فواتير ” الجهاد ” من أجل الدين أو المذهب

بقلم مهدي قاسم

كنا قد عرفنا حتى الفترة الأخيرة ، أن من يكافح أو يجاهد من أجل مبدأ أو عقيدة ، يفعل ذلك بدافع الإيمان ليس إلا، و بدون أن ينتظر أية مكافآة مادية أو معنوية على ذلك ..

لكون المسألة هي مسألة إيمان وتطوع فردي أو جماعي غير إجباري أو نفعي ، هدفها التضحية بالنفس من أجل هذه العقيدة أو تلك ..

بينما كثير من الناس الذين يحبون وطنهم يضحون من أجله أيضا ..

قلنا عرفنا هذه الحقيقة حتى الفترة الأخيرة ..

لماذا حتى الفترة الأخيرة ؟ ..

لأن ” المجاهدين ” الإسلاميين الشيعة ” سواء كانوا من هذا الحزب أو ذاك ، سيما منهم ” الدعوجيين ” و حتى كأفراد متطوعين ، قد قدموا فواتيرهم للحصول على ثمن “جهادهم ” المضني و الصعب الشاق في سبيل الدين و المذهب !!..

فحصل من حصل على مناصب سيادية أو خدمية ووظيفة رئيس مجلس بلدية أو رئيس مجلس محافظة ، في حين بعض آخر قد حصل على ثلاثة تقاعد في آن واحد..

بينما ثمة قلة قليلة جدا من بين هؤلاء ــ و الحق يُقال ــ لم يحصل ولا على فلس واحد مع أن هؤلاء أيضا كانوا في الرفحاء !..

و الآن يقدم قادة قوات الحشد الشعبي فواتيرهم في الانتخابات مقابل الجهد القتالي الذي بذلوه في محاربة عصابات داعش !!..

أي شيء مقابل شيء ..

يعني ما من شيء يُبذل إلا وله ثمنه ..

حتى ولو كان الأمر يتعلق ب” الجهاد ” من أجل الدين والمذهب ..

ولكن لنكون واقعيين عندما نقارن بين “جهادي داعشي ” و بين ” جهادي شيعي ” على صعيد الفواتير و المكافأة ف” الجهادي الداعشي ” يكتفي بمجاهدات جهاد النكاح في هذه الدنيا منتظرا مكافأة أكبر و أعظم في الجنة الموعودة ب71 حورية عذراء و حسناء ..

بينما ” المجاهد الشيعي ” يُعتبر أكثر عمليا وواقعيا إذ أنه يؤمن بوجود عصفور واحد باليد في هذه ” الحياة الزائلة أفضل من وجود عشرة عصافير غير مضمونة في الآخرة ..

و أكبر دليل على صدق ما نقول هو قائمة ” الفتح ” التي يقودها جنرالات سليماني ــ نقصد هادي العامري ، مهدي المهندس و قيس الخزعلي و الخ ــ مستغلين تضحيات أبناء الوسط و الجنوب ، حيث من المحتمل جدا أن تحصل هذه القائمة على أصوات كثيرة ، و ذلك افتراضا أن أفراد عائلات عناصر قوات الحشد الشعبي البالغين بمئات الأف سيصوّتون لهم ..

و من يدري ؟..

ربما سيكون السيد هادي العامري هو رئيس وزراء العراق القادم ، وهو الذي كان يقاتل ضمن صفوف الحرس أو الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي أثناء الحرب العراقية الإيرانية ــ ،على الرغم من أن أغلبية جنود الجيش العراقي في ذلك الحين كانوا من أبناء الشيعة العراقيين الفقراء جدا ، كمتطوعين من أجل توفير لقمة الخبز لعائلاتهم ..

يبقى أن نقول : أن الراحل نيلسون مانديلا الذي أمضى أكثر من عشرين سنة في السجن كمدافع عن حقوق أبناء جلدته السود قد رفض الحصول على” مكافأة ” لنضاله المرير والشاق و الطويل جدا ، قائلا ما معناه أنه ناضل من أجل قضية أمن بها ، و ليس من أجل حصول على مال أو منفعة شخصية ..

كما إن جيفارا استقال أيضا من منصبه كوزير للصناعة في كوبا و ذهب إلى بوليفيا لتحريرها من الطغمة الفاشية ليستشهد هناك تحت ظل ظروف قاسية و صعبة جدا من مرض وجوع وحرمان من أبسط مقومات الحياة البسيطة أو العصرية .

بينما كان بإمكانه أن يعيش بذخ ورفاهية كوزير وأحد محرري كوبا .

كتب رسالة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here