صحيفة: معركة النفوذ الإيراني.. هذا ما تريده طهران من انتخابات 12 أيار العراقية

اعتبرت صحيفة “العرب” اللندنية، في تقرير لها نشرته مساء اليوم، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ليس المرشح الأفضل لإيران، التي قالت بأن صوتها مهم في تشكيل الحكومات العراقية على تعاقبها بعد 2003، بالنظر الى حمله أفكاراً “استقلالية”، فيما كشفت عن القائمة الأقرب اليها.

وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن “متابعين للشأن العراقي، يرجحون المدى غير المسبوق الذي بلغته شدّة التنافس في الانتخابات العراقية التي ستجري نهاية الأسبوع القادم، بقيمة الرهان المتعلّق بها، ليس فقط محلّيا ولكن إقليميا ودوليا”.

وأضافت، أنه “على صعيد داخلي تساور بعض العراقيين آمال في حدوث تغيير ينقذ البلاد من أوضاعها الصعبة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ويكبح جماح ظاهرة الفساد المتغوّلة والمتغلغلة في جميع مفاصل الدولة”.

وأوضحت: “أما على صعيد خارجي، فإنّ السؤال بشأن من ستفرزهم صناديق الاقتراع حكّاما للبلد في المرحلة القادمة، هو سؤال عن الوجهة التي سيسلكها العراق في سياساته الخارجية وعلاقاته الدولية، وخصوصا الإقليمية”.

وقالت، إن “العراق مدار معركة كبيرة على النفوذ، أطرافها الأساسية، إيران والولايات المتحدة، ودول المحيط العربي”، مبينة أنه “مع بروز ملامح استراتيجية شاملة تقودها الولايات المتحدة لتطويق النفوذ الإيراني في المنطقة ككلّ، يغدو الحفاظ على النفوذ في العراق قضيّة (حياة أو موت) بالنسبة لطهران”.

ولفت إلى أن “مردّ ذلك ليس لحجم العراق ووزنه وضخامة مقدّراته الطبيعية والبشرية فحسب، ولكن أيضا لموقعه الذي يؤمّن لإيران التواصل مع ساحتي نفوذ أخريين بالغتي الأهمية هما كلّ من سوريا ولبنان”.

وأشارت الى أن “النظام الإيراني لا يرغب في رؤية ساسة عراقيين على رأس السلطة بعد الانتخابات القادمة، يحملون أفكارا استقلالية ويدفعون باتجاه تغيير ما درج عليه البلد من ارتباط شديد بإيران منذ سنة 2003”.

وتابعت قائلة، أنه “لا يُرغب بدرجة أشدّ في قيادة عراقية تعيد تقوية الروابط مع بلدان ظهرت خلال الفترة الأخيرة متحفّزة لتقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع العراق، وهو ما شرعت فيه عمليا المملكة العربية السعودية، التي هي أيضا جزء أساسي في استراتيجيا تطويق النفوذ الإيراني التي تقودها الولايات المتّحدة”.

ومن هذا المنظور، قالت الصحيفة، فإنّ “رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي -رغم أنّه أحد أبناء الأسرة السياسية الشيعية، القريبة من طهران- لا يمثّل النموذج الأمثل لقيادة العراق في المرحلة القادمة التي ستكون مرحلة معركة إيران الكبرى ضدّ خصومها في الإقليم والعالم”.

ولفتت إلى ان “ما تحتاجه إيران في مرحلة المعركة الشرسة ضدّ خصومها ومنافسيها الإقليميين والدوليين، ليس قادة عراقيين يلعبون لعبة الاعتدال والتوازن في العلاقات الإقليمية والدولية للعراق، على أساس من استقلالية القرار وتبادل المصالح. ولكنّ ما تحتاجه حلفاء صريحين لها مرتبطين بها سياسيا ومذهبيا ومدافعين عن مصالحها. وهو ما يتوفر في مرشّحي الحشد الشعبي للانتخابات القادمة بقيادة هادي العامري”.

ومضت بالقول، إن “ما تحتاجه إيران في هذه المرحلة ليس رجلا يلعب لعبة الاعتدال والتوازن في العلاقات الإقليمية والدولية للعراق، على أساس قدر من استقلالية القرار وتبادل المصالح مع الدول (وهو الطرح الذي روّج له العبادي وحاول الدفع باتجاهه خلال سنوات حكمه)، لكنّها تحتاج حلفاء صريحين لها، مرتبطين بها سياسيا ومذهبيا ومدافعين عن مصالحها، ومنحازين إليها ضدّ خصومها ومنافسيها”.

ونوهت إلى أن “هذه الشروط تجتمع في قادة الحشد الشعبي المرشحّين للانتخابات القادمة ضمن تحالف الفتح بقيادة زعيم منظّمة بدر هادي العامري”.

وأفادت بأن “حيدر العبادي، الذي يسعى للحصول على ولاية ثانية على رأس الحكومة، ليس بالمنافس الهيّن في الانتخابات إذ تظهره بعض استطلاعات الرأي في مقدّمة المرشّحين للفوز بها”.

ويمتلك العبادي قدرا من الشعبية بين الجمهور الشيعي، وباقي المكوّنات العراقية، مستندا للنّصر الذي قاده في الحرب على تنظيم داعش، وما أظهره من عزم على محاربة الفساد، وتخفيض منسوب التوتّر الطائفي الذي بلغ مداه في فترة حكم سلفه على رأس الحكومة نوري المالكي، وفق الصحيفة.

وذكرت، أن “لعبة الانتخابات في العراق أكثر تعقيدا من ذلك، فللمال السياسي دور في كسبها، وكذلك للسلاح دور، كما أنّ محاذير التزوير تظلّ قائمة رغم كل الإجراءات المتّخذة”.

وأكملت قائلة: “أما عملية تشكيل الحكومة واختيار رئيس لها فأكثر تعقيـدا من الانتخابات بحدّ ذاتها إذ تتطلّب توافقا وتكتّلا بين الأطراف الفائزة، ووفـاقا بين كل من الـولايات المتحدة وإيـران، الأمـر الـذي سيكـون أصعـب هذه المـرّة مـن الدورات الانتخـابية الثـلاث السابقة”.

واختتمت بالقول، إنه “الحشد الشعبي كان له دور مهم في التصدّي لداعش وتحقيق نصر عسكري عليه، وخلال الحرب استثمرت إيران في هذا الهيكل شبه العسكري ودعّمته بالسلاح والاستشارات العسكرية، ونجحت في تحويله إلى قوّة للسيطرة الميدانية في العراق داعمة لنفوذها السياسي في البلاد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here