من (انتخبوا من قاتل صدام 2003) الى (انتخبوا من قاتل داعش2018) افاعي ايران تبدل جلودها

بسم الله الرحمن الرحيم

لمتى تبقى السذاجة والجهل لدى المكون الشيعي العربي بمنطقة العراق.. فالحكيم من يستفاد من تجاربه وتجارب الاخرين.. والمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين.. والتجربة خير برهان..

فقبل عام 2003.. كانت دكتاتورية صدام.. تضع هالة مقدسة وعظيمة على معارضيه.. (بانهم المظلومين.. وانهم من قارعوا صدام .. وانهم المجاهدين بالهور والجبل.. وانهم الاسلاميين المؤمنين.. الصالحيين.. الذين يريدون دولة العدالة الالهية.. وانهم انصار المرجعية .. واحفاد الامام الحسين)… الخ.. حتى (الجلب).. لو عارض صدام كان يطلق على (حجي جليب).. (وكان يتم تصوير ايران والخميني .. بانهم مظلومين واعتدى عليهم صدام.. وانهم ينصرون المستضعفين؟؟؟!!!)…

ولكن بعد سقوط صدام.. ووصول معارضيه (المستضعفين حسب المقياس الايراني).. للحكم .. صعق الملايين بكابوس.. فهؤلاء حرامية ولصوص وسيبندية.. وفاسدين ومفسدين بالارض.. واهلكوا الحرث والنسل بفسادهم .. ويعيش الناس بظلهم سوء خدمات ووضع امني مزري.. وانهم مجرد منبطحين واجندات عميلة رخيصة لايران بل حثالات ايران.. كانت تريد استبدال الطاغية المحلي.. صدام السني العراقي.. بحاكم اوحد شمولي اجنبي خميني وبعده خامنئي بدلا عنه… .. واسقاط البعث من اجل استبداله بنظام اجنبي (ولاية الفقيه الحاكمة بايران).. في وقت الشعوب الايرانية تنتفض ضد نظام بدعة ولاية الفقيه، وبسقوط خامنئي الذي وصفوه بالدكتاتور والفرعون.

ووعى الناس بان (من كان يصر على استمرار الحرب بالثمانينات.. ليس صدام).. بل (الخميني الزعيم الايراني.. باعترافه.. بقوله.. شرب السم الزعاف اهون لديه من انهاء الحرب عام 1988).. ليقع اكبر عدد من ضحايا حرب ايران على رقبة الخميني الايراني نفسه.. (فصدام اشعل الحرب، والخميني اصر على استمرارها ظلما وعدوانا) غير مبالي بدماء مئات الاف من خيرة شباب ورجال الشيعة العرب الذين زجهم صدام بالجبهات ووضع وراءهم فرق الاعدامات .. ليقتلهم الخميني بحرسه الثوري وحثالاته من امثال هادي العامري وبدر.. ليعود شباب الشيعة العرب الى مقابر النجف.. (ضحايا مطرقة صدام والخميني معا).

المحصلة هنا.. افاعي ايران تبدل جلودها.. من معارضين للطاغية صدام.. الى مقاوميين قاتلوا داعش؟؟ وكلاهما المعارضين لصدام ومن قاتلوا داعش.. متشابهين.. (فكلاهما عنوانهم اسلامي، ويحملون السلاح، وموالين لايران خميني وخامنئي، وشاركوا بالمناصب والحكم.. ويجهرون بالعداء ضد امريكا التي اسقطت صدام والبعث وحكم الاقلية السنية).. (فزعيم قائمة فتح هادي العامري) زعيم منظمة بدر ممثلة بمليشة الحشد.. كان وزيرا ومنظمة بدر عشرات من عناصرها بالبرلمان ودوائر الدولة، وحسن سالم من العصائب عضو برلمان لسنوات.. ليستلمون رواتب مهولة.. ومخصصات خرافية، وارتال الحمايات والسيارات المصفحة.. والامتيازات.. ولم يستردون اي دولار من الاموال المنهوبة لخزينة الدولة..

والفرق هؤلاء جربناهم بالحكم (الاحزاب الاسلامية المعارضة لصدام).. .. ومليشة الحشد وقائمهم الفتح.. لم يجربهم المغفلين لحد اليوم.. (تنويه.. لما سبق.. ان قائمة الحشد الفتح.. تم تجريب كبريات تنظيماتها بالسنوات الماضية كتنظيم بدر والعصائب.. بالحكم واثبتت فشلها وفسادها).. و(هيئة الحشد) كشف فسادها قبل ان تصل للحكم اصلا عبر قائمة الفتح.. (تفجرت باغتيال مسؤول مالية الحشد .. قاسم الزبيدي.. بعد كشفه لرئيس الوزراء عن فاسد مهول ومنتسبين بالالاف وهميين.. و50 مليون دولار رواتب تتقاسمها قيادات مليشة الحشد الممثلين بقائمة فتح).. والفتح ومليشياته الحشد.. ممثلة لنظام ولاية الفقيه للخامنئي بصورة مباشرة يشرف عليها سليماني وغلام حسين زعيم الباسيج الايراني. .الذين يلتقون مع قياداتها.. ببغداد..

وقائمة الفتح اجندات تجهر بولاءها لايران علنا.. ولاتخفي ذلك.. وتعلن ولاءها للنظام الحاكم بطهران (نظام ولاية الفقيه الايرانية).. وتبايع حاكم اجنبي (خامنئي) القائد العام للقوات المسلحة الايرانية حسب الدستور الايراني..

وننبه .. لمسالة في غاية الاهمية.. (بان من يقول ان الحشد افضل من داعش).. (كالذي يقول زمن صدام افضل من معارضيه بالحكم).. (فلينتبه هؤلاء).. بانهم يقارنون بين (السيء والاسوء).. (الاسوء والسيء).. بمعنى.. لم يقولون (بان زمن حكم معارضي صدام بالعراق افضل من الامارات بزمن الشيخ زايد؟؟ او افضل من ماليزيا مهاتير محمد)؟؟ (بل يقارنون السيء بالاسوء).. وكأن لا بديل ذلك.

كذلك (يقارنون الحشد مع داعش.. ) متناسين بان (السنة العرب لم يكونون مجربين داعش.. ولكن بعد ان جربوها بعد احداث الموصل عام 2014) اصبحت ردة فعل سنية من داعش.. كذلك (الحشد يعتقد بعض الشيعة بانها افضل من داعش، متناسين بانهم لم يجربون حكم الحشد عبر قائمة الفتح المرعبة).. التي تنظيماتها اصلا كانت مشاركة بالحكم كما نوهنا.. ولم تكن افضل من غيرهم.. بل كانوا حلفاء اكثر رئيس وزراء حكوماته فاسدة فاشلة متمثله بنوري المالكي..

ولا ننسى بان (الحشد وقائمة الفتح).. (هي عبارة عن قنبلة موقوته.. انشقاقات بعضها عن بعض) لتخفي حرب اهلية شيعية شيعية مستقبلا (العصائب منشقة عن جيش مهدي، و النجباء منشقة عن العصائب، وانصار الله الاوفياء منشقين عن النجباء، وبدر منشقة عن المجلس الاعلى.. الخ).. وان مصير العراق اسوء اذا ما وصل هؤلاء الحشدويين عبر قائمة الفتح.. (ليكون مصيره مصير اليمن عندما هيمن الحوثي الموالي لايران) ليعود مسلسل الرعب اليمني بزمن الحوثيين للعراق بزمن الحشد..

(فيجتاح الحشد ومليشياته العراق عسكريا) ويفرضون سطوتهم بدعم من ايران، ويسحبون بشكل كبير ازمات المحيط الاقليمي للعراق، ويبطشون بمعارضيهم بحرب اهلية شيعية شيعية تجعل مدن الجنوب كالبصرة والحلة وكربلاء وبغداد والسماوة.. الخ كحلب بسوريا مهدمة مدمرة.. ويقتلون حيدر العبادي بعد انتفاء الحاجة منه من قبل ايران وبالتالي من قبلهم.. كما قتل الحوثيين علي عبد الله صالح الشيعي الزيدي.. باليمن.. لتنتشر الكوليرا والامراض.. وتضطر دول اقليمية للتدخل العسكري بالعراق بل يصبح تدخل دولي اوسع.. وبس الله يستر. .وكل ذلك لان ايران تريد استمرار العراق ساحة للحرب بالنيابة عن ايران لتصفي ايران فيها حساباتها الدولية والاقليمية.

وننبه بظاهرة بين الشيعة بمنطقة العراق خطرة جدا.. (بان في زمن صدام كانت العوائل الشيعية تكره النظام البعثي وصدام.. وتحذر ابناءها من انتقاد صدام والبعث خوفا من انتقام النظام).. والكارثة اليوم (ان العوائل الشيعية التي دعمت الحشد .. ضد داعش.. هي نفسها ببنفس الوقت تحذر ابناءها من انتقاد الحشد ومليشياته وزعماءها.. خوفا عليهم من البطش والانتقام والخطف والصك من قبل منتسبي الحشد الدموي انفسهم).. وهذا يشير (بان الحاضنة الشيعية العربية التي دعمت فصائل الكفائيين والحشد ضد داعش .. لا يعني انها سوف تصوت للحشد بالانتخابات).. فهذا شيء وذاك شيء اخر..

ونشير بان انتخابات عام 2018.. اكثر الانتخابات ابتذالا.. لعدم وجود اي انتماء لقضية ومشروع من قبل الناخبين.. بل سيذهب النفعيين والصنميين والفاسدين والسطحيين للانتخابات.. اما الاكثرية ستقاطع لعدم قناعتها بالمطروحين اصلا .. والمرجعية العليا.. ايضا بين الدعوة للمقاطعة والتي هي اشبه (بنسكة).. او (الدعوة للانتخابات) وهي (نقمة وانحدار مهول) شبيه بالانتخابات الماضية.. ووصول السراق والفاسدين والفاشلين والاجندات الاقليمية.. مجددا الذين يصلون بالانتخابات وليس بالمقاطعة اصلا.. والكارثة الاخطر (ان المرجعية ليس لديها بديل) ولا تتبنى اي مشروع وقضية تنطلق من هموم ومصالح ابناء وسط وجنوب..

والشيء بالشيء يذكر..

اثبتت لي الايام والتجارب بان فوز حزب بانتخابات بدول العالم الثالث كالعراق ولبنان.. ليس دليل شعبية بقدر ما هو دليل ضعف وخوف من جماعة من جماعات اخرى.. والديمقراطية ليست حكم الاكثرية.. والدليل 51 بالمائة من الشعب اللبناني لم يشارك بالانتخابات.. اي ان الاقلية من سوف تحكم؟؟ والقرار (بيد اكثرية الاقلية)؟؟ بمهزلة كبرى.. ماخذين بنظر الاعتبار.. ليست المدن اللبنانية من دمرت .. بل مدن حلب والموصل.. وليس لبنان من اصبح ساحة حرب بالسنوات الماضية.. بل العراق وسوريا واليمن.. القصد (ان شيعة لبنان لم يعاني من سياسات حزب الله الكارثية كما يعانيها الشيعة العرب بمنطقة العراق وسوريا.. اضافة للمكونات والاطياف الاخرى)..

ونشير الى ان:

الندم على المشاركة.. اكبر من الندم على المقاطعة.. ان كان هناك اصلا ندم بالمقاطعة.. فكم من عض الايدي والاصبع البنفسي .. ندما على انتخاب هؤلاء الذين تم انتخابهم بالانتخابات الماضية..

ومن باب ليس فقط الطرفة.. بل من التنبيه ايضا.. نذكر تجربتين:

تجربة اولى:

جائني احدهم وقال (انتخب فلان.. وجيرانك ابو علان.. يزكيه)؟؟ فقلت له .. هل هو شجاع؟؟ قال نعم؟؟ قلت له.. سوف انتخبه (اذا ذهب لباب الشرجي.. وانتقد مقتدى الصدر او قيس الخزعلي او هادي العامري وخامنئي).. فقال سوف يقتلونه؟؟ فقلت له.. فكيف سوف يغير وهو سوف يكون ببرلمان وعملية سياسية هؤلاء هم المتحكمين فيها؟؟ فكيف سوف ينقذ الناس من شرورهم وهو خائف منهم ومن بطشهم قبل حتى ان يصل للانتخابات؟؟

التجربة الثانية:

تم توزيع بطاقات لمرشح.. وقالوا لي هو خوش ادمي .. مزكى من حجي فلان)؟؟

قلت له/ (عمي الذين زكاهم السستاني بعد عام 2003.. طلعوا حرامية؟؟ زين بالله عليكم.. اللي ازكيهم حجي فلان شيطلون؟؟ سيبنديه)؟؟

………………..

واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here