تفعيل «الدبلوماسية الدينية» في فض النزاعات ومواجهة الإرهاب

انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي
تاريخ النشر: الأربعاء 09 مايو 2018

إبراهيم سليم (أبوظبي)

انطلقت، أمس في أبوظبي، فعاليات المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، تحت شعار «الفرص والتحديات»، بحضور رجب ميداني، رئيس البانيا السابق، والدكتور طارق الكردي رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم، وكيشو نيفانو، رئيسة الحركة البوذية – اليابان، وأندرياس كريفر الأمين العام لمؤتمر السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا، وعدد من وزراء وقيادات المجتمعات المسلمة في العالم، وأكثر من 600 مشارك من علماء دين وباحثين وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية، يمثلون أكثر من 150 دولة.

وحيّا معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مبادرة إنشاء المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي «عاصمة التسامح والسلام»، داعياً الله أن يوفق هذا المجلس ليكون دافعاً لإدراك الفرص المواتية في المجتمعات المسلمة، والتعرف إلى التحديات التي تواجهها، مؤكدا أهمية استخدام التفكير الخلاق لإيجاد استراتيجيات ملائمة في مواجهة المخاطر والتحديات.

وأعرب عن أمله في أن يكون عمل المجلس انعكاساً لحقيقة واقعة، هي أن المسلمين يعيشون الآن في كل دول العالم، ويمثلون الغالبية في 50 دولة، وأقلية عددية في الدول الأخرى.

ويعد المؤتمر الذي يستمر يومين، منصة عالمية للتواصل بين قيادات المجتمعات المسلمة، في كمبوديا وسريلانكا وروسيا وبريطانيا ودول البلقان وغيرها، ومجموعة من النواب المسلمين من جنوب أفريقيا، ونيجيريا وإريتريا والبرلمان الأوروبي ومن دول آسيا والأميركتين.

ويهدف المؤتمر لمد جسور التعاون بين قيادات المجتمعات المسلمة حول العالم، وتفعيل دورها الحضاري، والحفاظ على أمنها الفكري والروحي، وتحقيق العيش السلمي المشترك، من خلال أكثر من 60 بحثاً تتناول التعاون، وتفعيل المواثيق الدولية، خصوصاً تلك المتعلقة بالحقوق المدنية للأقليات، الأمر الذي يسهم في تحقيق الأمن العالمي.

ويتصدر تفعيل الدبلوماسية الدينية أجندة المؤتمر، لدورها الكبير في فض النزاعات والحروب والفتن، ومواجهة تيارات العنف والكراهية، بما يعزز الحوار بين الشعوب.

وترتكز رؤية المؤتمر على تحقيق المشهد الحضاري للمجتمعات المسلمة، من خلال التفاعل الإيجابي مع بقية مكونات مجتمعاتها، وتعزيز منظومة المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن تجربة الإمارات تشير بكل وضوح إلى أن التسامح بين الأفراد والجماعات في سبيل خدمة الوطن والعالم يتطلب توافر عوامل متعددة، أهمها وجود قيادة وطنية واعية وحكيمة وشعب واعٍ، حريص على كل عوامل السلام، بالإضافة لمؤسسات التعليم والإعلام التي تقوم بدورها دون تعصب أو انحياز، إلى جانب دور بقية مؤسسات المجتمع في مكافحة التعصب والتطرف، والتمسك بالقيم الإنسانية التي يشترك فيها جميع السكان في هذا العالم الواحد. وأضاف: نحن في الإمارات، ننطلق في ذلك كله من تعاليم الإسلام الحنيف، ومن تراثنا الوطني الخالد، ومن العزم والتصميم على أن تكون الإنجازات الهائلة التي تحققها الدولة قوة دفع إيجابية في تحقيق السلام والرخاء. وتمنى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان التوفيق للمشاركين في المؤتمر في عرض توصيات تسهم في تحقيق الخير والسلام في هذا العالم الذي تتداخل فيه المصالح والغايات، والذي أصبح فيه الواقع قرية عالمية صغيرة.

وتابع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن المجتمعات البشرية أصبحت جميعها تتسم بالتنوع والتعددية في خصائص السكان، وأصبح التعامل مع ظاهرة التنوع والتعددية في خصائص السكان أحد أهم التحديات في هذا العصر. وأضاف معاليه: «نلاحظ آثار ونتائج الفشل في التعامل مع هذه الظاهرة من صراعات وتهجير قسري للسكان، وانتشار الأفكار المتطرفة والهدامة ومحاولات فرضها على السكان بالقوة والعنف، ونرى في العالم حولنا- مع الأسف- أن العلاقات غير السوية بين الجماعات داخل المجتمع الواحد تمثل تهديداً خطيراً للنظام العام، ولقدرة المجتمع على استيعاب وتمكين جميع فئات السكان فيه». واستكمل: «نلاحظ من جانب آخر، أن المجتمعات الناجحة هي مجتمعات متقدمة ينتشر فيها الأمان والسلام والانتماء والولاء، والنظرة الواثقة نحو المستقبل، وإنني آمل أن يكون المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على قدر الآمال كافة، ويقوم بإجراء البحوث والدراسات للمجتمعات المسلمة، وما قد تعانيه بعض هذه المجتمعات من فقر وأمية واضطهاد». وواصل معالي الشيخ نهيان بن مبارك: نريد أن يساهم المجلس في تحقيق انتماء المسلمين في بلدانهم، ويعزز هويتهم الإسلامية ويجعل منهم مصدر خير وعطاء، ونأمل أن يكون أيضاً الشباب المسلم في اهتمامات المجلس، حيث إن الشباب تؤثر فيهم التكنولوجيا وتجعلهم أهدافاً للأفكار المتطرفة والهدامة.

الصور النمطية السلبية

وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن تمنياته بأن يساهم المجلس في التخلص من الصور النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين، وتنمية العلاقات مع أتباع الأديان الأخرى، وأن يكون منبراً مهماً في التعريف بالإسلام على مستوى العالم، وأن يكون أداة فعالة في بناء التحالفات الوطنية والدولية من أجل توفير حياة كريمة للمجتمعات.

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر في أبوظبي، انعكاس صادق لمسيرة الدولة، وتعبير واضح عن ارتباط الإمارات بمسيرة الأمة الإسلامية، ودعم قدرات هذه الأمة الخالدة، مضيفاً: «نحن دولة قوية، وتتسم بالوفاق بين جميع سكانها، وتحرص على تحقيق التواصل والمحبة بين الناس، والعمل الصادق والمشترك بين الجميع لما فيه منفعة الجميع».

حكيم العرب والمسلمين

وتابع: «نحتفل الآن في الإمارات بعام زايد الخير، هذا القائد العظيم الذي حقق الكثير للوطن والعالم، نتذكر هذا العام بالشكر والعرفان مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حكيم العرب والمسلمين، والذي أسس دولة ناجحة تتجنب الصراعات، وتسعى دائماً لتكون وطناً يعيش فيه الجميع دون تفرقة أو تمييز، ونحمد الله أن صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يرى أن التسامح والتعايش السلمي بين جميع السكان وسيلة أكيدة لتحقيق السلام والتنمية والتقدم، وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة».

من جانبه، أكد رجب ميداني، رئيس ألبانيا السابق، أن الطريقة الناجحة لاستيعاب المجتمعات المسلمة في دول العالم هي التكامل وقبول كل طرف ثقافة الطرف الآخر، للتأقلم فيما بينهم.

وقال ميداني: كان من الشائع أن تسود ثقافة واحدة على الجميع، إلا أن الهجرة التي حدثت عبر الأزمنة المتعاقبة غيرت تلك الهيمنة، وأثبتت أن النموذج متعدد الثقافات هو القابل والشامل لاحتواء الثقافات المختلفة.

وطالب بوجود سياسة وتوجه جديد للتنوع يضم نموذجاً متعدد الثقافات، لافتاً إلى أن «هناك التزامات يجب علينا أن نتبعها، من بينها احترام الأقليات، وإيجاد قوانين تحميها، بغض النظر عن ديانتهم، وتبني رؤية مجتمعية متماسكة ودعم ثقافة الحوار والتواصل».

نشر ثقافة التسامح

بدورها، قالت كيشو نيفانو، رئيسة الحركة البوذية العالمية، إن دولة الإمارات، تؤكد للعالم في كل مرة أنها منصة عالمية لنشر التسامح وثقافة التعايش. وعبرت، خلال مخاطبتها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة بأبوظبي، عن تقديرها الدور الإماراتي المتمثل في نشر ثقافة التسامح والتعايش. وشددت على ضرورة قبول الآخر، والعمل المشترك لدعم أساليب التعاون ونشر السلام والتسامح.

وأضافت: «البوذية تعمل على تبادل الآراء مع الأديان، وبالأخص دين الإسلام لأجل تنمية مجتمع أفضل ومستقبل سلمي يحضن الحضارة المتسامحة».

وأشارت إلى أنهم في الحركة البوذية العالمية يعملون على إيجاد آليات مشتركة لدمج المجتمعات المسلمة، والحفاظ على حقوق الأقليات بشكل عام في العالم.

ونوه الدكتور طارق الكردي، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم، إلى تباين أوضاع المجتمعات المسلمة حول العالم، فهناك مجتمعات تقبلهم وأخرى تواجههم بالرفض. ودعا الكردي إلى إعداد ميثاق تسامح بين المجتمعات المسلمة حول العالم، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام تصوّرها على أنها مهمشة اقتصادياً وتهدد المجتمع بالعنف والتطرف.

حقوق المجتمعات المسلمة

وأكد أندرياس كيفر، الأمين العام لمؤتمر السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا، في الجلسة الافتتاحية، أن المجلس الأوروبي مهتم بحقوق الإنسان وعملية دمج المجتمعات المسلمة في سياق حضاري وديمقراطي.

وتابع: «على السلطات المحلية والمنظمات المدنية أن تعمل معاً لحماية حقوق المجتمعات المسلمة، وضمان وجودها في مختلف المجالات». وحث كريفر المنظمات الحقوقية العربية والمسلمة على التواصل مع البلدان الأخرى لدعم قضايا المجتمعات المسلمة.

قال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: «إننا بحاجة إلى الانتقال من فقه الضرورة إلى فقه المواطنة، خاصة بعد أن أصبح المسلمون جزءاً أساسياً من المجتمعات التي يعيشون فيها». وأعرب عن أمله في أن يكون المؤتمر بداية حقيقية لخدمة المسلمين في جميع بقاع الأرض، مؤكداً أن المجتمعات المسلمة في الخارج كانت تواجه خياري الذوبان والانكفاء، وكلاهما سيئ؛ لذلك لا بد من إعادة التموضع ليندمج المسلمون في مجتمعاتهم والمحافظة على خصوصيتهم.

تحديات الكبيرة

وأشار الدكتور عبدالناصر أبوالبصل، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن، خلال كلمته إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها المسلمون حول العالم، لافتاً إلى أن من أهمها إعادة منهجية النظرة للوجود الإسلامي في العالم.

وقال: لا بد من تغيير الاستراتيجية التي نطرح بها رؤيتنا للعالم، فعندما نتحدث عن المجتمعات المسلمة فإننا نتحدث عن الوجود، إذ إن هناك جهوداً فقهية كبيرة بذلتها المجاميع الفقهية المختلفة لتسهيل إدماج المسلمين في مجتمعاتهم، وأعتقد أن هنالك فرصاً علمية وواقعية للمجتمعات المسلمة للارتقاء، خاصة مع إنشاء المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي سيقوم بدور كبير في دراسة سبل الارتقاء بالمجتمعات المسلمة.

الأقليات المسلمة

من جانبه، قال الدكتور عبد الرحيم امنار السليمي، أكاديمي من مركز الدراسات الاستراتيجية بالمغرب: «إن النظام الدولي تحكمه نظرية الفوضى الخلاقة»، معتبراً أن ذلك يهدد وضع الأقليات المسلمة، ويمثل خطراً على الأمة الإسلامية، خاصة مع محاولات خلق الصراع وانتشار الإسلاموفوبيا في أوروبا، وكذلك حملات التبشير التي تقوم بها إيران الثورة، وتخفيها إيران الدولة في شمال وغرب أفريقيا.

وأضاف: «حملة التبشير الإيرانية واختراق الإخوان المسلمين الأقليات المسلمة يمثلان أكبر خطر على المجتمعات المسلمة، خاصة مع صعود اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية وتصاعد موجات الإسلاموفوبيا، وهو ما ينذر بتزايد الخطر على الأقليات المسلمة حول العالم».

ورأى أن هناك استيلاءً من قبل المنظومات التخريبية على السلطة الدينية في أوروبا، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة المقاتلين والإرهابيين الأجانب، وهو ما أثر على وضع الأقليات الدينية في أوروبا والغرب.

واعتبر أن نظام الأمم المتحدة لا يحمي الأقليات الدينية، ما يخلق الحاجة إلى التفكير في إعادة إحياء الأمة الإسلامية برؤية تمزج بين منظوري الدين والمواطنة.

شق الصف الإسلامي

ورأى الدكتور فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان بالنمسا، أن كل المصائب التي حلت على العالم الإسلامي جاءت نتيجة محاولة إيران تصدير الثورة وشق الصف الإسلامي، وكذلك انتشار الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان الإرهابية، والتي أدت تصرفاتها المشبوهة إلى انتشار بؤر الإرهاب والتي أدت بدورها إلى انهيار المجتمعات التي تغلغلت فيها وتشويه صورة المجتمعات المسلمة في الغرب.

وقال: الإمارات وفقت في القضاء على مصطلح الأقليات، ويجب علينا أن نحتذي بتجربتها، ونلغي مصطلح الأقليات، ونتحدث عن المواطنة والعيش المشترك.

وأضاف: «نحن نحتاج الآن إلى دبلوماسية دينية لتلافي خطر الجماعات الإرهابية، خاصة مع خطر الجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان المسلمين، عندما كنا ننادي بضرورة اعتبار أن الدين جزء من الحل لم يكن هناك من يسمع في دوائر اتخاذ القرار الغربية، فكنا نحاول بناء الجسور بين المنظمات الدينية وصناع القرار».

وأكد أن المملكة العربية السعودية قامت بجهود كبيرة ولا تزال لمكافحة التطرف والإرهاب، وهناك تجارب عملية توثق تلك الجهود.

من جانبه، قال نوكس ثامس مستشار خاص للأقليات الدينية في الشرق الأدنى وآسيا الوسطى بالولايات المتحدة الأميركية، نسعى لحماية الأقليات داخل مجتمعاتنا وخارجها خاصة الأقليات المسلمة التي تعاني من مشكلات وتحديات في كل أنحاء العالم وأميركا أيضاً.

وأوضح أن هناك 3 من كل 4 أشخاص لا يتمتعون بحقوقهم في ممارسة حريتهم ورغم أن هذه النسبة كبيرة، إلا أننا نعمل بكل جدٍ على وقف العنصرية ضدهم والاستماع إلى شكواهم.

وقال الدكتور نوكس ثامس، أن استراتيجية الأمن القومي التي أصدرها البيت الأبيض صرحت بوضوح أن الولايات المتحدة تدافع عن الأقليات وتحميها من الهجمات وتحافظ على الهوية والإرث الثقافي لهذه المجموعات، لافتاً إلى أن الدفاع عن الأقليات الدينية بما فيها الأقليات المسلمة أحد الأهداف في أميركا والتي ينص عليها الدستور.

وأضاف: نحن نستمع للشكاوى من المسلمين، ونسعى إلى إيجاد طرق لحمايتهم، هناك استهدف واضح وقتل واضح للمسلمين في ميانمار، وبحثنا مع حكومة بورما عودة المسلمين لبلادهم، وقمنا بحظر إعطاء التأشيرة لقادة بورما العسكريين الحاليين والسابقين.

وأشار إلى أن دولة الإمارات تحاول المساعدة في حل القضايا المتعلقة بالأقليات حول العالم، مشيراً إلى أن الإمارات بها مثال رائع للعدد الضخم من الثقافات التي تعيش بها، وتسهيلها الاحتياجات الدينية المختلفة والتعايش والتسامح بين الجميع، وترحب الولايات المتحدة بالعمل مع الإمارات والدول الأخرى للتصدي للعنصرية.

إشادة أممية

وثمن البروفيسور فيرناند دو فاريين، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات، الدور المهم الذي قامت بها حكومة دولة الإمارات باستضافتها لهذا المؤتمر، داعياً إلى الدفاع عن حقوق الإنسان والأقلية المسلمة في ميانمار، مخاطباً قادة العالم الإسلامي وجميع الحكومات والمؤسسات والمنظمات للمشاركة في تلك الجهود.

وأوضح أن الأقليات حول العالم أضعف شرائح المجتمع، وبسبب ذلك فإن حقوق الإنسان للأقليات ضرورية للغاية، ويجب الاعتراف بها والدفاع عنها عن طريق الأمم المتحدة والحكومات.

ولفت إلى أن مستقبل الأقليات المسلمة يجب أن يكون مستقبلاً عادلاً يقوم على العدالة والاحترام، وحصولهم على كل حقوقهم التي نص عليها إعلان مراكش للأقليات المسلمة، وحماية الأقليات المسلمة حول العالم يعد جزءاً أساسياً لحقوق الإنسان. وأشار إلى أن الكثير من الأقليات تواجه العديد من التحديات والمشكلات حول العالم، ويتخذ التطرف أشكالاً عدة، لافتاً إلى أن خطابات الكراهية والتحريض على العنف ضد الأقليات تزداد بصورة ملحوظة، وهذا يعود لمواقع التواصل الاجتماعي التي تحض على التطرف والعنف، لافتاً إلى أن الحكومات ليس لديها أي أعذار في التسامح مع خطابات الكراهية والعنصرية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here