دَردَشاتٌ دِيمُقراطِيَّةٌ! [٩]

نــــــــــزار حيدر
هل يُمْكِنُ للنَّاخبِ إِسقاطُ زعيمِ قائمةٍ إِنتخابيَّةٍ ما والحيلولةِ دُونَ أَن يفوزَ بمقعدٍ تحت قُبَّة البرلمان؟!.
الجواب؛ نعم بالتَّأكيد يُمْكِنُ ذَلِكَ! فَإِذَا صوَّت النَّاخبُ لأَيِّ مرشَّحٍ في القائمةِ عدا زعيمَها فقد يفوزُ أَيٍّ منهُما باستثنائهِ!.
إِنَّ قانُونَ الانتخابات الحالي يسمح للنَّاخبِ بذلك على الرَّغمِ من أَنَّهُ الأَسوء في العالَمِ!.
فالقانُونُ يسمح للنَّاخب أَن يُؤَشِّرَ على القائمةِ أَو رقمها بالإِضافةِ إِلى التَّأشيرِ على واحدٍ فقط من الأَسماء المُرشَّحة في كلِّ دائرةٍ إِنتخابيَّةٍ [مُحافظة] أَو رقمهِ!.
فَلَو فرضنا أَنَّ كلَّ الذين سيصوِّتونَ للقائمةِ [أ] [وعددهُم مليُونَ ناخبٍ] لم يؤَشِّر أَيّاً منهم على إِسم أَو رقم المُرشَّح الأَوَّل فيها [والذي هُوَ عادةً زعيمها ورئيسها] فهذا يعني أَنَّ أَيٍّ من المرشَّحين الآخرين في القائمةِ يُمْكِنُ أَن يفوزَ بمقعدٍ نيابيٍّ إِلّا زعيم القائِمة! وبذلك حتَّى لو افترضنا فوزَ القائمةِ إِلّا أَنَّ زعيمها لا يفوزُ بهذهِ الحالةِ! ما يعني أَنَّ خيار التَّغيير بيد النَّاخبِ حصراً كما أَشار إِلى ذَلِكَ الخطابُ المرجعي الأَخير!.
وقِس على ذلك بالنِّسبةِ لكلِّ الفاسدينَ والفاشلينَ والمُجرَّبينَ الذين ينبغي إِسقاطهُم وعدمِ التَّجديدِ لهم!.
فكيف يتحقَّقُ هذا التَّغيير؟!.
١/ بإِرادة النَّاخب حصراً ووعيهِ! وبمعرفةِ آليَّة عمل قانون الإِنتخابات.
٢/ عندما يُقرِّرُ ويعزِمُ ويُصمِّمُ على الإِلتزامِ بالحِكمةِ {مَنْ جَرَّبَ آلْمُجَرَّبُ حَلَّتْ بِهِ النَّدامَةُ}.
٣/ أَمّا إِذا ظلَّ يهتفُ بشِعار [بالرُّوح بالدَّم نفديكَ يا زعيم] وهو يعرف جيِّداً أَنَّ الزَّعيم هو الذي دمَّر البلَد وأَضاع على العراقيِّين فُرص الخير عندما مارس السُّلطة مدَّة [٨] سنوات سلَّم خلالها نصفَ البلادِ للإِرهابيِّين! فبالتَّأكيد سوف لن يُساهمَ في إِنجاز التَّغيير المرجو!.
٤/ مع كلِّ مساوئ قانون الإِنتخابات الذي فصَّلهُ الفاسدُون والفاشِلُون حسب مقاساتهِم بالضَّبط! حذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ! مع ذلك تبقى فِيهِ هَذِهِ الثَّغرة التي يُمْكِنُ أَن ينفدَ منها النَّاخب لإِسقاطِ حتَّى الزَّعيم!.
إذن [يُفيدُ] وليسَ كما يَقُولُ التَّنابل والعَجَزة والإِتِّكاليِّين واليائِسين [مَيفِيد].
إِنَّها ثغرةٌ تردُّ على الذين يُفكِّرون بالعِزُوفِ عن المُشاركةِ بحِجَّةِ أَنَّ رأس القوائِم فاسدٌ وهم حجزُوا مقاعدهُم تحت قُبَّة البرلمان لأَنَّهم رقم [١] في قوائمهِم!.
٥/ أَمّا الذين يقولُونَ بأَنَّ كلَّ المُرشَّحين فاسدُون وفاشلُون! ولا يستثني أَحداً منهُم! فهذا يعني أَنَّهُ يُرِيدُ القولَ بأَنَّ كلَّ العراقيِّين فاسدُون وفاشلُون وهو واحدٌ منهُم طبعاً! ولكنَّهُ لا يجرُؤ على التَّصريح!.
وإذا كانَ ذلك صحيحاً فعلامَ إِذن مُهتَمَّا؟! وباللَّهجة الدَّارِجة [لِيَش زَعلان] دع الفاسدِينَ والفاشلينَ ينتخبُونَ أَمثالهُم! أَوَلم يقُل المثلُ [الطُّيُور ُعلى أَشكالِها تَقَعُ]؟!.
إِنَّ بإِمكانِ النَّاخبِ [إِن كانَ صادِقاً مَعَ نفسهِ] أَن يُعاقبَ الفاسدِينَ والفاشلينَ بحَجبِ الثِّقةِ عنهُم، فلا يصوِّت لهم، حتَّى إِذا اضطرَّ للتَّصويتِ إِلى قوائمهِم لأَيِّ سببٍ كانَ! فلا يصوِّت لهم وإِنَّما لغيرهِم ليفسحَ الطَّريقُ لفوزِ أَيِّ أَحدٍ من المرشَّحين باستثناءِ الزَّعيم الذي تحومُ حَولهُ الشُّبهات على مُختلفِ الأَصعدة!.
إِذَا نجحَ النَّاخبُونَ في إِزاحةِ ما لا يقلُّ عن نِصفِ زُعماء القوائمِ الإِنتخابيَّة يَكُونُ قد حقَّقَ إِنجازاً تاريخيّاً عظيماً إِقتربَ فِيهِ من قاربِ النَّجاةِ!.
أَيُّها النَّاخِب..أَيَّتُها النَّاخِبة
إِنَّ الفاسِد والفاشِل و [العجلِ السَّمين] الذي منحتمُوهُ فرصة [٨] سنوات من السُّلطة شبهِ المُطلقة ورأَيتُم ما الذي فعلهُ من فسادٍ ودمارٍ وتبديدٍ لخَيرات البلادِ وتضييعِ فُرص التَّنمية والإِستثمار وأَخيراً سلَّم نِصف العراق للإِرهابيِّين! قَبْلَ أَن يُزيحهُ [الجواب المرجعي التَّاريخي عن طريقكم] إِنَّ هؤُلاء مكانهُم خلفَ القُضبانِ في السِّجن قَبْلَ رميهِم في مزبلةِ التَّاريخ! وليس مكانهُم تحتَ قُبَّة البرلمان! فاحذرُوا وحاذِرُوا وانتبِهُوا!.
لا تصوِّتُوا لهُم أَبداً! وصوِّتُوا لِمَن تشاؤُونَ غيرهُم!.
*يتبع…
٧ مايس [أَيار] ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here