نور الشمس حجب عن بلدي!

عبدالحمزة سلمان

سحابة حجبت نور الشمس عن ربوع بلدي, تتجدد كل أربعة أعوام, وبدأنا نقترب من نهاية مطافها, إستطاع الشعب أن يدرك خطر إستمرارها, حيث كان في غفلة من أمره للسنوات الماضية, هدمت كل القيم والأخلاق, غزتنا العولمة وأمركتها, وتداخلت مع عاداتنا وتقاليدنا, أمور بثت علينا من الغرب تأثر بها شبابنا في مظاهرهم الخارجية, ومشاعرهم, بعضها أصبح مستساغ, رغم رفضه إجتماعيا, وترفضه كل الأديان والعقائد .

واجب الحكومات في الأوطان أن تدافع, وتمنع عن شعبها كل الأمور التي تعد دخيلة عليه وعلى عاداته, وتعالجها بحيث لا يستطيع تجارها, والمستفيدين منها تداولها بين الأوساط ونقلها للمجتمع, فأين موقف الحكومات المتعاقبة خلال فتراتها المعروفة للجميع؟ منها حيث لم يصدر تشريع أو قانون يحد من ظواهر التأثر بالغرب, ومنع تنفيذ مشاريع المستشرقين, وتطبيق تجاربهم على الشعب العربي, الذي يعد الشعب العراقي منه منبع للثقافات و الحضارة, وشعلة التأثير في المجتمعات الأخرى, التي حاول العابثين إخمادها .

إنقشعت غمامة سوداء يوم 9/4/2003, وغرد لها الكثيرون, وذكرت واقعتها في مواقع التواصل الإجتماعي, والصحف والمجلات, وكافة وسائل الإتصال المرئية والمسموعة, ولم يتوقف الإعلام عن نقل ما حصل بعدها, وما حل محلها من أمور عمت في البلد, وما هو حصادنا؟ هل تم إستغلال الواقع الجديد وأثمرت دماء الشهداء؟ .

ماذا قدمتم لنا يا حكامنا ؟ من هو المستفيد انتم أم شعبكم؟ الذي تراوغون ليعيد الثقة لكم, رغم أن منكم يملك ثقة الشعب, وعمل بإخلاص, وقدم منجزات, ولكن تلاشت أمام الكم الهائل من الفساد, والمساومات والتظليل, هناك من يقوم بقلب الحقائق, ويقف حجر عثرة, أمام النجاح, ويعارض كل المشاريع, التي تقدم خدمة للمواطن.

تعلقت كل الآمال بالمرجعية الدينية في النجف الأشرف, لتنقذ البلد من الهاوية, في بيان الجهاد الكفائي, الذي أذهل العالم, و سطرت بيان جديد, حروفه وكلماته من ذهب, من خلاله السيد الآية العظمى السيستاني(دام ظله الوافر) يعلم شعوب العالم, والشعب العراقي, دروسا جديدة في الديمقراطية, صدم العالم جميعا بها, وأسس أن الشخصية الفردية تتحمل المسؤولية الفكرية والسياسية, لبناء التحرر, وكسر قيود أسرها .

كان الرأي العام والشارع متعطش لهذا البيان الديمقراطي, ولاحت بوادره حينما شاهدنا وسمعنا أن الشعب رفض بأعلى صوته واقع مرير, ككابوس جاثم على صدره, في عدد من المحافل .

ننتظر ثورة الثاني عشر من أيار 2018 التي ستتفجر بوجه الفساد والظلم والطغاة, هل سيحقق السيد الآية العظمى السيستاني(دام ظله الوافر) وحدتنا من الشمال إلى الجنوب؟ وتثمر دماء الشهداء, وتعيد الإبتسامة للأيتام والأرامل, ذلك ما ستجيبنا عليه الأيام القادمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here