عندما تنتصر الشعوب

علي هادي الركابي

كثيرا هي تجارب الشعوب؛ وحكاياتها مع الحكماء الظلمة والفاسدين ؛وكيف ان هذه الشعوب ؛ عندما تقرر امرا فلابد ان يحصل ؛ وهذا ديدن الشعوب الثائرة ضد حكامها الفاسدين ؛ فقرر الشابي؛ ان يختم ذلك على اروقة جدران العز والكرامة ان القرار قرار الشعوب لا غير؛مهما كانت قوة الفاسدين والظلمة ؛انها قرار شعب .
مرت الخمس عشر عاما على العراق مرور الكرام ؛ وحملت معها اهات لملايين من الناس ؛ وتعثرت بها التجربة الفتية للديمقراطية في العراق بعد 2003 ؛ والتي حطمها دعاة التغيير ؛ففشل المتصدون في كل شيء الا في سلب ونهب امكانات العراق القوية ؛ وفشلوا في ايجاد منظومات ادارية واقتصادية ؛ ورسم سياسة مالية وخارجية للبلد ؛ كذلك اضاعوا بوصلة التعامل مع الشريك في نفس البلد فولدت الكثير من مواقف متشنجة من البعض ؛ دفع ثمنها كثير من الفقراء من ابناء العراق في حرب داخلية اكلت الاخضر واليابس معا ؛وخرج منها الجميع خاسرا بلا استثناء تلك هي تجربة سيخلدها التاريخ ان من فشل هو من سيدفع الثمن .
لذلك يجب ان يكون العراقيون بمستوى الحدث ؛ وان يشمروا عن سواعدهم ؛ ويمسحوا غبار الخمس عشر عاما من الحرمان والقتل والارهاب والفساد ؛ وان يختاروا هذه المرة ؛ بحنكة كبيرة جدا ؛ وان يميزوا بين الشرفاء والفاسدين ؛ ويسجلوا بقوة القلم كل المستقبل المنتظر لأجيالنا القادمة التي تنظر الينا بعين الثقة .
هذه المرة لا غيرها ؛ يجب ان نقول كلا والف كلا ؛ لمن سرق العراق؛ وباعه ؛وقتل ابناءه ؛ وحاول تقسيمه في معاهدات سرية ستكشف يوما ما للجميع ؛ ويتبين حينها للعالم اجمع ان الكلمات الرنانة ؛ وتهديد الملفات وحربها ؛والابتزاز السياسي ؛ لا مكان لكل ذلك في قاموس الشرف للتاريخ العراقي الحديث .
لذلك ؛ يجب ان نشمر عن سواعدنا فنحن شعب عظيم ونبدا ببناء دولتنا الفتية ؛ ونترك وراءنا كل الماضي السحيق وتجاربه اللعينة ؛ ونبدا بالاختيار الصحيح ؛ نعم الاختيار الافضل لغد افضل ؛ وندخل في معادلة المجرب لا يجرب ؛ فالمجرب الفاسد يجب ان نقذف به في مزابل التاريخ وهي اكثر وباءا من مزابل القمامة وحاوياتها التي قذف بها الشعب الأوكراني يوما فاسديه فيها.
حقيقة يجب ان ندخلها في عقولنا مفادها ؛لعنة التاريخ هي اكبر من لعنة الشعوب ؛ وعلينا ان تذكر دائما كل التجارب السابقة التي مرت علينا ؛ ان الشعوب هي صاحبة المبادرة في التغيير ؛ فكما ان هنالك اسما اسودا لصدام حسين او حسني مبارك او غيرهم من الطواغيت والفاسدين ؛ يوجد الخميني ومهاتير محمد ولي كوان في خانة الشرفاء ؛فالتعميع لغة الفاسدين …والتغيير قادم لامحالة ؛ فكل ما قراناه عن شعوب العالم التي تخرج ضد الظلم ؛ انها هي من تقرر اولا واخيرا ؛ وهي صاحبة القلم الذي يكتب التاريخ .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here