يوم للتضامن … يوم للفرح

عبدالمطلب عبد الواحد
علم العراق يتوسط الرايات الحمراء الخفاقة على الركن المخصص لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في مهرجان الاول من ايار، عيد الطبقة العاملة العالمية لهذا العام، على حدائق الفيلي باركن في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. وكما في كل عام تحتفل الطبقة العاملة والحركة النقابية ومنظمات مهنية واجتماعية واحزاب اليسار في مدينة كوبنهاكن وفي كل المدن الكبرى في الدنمارك، بعيد العمال، وكغيرها في مختلف بقاع الارض، تعبيرا عن التواصل مع التقاليد الكفاحية للطبقة العاملة ومن اجل تجديدها لضمان حقوقها المهنية والنقابية، ومن اجل تحسين شروط وظروف العمل والحصول على الاجر اللائق. كما يعكس الاحتفال حالة التضامن الطبقي والاممي بين كافة الشغيلة، وطنيا ودوليا.

منذ قرن من الزمان دأب العمال الدنماركيون ونقاباتهم والحركة الاجتماعية والسياسية المتضامنة مع كفاحهم المشروع من اجل يوم عمل من ثمان ساعات، على تنظيم مسيرات وتظاهرات شعبية كبرى تنطلق من مختلف مواقع العمل في كوبنهاغن وتتجمع في (الفيلي باركن)، تلك الحقول الخضراء الواسعة، محاطة بالاشجار الكثيفة، متحصنين بها عند اطراف المدينة في ذلك الوقت، حيث الاحتفالات لم يكن مسموحا بها في البدايات. ومع تصاعد كفاح الحركة العمالية وتنظيمها، تحولت المناسبة الى تقليد سنوي يقام في نفس المكان، ومع الخبرات المتراكمة من كل عام… يتسع المهرجان ويزداد تنظيما وتنوعا في الفعاليات السياسية والثقافية والفنية. وتحول مع الزمن الى عيد شعبي يجتذب المئات من الشباب التي تتواجد في ساحات المهرجان تفترش الارض وتستمتع بالغناء والموسيقى وترقص معها.
المساحة المخصصة لفعاليات المهرجان تستوعب الوف المحتفلين، وتنتصب فيها عشرات الخيام، تتسع بعضها الى ما بين 100 ــ 150 شخصا، تشغل احزاب اليسار الدنماركي، والنقابات الكبرى عددا من هذه الخيام لفعاليتها الخاصة، والقسم الاخر مخصص للاستراحة والمأكل والمشرب، كما تنتصب اعدادا اخرى صغيرة ومتوسطة لنفس الاغراض. وفي الفضاء الفسيح بين الخيام مئات الطاولات والكراسي المخصصة لزوار المهرجان. وبالرغم من الامطار والرياح الباردة التي تصادفت مع احتفالات هذا العام، الا انها لم تثن الناس من الحضور و الابتهاج بفعاليات الاول من ايار عيدا وتقليدا اجتماعيا جاذبا لاوساط شعبية جديدة ومتنوعة، ولحضور شبابي متميز من الجنسين على وجه الخصوص.
وفي خيمة كبيرة تقاسمتها احزاب شيوعية ومنظمات يسارية دانماركية واجنبية، شغلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك ركنا منها، وعلى الطاولة المخصصة لمعروضاتها، مطبوعات تخص الدعاية الانتخابية لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي وقائمة سائرون في مختلف المحافظات العراقية ونداء المنظمة للجالية العراقية للتوجه الى صناديق الاقتراع باللغتين العربية والدنماركية، اضافة الى بيان المكتب السياسي بمناسبة الاول من آيار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here