صحيفة: محاربة الفساد شعار الكتل السياسية الأبرز في الانتخابات.. والمواطنون يسألون من هو الفاسد؟

سلطت صحيفة “العربي الجديد” في تقرير لها نشرته اليوم السبت، الضوء على الحملات الانتخابية للمرشحين للإنتخابات النيابية المزمع اجراؤها في 12 أيار الجاري، فيما أشارت الى انها حملت في اغلبها شعار “محاربة الفساد”.

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية العراقية المرتقبة لم تخرج عن شعار (محاربة الفساد والقضاء عليه).

وأضافت، أن “هذا الشعار أصبح الأوسع انتشاراً بين جميع المتنافسين كأشخاص وكتحالفات سياسية، كما أصبح الأكثر انتقادا من قبل الشارع العراقي، الذي يستغرب إطلاق هذه الشعارات من قبل جهات معروفة أساساً بالفساد وبحماية الفاسدين”.

ونقلت الصحيفة عن مدير منظمة الاتجاه، وهي منظمة مدنية عراقية مهتمة بشؤون الانتخابات، هشام الخالدي أنّه “من خلال متابعتنا للحملة الدعائية للانتخابات، رصدنا أنّ شعار محاربة الفساد، هو الشعار الأكثر انتشاراً في عموم البلاد، وترفعه جميع التحالفات والكيانات والمرشحين من دون استثناء”، مبيناً أنّ “هذا الشعار أصبح الأكثر رواجاً للتنافس الانتخابي”.

وأضاف الخالدي، أنّ “الشعار يداعب مشاعر المواطنين، كونهم متضررين من الفساد، لكنّ البلاد لا تحتاج إلى شعارات بقدر ما تحتاج إلى تنفيذ وعمل جدي للقضاء على الفساد”، معرباً عن أمله بأنّ “يكون التوجه في الدورة البرلمانية المقبلة، توجهاً حقيقياً لمحاربة الفساد لا مجرد شعارات”.

كما نقلت الصحيفة عن المرشح عن تحالف “القرار”، محمود اللهيبي، أنّ “شعار محاربة الفساد يرفعه اليوم الجميع، بمن فيهم قادة الفساد أنفسهم، والذين أوغلوا في سرقة المال العام، وهم معروفون من قبل الشعب”.

وبين اللهيبي، أن “هذه الأكاذيب الانتخابية، وهذه الوعود لن تنطلي على الشعب العراقي، فالشعب الذي تلوع وخسر الكثير بسبب الفساد والفاسدين، يعرف حق المعرفة الجهات السياسية التي سرقته، وشرّعت للفساد في البلاد وحمت الفاسدين”.

وأشار إلى أنّ “المسؤولية اليوم ملقاة على كاهل المواطن، فصناديق الاقتراع تنتظر اختياره، فإذا اختار الفاسدين من جديد، فإنّه سيسهم بعودتهم إلى السلطة، وسيكون هو (المواطن) جزءاً من هذا الفساد، وإذا لم ينتخبهم، فسيكون قد أسهم في إبعادهم ومنعهم من سرقة أموال الشعب”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “مواطنين يستغربون جرأة الشخصيات والتحالفات، المتهمة والمدانة بالفساد، بالترشح للانتخابات، ورفع شعارات لمحاربة الفساد”.

ونقلت الصحيفة خلال التقرير، عن المواطن خالد المشهداني، أن “جرأة الفاسدين في إطلاق شعارات محاربة الفساد في الحملة الانتخابية، غير مسبوقة”.

وأوضح المشهداني، أن “المتابع للحملة الانتخابية، يشعر وكأنّ الفاسدين متضررون من الفساد، وواقعون تحت الظلم، من كثرة شعاراتهم التي تنتقد الفساد وتتوعد بالقضاء عليه”.

وبين، أن “كافة مؤسسات الدولة لم تأخذ دورها في محاربة الفساد، والدليل على ذلك، أنّ الفاسدين مازالوا يتصدرون المشهد السياسي، ولم يحاسبوا على الرغم من كشف الكثير من ملفاتهم، وهم اليوم مرشحون ومنافسون أقوياء للوصول الى البرلمان من جديد”.

ودعا المواطنين إلى “أن يكونوا على قدر المسؤولية في التصويت، وأن لا ينجرّوا خلف هذه الشعارات والوعود الانتخابية الكاذبة”.

واختتمت الصحيفة بالقول، إن “العراقيين يخشون عودة الفاسدين من جديد، خلال الدورة البرلمانية المقرر إجراؤها في 12 من أيار الجاري، خصوصاً أنّ الجهات المتورطة بالفساد هي الجهات الأقوى على مستوى الدعاية الانتخابية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here