خطبة المرجعية والتغيير

جواد العطار
المتتبع لخطب المرجعية الدينية خلال السنوات الماضية يجدها إرشادية توعوية تتلمس مواطن الخلل وتقدم الحلول او الدعوات لإصلاحها ، وأنها كانت وما زالت تستهدف فئتين بصورة مباشرة او غير مباشرة: المواطن والقوى السياسية.
وان كانت الثانية لا تشكل حاليا هدفا أساسيا في الخطبة السياسية بسبب عدم رضا المرجعية الدينية عن الأداء السياسي اولا؛ وتغليب السياسيين للمصالح الخاصة على العامة ثانيا؛ والاستئثار بالمناصب والامتيازات على حساب الفئات الفقيرة والمعدومة ثالثا؛ والأزمات المتكررة والمتوالية التي تعصف بالبلاد رابعا؛ والفساد المستشري خامسا؛ والتلكؤ في مكافحته ، وسادسا؛ وهو الأهم عدم الانصات الى نصائح وارشادات المرجعية السابقة.
إذن المساحة الاكبر من الاهتمام انصب هذه المرة على الفئة الاولى وهي المواطن لأنه صاحب القرار القادر على التغيير والذي خاطبته المرجعية ورسمت له خارطة طريق قبل الانتخابات ، دعته من خلالها الى انتخاب الأصلح والاكفأ والانزه ممن لم يتلوث بالفساد. وخاطبته بالمواطن – الناخب بدعوته ايضا الى مراجعة خياراته الحالية بالتدقيق في سير المرشحين وأعمالهم ومنحته الحق ولأول مرة وهي الحريصة على المشاركة في الانتخابات والدعوة لها ، في الذهاب او عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع وهو عدم رضا واضح وجلي عن الأداء السياسي والسياسيين ترجم بشكل ادق في عبارة: ان عدم المشاركة سيمنح الفاسدين فرصة الوصول مرة اخرى الى مقاليد السلطة او استغلال اصوات المتغيبين.
ان خطبة الجمعة ما قبل الاخيرة من موعد الانتخابات في الثاني عشر من آيار الحالي ، اوضحت بما لا يقبل الشك ان عدم استقبال المرجعية الدينية لأي سياسي او مسؤول حكومي خلال الفترة الماضية يخفي سخطا كبيرا وليس عدم رضا فقط على مجمل الأداء وبكافة المستويات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية.. فمن يعدل الكفة ويحقق الانجاز المرضي للمواطن في مجال المعيشة والخدمات؟ ومن يعدل الكفة ويحقق الانجاز المرضي في ميدان الاداء السياسي المتوازن وتغليب المصلحة العامة على اية مصالح فرعية؟ ومن سيحارب الفساد بجدية وحدية فلا يبقي فاسد بمنأى عن العقاب؟؟ من يفعل ذلك سيحقق الامنية ويظفر برضا الله والمرجعية والناس ، فمن يكون؟؟ هل هو من الوجوه السابقة ام ان وجوها جديدة يمكن ان تقلب النتائج والمعادلة الانتخابية!!.
ايام تفصلنا عن موعد فتح صناديق الاقتراع ، وليس بعيد موعد اعلان النتائج النهائية… وان غداً لناظره قريب؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here