كل ما قّل و دّل : عدم تصويت لساسة فاسدين سيسهل عملية تجريمهم و مقاضاتهم

بقلم مهدي قاسم

لا زال أغلب القادة و الساسة الفاسدين يتحصنون بمواقعهم الحزبية المتنفذة و يحتمون بمناصبهم ” التنبلية ” الرسمية، هروبا أو تملصا من محاولات تجريمهم و مقاضاتهم ، وهم يفعلون ذلك منذ سنوات طويلة من خلال مواقعهم المحصنة تلك سياسيا و رسميا ، ليواصلوا نشر مظاهر فسادهم وهدرهم الظالم للمال العام اختلاسا وانفاقا جنونيا على حد سواء ..

بينما في أثناء ذلك، اي بسبب نهج وسلوك هؤلاء الساسة السختجية و ” القادة العفطية ــ عفوا للتعبير ” تزداد أحوال البلاد تخلفا و تدهورا ، من سيئ إلى الأسوأ ، أن كان على صعيد زيادة نسبة الفقر بين شرائح المجتمع العراقي ــ المنقبة بين القمامات و الزبالة بحثا عن لقمة خبزها ــ أو تضخّم البطالة بشكل مقلق جدا بين شباب خريجين بمئات الأف بين سنة وأخرى على مدى السنوات الماضية ..

إضافة إلى زيادة وتفاقم الديون الخارجية الهائلة و تحكَّم صندوق النقد الدولي بقرارات الحكومة العراقية المالية و الاقتصادية والتشغيلية وغيرها ..

غير أنه في حالة إحجام جماهير واسعة و كبيرة جدا عن انتخاب هؤلاء الساسة و” القادة ” ورفض التصويت لهم رفضا قاطعا وعلى نطاق واسع و شاسع ، فإنهم حتما سيفقدون مواقعهم ومناصبهم السيادية أوالنيابية ، بل وتأثيرهم السياسي أو الحزبي المتنفذ ، و من ثم فقدان إمكانية ممارسة ضغوط أو تدخلات سياسية مباشرة على السلطات التحقيقية والقضائية للحيلولة دون تجريمهم ، وهو الأمر الذي ــ في حالة حدوثه ــ سيسُهل عملية أو إمكانية تجريمهم ومن ثم مقاضاتهم من خلف القضبان ، انتظارا لإنزال عقوبات سجن طويلة المدى أو حتى عقوبة إعدام بحقهم ، ليكون عقابا عادلا و رادعا لهم على سلسلة جرائمهم السياسية والمالية أو الوظيفية و الأمنية التي لا تُحصى ولا تُعد …

وكل ذلك إحقاقا لاستحقاقات مئات الآف من ضحايا أبرياء ذويهم و الذين قُتلوا بسبب إهمال المسؤولية الوظيفية ، و كذلك بسبب من مساومات وضيعة مع ممثلي قوى الإرهاب ـــ محليا و عربيا ــ لغرض حصول على مناصب كبيرة و غض النظر عن سرقة المال العام ومصادرة عقارات الدولة ..

فيا له من إحساس فظيع بظلم ماحق و كبير !، أن نرى هؤلاء الساسة ” والقادة العفطية ” يفوزون بالانتخابات مجددا ويبقون في نفس المواقع و المناصب ، بدلا من الجلوس خلف القضبان بملابس سجناء رثة و باهتة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here