الرئيس الأميركي ينسحب من الاتفاق ويعلن إعادة فرض «عقوبات قوية» على طهران

الإمارات: نؤيد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني

ريخ النشر: الأربعاء 09 مايو 2018

أبوظبي، عواصم (وام، وكالات)

أعلنت دولة الإمارات تأييدها قرار فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران للأسباب التي أوردها في كلمته مساء أمس، والتي لا تضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل، ورحبت باستراتيجيته في هذا الخصوص. ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أمس، المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.

وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة رسمياً من الاتفاق النووي مع إيران، ووقع في البيت الأبيض مرسوماً يقضي بإعادة فرض العقوبات التي رفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي. وقال ترامب، في كلمة ألقاها أمس، حول مستقبل دور الولايات المتحدة في الاتفاق النووي مع إيران، إن الاتفاق النووي مع إيران يتضمن «عيوباً هائلة»، وقال «هذه الصفقة تسمح للنظام الإيراني بمواصلة تخصيب اليورانيوم»، مضيفاً: «أعلن اليوم أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي». وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تتوافر لديها أدلة مؤكدة تثبت أن النظام الإيراني ينتهك الاتفاق النووي، معيداً إلى الأذهان الوثائق التي نشرتها إسرائيل مؤخراً حول هذه القضية. واعتبر ترامب أن الشرق الأوسط سيمر بسباق للتسلح النووي حال تمديده الاتفاق مع إيران. وتعهد بأن بلاده ستفرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد النظام الإيراني. وقال في هذا السياق: «إننا سنفرض عقوبات على أعلى مستوى، وكل دولة ستساعد إيران في مساعيها للحصول على الأسلحة النووية قد تصبح أيضاً عرضة لعقوبات قوية من قبل الولايات المتحدة، إن أميركا لن تكون أبداً رهينة للابتزاز النووي». وتعهد بـ«التطبيق الكامل للعقوبات القاسية»، وهدد النظام الإيراني بأنه «سيواجه مشاكل أكبر مما شهدها في أي وقت مضى حال مواصلته مساعيه النووية». وأكد ترامب: «لن نسمح لمن يهتف بـ«الموت لأميركا» بالحصول على السلاح النووي».

وأضاف أن النظام الإيراني يشعل الصراعات في الشرق الأوسط، ويدعم المنظمات الإرهابية. وأردف أن «النظام الإيراني مول الفوضى واعتدى على جنودنا، وحوّل مواطنيه إلى رهائن، ومستقبل إيران عائد لشعبها»، مشيراً إلى أن الشعب الأميركي يقف إلى جانب الشعب الإيراني. وتابع ترامب يقول «حصل ما يكفي من المعاناة والموت والدمار الذي تسببت به إيران، وسنعمل مع حلفائنا للتوصل إلى حلول حقيقية للتهديد الإيراني النووي»، لافتاً إلى أنه مستعد للتفاوض على اتفاق جديد مع إيران عندما تكون مستعدة. وكان ترامب قد قال في 12 يناير الماضي، إنه يمدد تجميد العقوبات على إيران لـ4 أشهر في إطار الاتفاق النووي معها، فيما تعهد بأنها الأخيرة التي يقوم فيها بذلك ما لم يتم تعديل الصفقة.

وشدد الرئيس الأميركي على أن إيران تستحق حكومة «أفضل». وأكد أن «مستقبل إيران ملك لشعبها»، وأن الإيرانيين «يستحقون أمة تحقق أحلامهم وتحترم تاريخهم».

وتم إبرام الاتفاق النووي، المعنون رسمياً بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، في 14 يوليو من العام 2015، بين إيران من جهة، ومجموعة «5 + 1»، التي تضم جميع الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن، أي روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا، من جهة أخرى، في إطار الجهود الدولية لتسوية قضية ملف طهران النووي التي استمرت سنوات طويلة.

في غضون ذلك، رحبت السعودية والبحرين بقرار الرئيس الأميركي. فقد أيدت السعودية إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وقالت المملكة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»: «تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق أن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي». وأضافت أن «تأييد المملكة العربية السعودية السابق للاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة 5+1 كان مبنياً على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إلا أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، خاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة، بما في ذلك «حزب الله» وميليشيات الحوثي، التي استخدمت القدرات التي نقلتها إليها إيران في استهداف المدنيين في المملكة واليمن والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية، وذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن». وتابعت: إن «المملكة إذ تؤكد مجدداً تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأميركي تجاه إيران، تأمل بأن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً وموحداً تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية، خاصة «حزب الله» وميليشيات الحوثي، ودعمها لنظام بشار الأسد والذي ارتكب أبشع الجرائم ضد شعبه التي أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون من المدنيين، بما في ذلك باستخدام الأسلحة الكيميائية».

وختمت بيانها «من هذا المنطلق تؤكد المملكة استمرارها في العمـل مـع شركائها في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيـق الأهـداف المرجوة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية، بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب، ويقطع كافة السبل نهائياً أمام إيران لحيازة أسلحة الدمار الشامل».

وفي السياق ذاته، أعلنت مملكة البحرين أمس، تأييدها لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة دعمها التام لهذا القرار الذي يعكس التزام الولايات المتحدة الأميركية بالتصدي لسياسات إيران ومحاولاتها المستمرة لتصدير الإرهاب في المنطقة دون أدنى التزام بالقوانين والأعراف الدولية. وأكدت المملكة في بيان لها نشرته وكالة أنباء البحرين «بنا»، أنه ثبت أن هذا الاتفاق قد حمل العديد من النواقص، وأهمها عدم التطرق إلى برنامج إيران للصواريخ الباليستية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة من خلال التدخل في شؤون دولها الداخلية ودعم الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران في هذه الدول. وأضاف البيان «وإذ تشدد مملكة البحرين على تضامنها مع القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في جهودها الهادفة للقضاء على الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإنها تدعو كافة الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق للنظر بمسؤولية للأمن والسلم في المنطقة، واتخاذ خطوات مشابهة لما اتخذته الولايات المتحدة الأميركية». واستطرد البيان «وتجدد مملكة البحرين موقفها الداعم لجميع المساعي التي تهدف إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وإلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، ومكافحة تمويل وإسناد إيران للميليشيات المتطرفة في المنطقة، والداعي إلى ضرورة احترام إيران لسيادة جيرانها، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here