“الكيان الإسرائيلي” باقٍ!.. ولكن يجب أن لا يتمدّد!؟

سالم لطيف

ضَرْبٌ من الوهم الاعتقاد بأن “الكيان الإسرائيلي” يمكن إزالته أو القضاء عليه وهزيمته الكاملة!؛ وذلك لسبب بسيط من المفترض أن يكون مفهوم لدى المهتمين بالقضية الفلسطينية “المعتقة”! أو الشعب الفلسطيني وهو أن “الكيان الإسرائيلي” هو في الحقيقة قاعدة أميركية غربية كوسيلة للحفاظ على مصالحهم في المنطقة ونقطة انطلاق لأهداف مختلفة ولكن بواجهة “يهودية” وبإدارة “صهيونية”!!.إلا إذا قررت أميركا والغرب إغلاقها وفق تسويات دولية وهذا أمرٌ مستبعد.

وقبل أيام صرح أحد المسئولين الإيرانيين بأن إسرائيل ستزول بعد عشرين سنة!!؟ وليس لديه ما يؤكد أو يبرر هذا التنبؤ! وهو في نفس الوقت وهب الاطمئنان “للكيان الإسرائيلي” بأنه سوف يكون أكبر وأوسع وأقوى في هذه “المنحة” التي منحها لهم هذا المسئول الإيراني الذي يعتبر العدو اللدود وفي مقدمة أعداء إسرائيل الذي يسعى نظامه إلى إزالتها!

هزيمة إسرائيل أو إزالتها أمرٌ مستحيل وعندما تصل الأمور إلى هذا المستوى من التهديد فإن الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو سيقفون إلى جانبها ويمنعوا هزيمتها كما حصل ذلك في مصر حيث أحدث هؤلاء جسراً جوياً لدعم إسرائيل ونجا الكيان الإسرائيلي من هزيمة كادت أن تجعله في مهب ريح المنطقة آنذاك.

ولا زال هذا الاستعداد جاهز ومحتمل حتى لو وقف العالم على حافة هاوية الحرب النووية المدمرة؛ وهذا ما تعرفه روسيا جيداً فهي كما نراها اليوم تدير دفة المعارك في المنطقة على هذا الأساس بأن “الكيان الصهيوني” باقٍ ويتمدد!!؟

بناء عليه نرى أن يكون هدف “محور المقاومة” بما فيها إيران يجب عليهم بالاتفاق مع الفلسطينيين بصنوفهم المتعددة! أن يوافقوا على الحد الأدنى من الحل أو المقاومة التي يجب أن تحدد أهدافها وجمع كلمتها على تحجيم “الكيان الإسرائيلي” ومنعه من عملية قضم الأراضي الفلسطينية والعربية وإقامة المستوطنات الجديدة حتى تحقيق هدفهم الإستراتيجي {إسرائيل من الفرات إلى النيل} ويبدو أن القوات الأميركية قد وضعت الحجر الأساس لهم في شرق “الفرات” ليبدأ الزحف بعد ذلك إلى “النيل”!!

لو استمرت المقاومة الفلسطينية في نهجها المعروف؛ ومحور المقاومة في الجهة الأخرى سيستمر الدمار والحصار وقوافل الشهداء من دون نتيجة بل سيسيرون من سيء إلى أسوأ؛ والكيان الإسرائيلي أو الصهيوني -سمه ما شئت- سيستمر هو الآخر بهجماته المدمرة واعتقالاته المتواصلة وقتله للشباب الفلسطينيين واغتيال قادته وفي نفس الوقت سرقة أراض جديدة وبناء مستوطنات عديدة!! وهكذا حتى يتم إزالة الفلسطينيين وفلسطين وليس “الكيان الصهيوني”!

الأفضل أن تغير المقاومة؛ كل المقاومة تكتيكاتها للحفاظ على كيانها والاحتفاظ بما تبقى لها من الحجر والبشر!! وتتحول إلى مقاومة دفاعية كما هي الحال بالنسبة إلى حزب الله فإن مقاومته دفاعية ناجحة رغم أنه يقودها بحذر شديد بحث استطاع حزب الله أن يلجم الكيان الصهيوني من التفكير في الاعتداء على الأرض اللبنانية بعد هزيمتهم مرتين أمام مقاتلي حزب الله الذي استرجع الأراضي اللبنانية وطرد الجيش الإسرائيلي منها وهو لا زال متمسك بسياسة المقاومة الدفاعية لأن الهجومية ستكون وبالا على لبنان والمنطقة حتى لو استعمل حزب الله صواريخه وهدم نصف إسرائيل بالمقابل سوف لا نجد لبنان على الخارطة وسوف نجد إسرائيل تقوم مرة أخرى لتجتاح أكثر من فلسطين ولبنان!! لأن “الكيان الإسرائيلي” قاعدة أميركية غربية وحسب!

وعليه نرى أن تكون مطالب المقاومة وتضحياتها هي تعيين الحدود النهائية لإسرائيل على أساس ما يقولون حدود 67 وتسجيلها في سجلات الأمم المتحدة وجعل القدس ومقدساتها مدينة مفتوحة للديانات الثلاث وفروعها! حق الفلسطينيين بالعودة إلى ما تبقى من الأراضي الفلسطينية مع التعويضات المناسبة وتسوية وضع الضفة الغربية وإعادتها إلى الفلسطينيين وسحب الوصاية الأردنية! الكف من إعلان وإعلام بعض الفصائل الفلسطينية بإعادة الأرض الفلسطينية كاملة “غير منقوصة”!! لأن هذا المطلب مستحيل ويستخدم للارتزاق وديمومة العيش لبعض قادة المقاومة! وعرض هذا الوضع على الهيئات الدولية ومجلس الأمن بأن الفلسطينيين ومحور المقاومة سوف يستمرون بالمقاومة الدفاعية لمنع “الكيان الإسرائيلي” من التمدد والقضم والاستيلاء والاعتداء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية وشعبها المظلوم ولتكن التضحيات كل التضحيات والتحدي تحت هذه المطالب ويتحمل المجتمع الدولي النتائج الغير مرغوب فيها إذا لم يؤيدها.. ومن غير هذه الرؤيا فسوف تستمر المعاناة إلى أن تحتل إسرائيل كافة الأراضي الفلسطينية على مرور الوقت المستهلك بالمفاوضات والمناوشات من دون جدوى غير الخسائر البليغة والمؤلمة وتوسيع نطاق القاعدة الأميركية في إسرائيل لتلتهم الأرض وتهين العرض من الفرات إلى النيل في فترة العشرين سنة القادمة كما أعلنها المسئول الإيراني الخبير بالأمور كما يبدو!!؟

إذا كانت هناك مقاومة فلسطينية حقاً فعليهم البدء بهذا النهج وهو الدخول في مواجهات مفتوحة وبكل الأسلحة “المجمدة”! لمنع هدم إي بيت فلسطيني ومنع دق أي حجر جديد على أرضهم الباقية!! ونسف أي مؤسسة أو موقع يقام بعد الآن وبكل الوسائل ومهاجمة الأبراج ونقاط التفتيش والاستعداد لاستمرار العمليات والتصدي للمنتقمين من القوات الإسرائيلية ولم يبقى للفلسطينيين شيء يخسرونه فهم خسروا كل شيء وما تبقى سوف يخسرونه قريباً إذا استمروا على سياستهم العقيمة التي مضى عليها سبعين سنة وفي السبعين سنة القادمة سنخسر كل شيء وسيخدم كل عشرة فلسطينيين في بيت صهيوني وتنظيف مراحيضهم!!؟ وعلى فلسطين السلام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here