المطران سـرهـد جـمو قـمر يـبـرز بإشعاعاته النجلاء

وقال : (( الوقـت قـد حان إستيـقـظـوا أيها الكـلـدان ))

أما نجـوم السماء بـدون إستـثـناء لا تـنـوّر الأرض الجـرداء

والبطرك لويس إنـتحـلها لـنـفـسه وقال :

(( إستـيقـظ يا كـلـداني ))

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

منـذ أن أفـلَ نجمُ الكـلـدان في 539 ق.م. وتعاقـبت أنـظمة حـكم الأجـنبي عـلى بلادنا العـراق بـدأت أحـوال الشعـب الكـلـداني تـتـراجع ، وإعـتـنـق المسيحـية منـذ بزوغ شمسها في ديارنا الرافـدَينية ، ونـظراً لمكانة الكلـدان التأريخـية وصِيتـِهم الـذائع في حـقـول عـديـدة معـرفـية ، فـقـد وَردَ في رثاء شهـداء الإضطهادات الأربعـينية الـتي دارت أحـداثها في سنـوات القـرن الرابع الميلادية ، نـقـرأها في صلاة مساء الجـمعة ( رمشا ) من ــ حُـذرا ــ كـتاب صلـواتـنا الطخـسية .

فأصبحـت الكـنيسة ( برجالاتها ) ناشرة الإيمان وحاضنة لغـتـنا الكـلـدانية ومُعـلـّمتها ، مع إهمال إستـنهاض مشاعـر الكـلـدان القـومية ، فـصار الإيمان عـبر السنين طاغـياً عـلى مشاعـرنا الـقـومية .

لـقـد برز بطاركة في كـنيستـنا الكـلـدانية تاركـين بصماتهم الرائعة في التأريخ الحـديث يـذكـرها الباحـثـون حـتى الـيـوم أمثال : (1) يوسف أودو ، أصالته للطخـس الكلـداني سبّـبت له أزمة مع روما . (2) عـمانوئيل تـومكا ، أنـقـذ الآثـوريّـين من الإبادة الجـماعـية في عام 1933 (3) ﭘـولس شـيـخـو ، تحـدّى الحكم الـدكـتاتـوري الصدامي في رفـضه تـدريس الـقـرآن للـطلاب المسيحـيـيـن .

ومنـذ أنْ جاء بعـده البطرك روفائيل بـيداويـذ الموالي للـنـظام الحاكم في وقـتها بـدأتْ أحـوال كـنيستـنا الكـلـدانية بالإنحـدار حـتى وصلت إلى أوطأ درجاتها في زمن البطرك الحالي لويس العـظيم الإحـتـرام لأنه بإعـتـرافه قال : ( آنا مريض ، آنا ليـبي ) .. إضافة إلى (( هـو رضيَ أن يصف نـفـسه بنـفـسه في ألمانيا وبحـضور مطارنة ، معـتـرفاً قائلاً : إحـنا فاسـدين )) وهـو صادق لأنـنا نـراها الـيـوم حـقـيقة وإلاّ لـَما قالها ! ولكـن أين المطارنة من قـول الشاعـر :

لا تـربـط الجـرباء حـول صحـيحة ، خـوفاً عـلى تلك الصحـيحة تجـرب !!!!

كم كان بـودّي الآن أنْ أستخـدم نـفـس المصطلحات ــ الراقـية ــ التي يستخـدمها ساكـو في لقاءاته مع أبناء شعـبنا أو في كـتاباته ولـن يـلـومني أحـد ، إلاّ أني أتركها هـذه المرة حـتى يستـفـزني أحـد من لـوﮔـيته فأنـشرها لخاطره . في الحـقـيقة كان إخـتياره بطركاً خـطأ إرتـكـبه المطارنة الكلـدان سـيـلـومهم التأريخ وخاصة صاحـب الـفـضل عـليه !!.

في 1 شباط 2017 كـتـبتُ المقال ( الـﭘـطـرك ساكـو وعـقـدة حـب الـظـهـور والسـلطة ) ــ الحـلـقة الأولى ……….. قـسّمت فـيه السادة المطارنة الكـلـدان إلى مجموعات وكما يلي :

(1) الـبعـض مرتـكـب الإنحـرافات يتـوقع عـقـوبات ! …….. فـلا يعارض .

(2) وآخـر .. طموح يأمل بتـرقـيات !!! …… فلا يعارض .

(3) وثالث حـمَلـوه ووضعـوه فـوق كـرسيّ أوسع من ورْكِه فـلِسان حاله يقـول : لا أنسى فـضلهم في طاﮔـيّـتي ، فـياهـو مالـتي بإبن عـم خالتي ! …… فلا يعارض .

(4) ورابع مساوم عـلى مـبـدأ ( حـك جـلـدي أحـك جـلـك .. نـصه إلي ونـصه إلك ) …… فلا يعارض .
(5) وإنْ وُجـد خامس !!!! وفعلاً يوجـد ، يكـون ذكـياً نـزيهاً متـواضعاً مسالماً ، ليس عـنـده ــ لـوبي من جـماعـته ــ ! وأمام الواقع المُـربك يقـف صامتاً ، ولا يريـد شيئاً … هـية بـقـتْ عـليه ؟ …. فلا يعارض .

إذن صـدقَ المطران الكـلـداني حـين قال لي : لا فائـدة من الإعـتـراض ! …… إذن ، مَن يعارض ؟

أياً كان الـوضع فـنحـن اليوم أمام واقع مريـر …. ساكـو البطرك الـفـقـيه يجهـل أسس لغـتـنا ولا يعـرف المبادىء الأساسية لـلـيتـورجـيتـنا ، وهـو ليس ــ ﮔـدها ــ بل ويرفـض إحـتـضان أصالتها ، ولكـنه أراد أن يكـون صاحـب مبادرات برأسنا ، فـدَهـوَرَ لـيـتـورجـيتـنا وقـطـّع أوصالها وبعـثـر أقـسامها حـين وصلـتـنا ثلاث نسخ من تـصحـيحاتها والرابعة جاءت سكـتاوي !! ولم تعـد مستـقـرة حـتى اليوم (( ولم يُـعـطِ الـقـوس باريها …. المتمثـل بسيادة المطران سـرهـد جـمو الـذي وصفه بالمتمرد العاصي !! دون تحـسّب وناسياً أنه هـو العاصي عـلى رؤسائه )) …. كما جاءنا بفـتاوي غـريـبة عـلى التأريخ وعـلى أبناء شعـبنا ، بنكـرانه هـويتـنا الـقـومية في إذاعة SBS مع تمجـيـده الغـرباء ونـبـذ الأقـرباء … وتـرويجه لغة آبائه التي لا تخـصنا ! (( ولم يستعـن بمَن هـو ﮔـدها ! سيادة المطران سـرهـد جـمو عـلى مستـوى اللغة والتأريخ والليتـورجـيا )) …. وتـدَخـله في شـؤون قـيصر ، في حـين يُـفـتـرض به أن يتعـلم معنى الإنجـيل من المطران سـرهـد جـمو ومن آخـرين غـيره .

هـذا هـو المطران سرهـد جـمو الـذي جعـل الكاردينال سانـدري يصفه صادقاً خلال الـقـداس قائلاً : أراك كأحـد أنبـياء العـهـد الـقـديم !! مما أثار بُخـل صاحـب العـظمة ــ آه من غـيرة الرجال ــ حـتى راح وجاء ، قام وقعـد ، رفع وكـبس ، دخل وخـرج من زوايا مجهـولة حـتى صدر أمر تـقاعـد المطران سرهـد في يوم إستحـقاقه القانـوني ( دون تمديـد لأجـل إكمال مشاريع كان قـد بـدأها … كما حـصل لغـيره !) فـبعـث مدبّـره المراسل ونسف المشاريع والآمال …. حـتى طأطأ رأسه لـراقـصة جـميلة ألله يستـر عـليها .
نرى من كل ذلك حـقـيقة أن المطران ــ سرهـد ــ ساطع في مجالات عـديـدة … إنه قـمر بـين المطارنة الكلـدان يُـركـن إليه وقـت الأزمات ! إنه رجـل الأفـكار والمبادرات ، فـقـبل أيام من عـيـد الميلاد 2016 أطلق دعـوته (( الوقـت قـد حان إستيـقـظـوا أيها الكـلـدان )) لكـن حـضرة البطرك أبو الغـبطة http://kaldaya.me/2016/12/18/4850 مع الأسف لم يكـن أميناً فإدّعاها كأنه مبتكـرها فـصار فعلاً قـومـﭼـياً إصطبلانياً وإستـثمرها لـنـفـسه تحـت شعار (( إستـيقـظ يا كـلـداني )) دون الإشارة إلى المطران ! فـصار الـبـعـض ينـدفعـون وكل مَن هـبّ ودَبّ من البسطاء يهـرولـون وبالروح والـدم يـفـدون … والـباصطرمة ينـتـظرون .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here