كل ما قّل و دّل : عندما تكون المرجعية على مسافة واحدة مع نزيه و فاسد على حد سواء !!

بقلم مهدي قاسم

كتبنا و نشرنا البارحة مقالة في صحيفة صوت العراق ، أشادنا من خلالها بموقف المرجعية الموقرة على صعيد توضيح طلسمها العصي على فك و فهم البعض بخصوص مقولتها ” المجرب لا يجرب ” و التي شاعت و انتشرت و أربكت بعضهم و دفعت البعض الآخر إلى شتى تأويلات و تفسيرات ، إذ أوضحت المرجعية القصد من وراء ذلك أو المقصود أي غالبية الساسة و المسؤولين الفاسدين الذين نهبوا المال العام و فشلوا في إدارة شؤون البلاد أو توفير الخدمات طيلة السنوات الماضية..

إذ أننا اعتبرنا هذه الإشارة الواضحة من قبل المرجعية نحو ساسة ومسؤولين فاسدين أمرا حسنا ، بالمقارنة مع سكوتها أو صمتها المطلقين الافتراضيين ،ولكننا شعرنا بأن هذه الإشارة أو التلميحات لم تكن كافية بحد ذاتها لإزالة الغموض نهائيا ، إنما كان يجب و ينبغي بالضرورة تحديد وتشخيص هؤلاء الساسة والمسؤولين / سواء كأحزاب أو تنظيمات سياسية و التي تورطت بنشر مظاهر الفساد و تلوثت بها إلى حد كبير و أضرّت من خلال ذلك بحاضر و مستقبل البلاد فقرا و تدهورا في كل المجالات ، وكبلتها بقيود ثقيلة من ديون هائلة و طائلة ..

لذا فكان لابد من تحديد و تشخصين واضحين ..

و ذلك لكي يدرك و يحدد الناخب ، و لا سيما الناخب الذي يتصرف حسب توجيهات المرجعية و إرشاداتها ملتزما ، ليقرر ــ على ضوء ذلك ــ لمن يعطي صوته ..

إذ أن تأكيد المرجعية على أنها تقف على مسافة واحدة مع الجميع : أي مع جميع الساسة والأحزاب !! ، سواء كانت نزيهة أم فاسدة وعلى حد سواء !، نقول أن هذا التأكيد قد يربك بعض الناخبين ” المتلوعين ” حبا و عشقا ببعض الأحزاب الطائفية و الدينية الفاسدة ، و ربما قد يدفع بعضهم إلى التصويت لها بالرغم من معرفتهم بفساد هذا الحزب أو ذاك التنظيم كزعماء و قيادة و مسؤولين ..

ومن ثم كيف يمكن الوقوف على مسافة واحدة مع نزيه و فساد في آن واحد ؟! ..

فأليس كان من المفروض أن تقول المرجعية أنها تقف مع النزيهين ــ أن وُجدوــ و ضد الفاسدين وما أكثرهم ؟ ..

إذ لا يجوز وضع النزيه و الفاسد في سلة واحدة و التفرج عليهم من مسافة واحدة ..

أو على الأقل نحن هكذا نعتقد و نظن ذلك أي :

ـــ أنه لا يجوز !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here