونزاعات شخصية ومصلحية بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ الانسانية الاسلامية مما اساء اساءة بالغة لحزب الدعوة حزب الشهداء وبالتالي اساء للاسلام وللمسلمين لانهم اعطوا صورة سيئة للاسلام
كان المفروض بقيادة حزب الدعوة وكل قادة الحركات والاحزاب الاسلامية ان يتفقوا مسبقا على خطة على برنامج ويتحركوا وفق تلك الخطة وذلك البرنامج ويثبتوا انهم متمسكون بنهج الامام علي الذي لا يرى للدين للحكم اي قيمة الا اذا اقيم العدل وازيل الظلم الذي يرى مصدر الفساد ومنبعه هو الحاكم المسئول الفاسد وهو مصدر الفساد وبما ان المسئول الفاسد الذي يرفع راية الاسلام والامام علي فهذا يعني الاسلام فاسد يعني الامام علي فاسد
الامام علي يصرخ عاليا الفقر كفر الظلم كفر الجهل كفر كيف نصدق بمن يحكم باسم الامام علي وهم متخمون ويجمعون الاموال التي لا تعد ولا تحصى حصلوا عليها بطرق منحرفة وفاسدة رغم صرخات الألوف من الذين حولهم وهم يشكون الجوع والالم والحرمان رغم علمكم ان هذه الاموال التي تبذروها وتبددوها انكم سرقتموها من طعام ودواء هؤلاء الفقراء المحرومين كما قال الامام علي ما جاع فقير الا يتخمة غني
لا شك ان العراق بعد تحرير العراق في 2003 وعودة العراق الى العراقيين واجه هجمة ظلامية وحشية بدعم وتمويل العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها ال سعود حيث جندت كل الكلاب المسعورة من كل مكان وارسلتهم الى العراق وقالت لهم لا يدخل احدكم الجنة الا اذا ذبح اكثر من عشرة عراقيين واسر واغتصب اكثر من عشرعراقيات خاصة وان هذه الكلاب المسعورة وجدت لها حواضن ومن استقبلها ورحب بها وفتح لها ابواب بيوتهم وفروج نسائهم
كان المفروض بقادة حزب الدعوة وكل الحركات الشيعية وخاصة مجموعة الحكيم ومجموعة الصدر ان يتخلوا عن اي نوع من المال ويتوجهوا الى الناس يأكلوا يلبسوا يسكنوا ابسط ما ياكله يلبسه يسكنه ابسط الناس ويرسلوا نسائهم اولادهم للعيش مع هؤلاء الناس بل نرى العكس تماما كانوا يعيشون في جنة ونعيم و واغلبية العراقيين في شقاء وجحيم
ومن هذا يمكننا القول ان خلاف العبادي والمالكي حول كرسي الحكم يعني نهاية حزب الدعوة وزواله يعني العودة الى العبودية والظلام وفي هذه الحالة يتحمل المسئولية قادة حزب الدعوة اذا لم يتخلوا عن نزعة حب المال وجمعه هذا هو السبب الاول والاخير في هذه المنازعات
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here