الصحوة الديمقراطية!!

المجتمعات الحية المعاصرة تتعلم من تجاربها , وتستخلص الدروس والعبر التي تساعدها على تجاوز أخطاءها وعدم تكرار قراراتها الضارة بالحياة.

والنظم السياسية التي نجحت وتفوقت هي التي آمنت بتجربتها وتعلمت منها , وطورتها لتحقيق المصلحة العليا المشتركة للبلاد.

وأقرب مثال على ذلك الصين التي إنطلقت بتجربتها وبتقييم كل قرار وسلوك ونتيجة وإخضاع السلوك السياسي للبحث العلمي والدراسة النزيهة , فوصلت إلى ما وصلت إليه من نظام حكم أفاد البلاد وحَكم العالم إقتصاديا حتى أصبحت البشرية تعتمد في حياتها على الصين , التي تمكنت من تلبية حاجات أسواق الدنيا قاطبة.

ومن الواضح أن المجتمعات الراكدة أو المتقهقرة هي التي لا تعرف مهارات التعلم من التجارب , ولا تمتلك المناهج والآليات القادرة على الدراسة والبحث والتحليل والإستنتاج , وإنما يكون قرارها ومعالجاتها نابعة من رؤى فردية ومواقف أكثر ما تكون إنفعالية وردود أفعال إنعكاسية , وربما تعبير عن الغضب والعدوان وغيرها من السلوكيات المحكومة بالآليات الدفاعية الأولية.

وما يثير الإستغراب والتساؤول أن بعض المجتمعات التي ترى بأنها تعيش مسيرة ديمقراطية لم تتعلم من تجربتها شيئا نافعا على مدى زمن محتدم بالتفاعلات التي يُراد تسميتها بالديمقراطية.

وهذا يعني وجود خلل سلوكي وفكري ونفسي فاعل في التصور والتواصل , مما تسبب بإنهيارات سياسية وإجتماعية وصراعات أليمة وخاسرة على جميع المستويات , وتحت رايات الديمقراطية والحرية وما هي إلا غير ذلك تماما , فتأتي إنحرافا مدمرا للحالة الإجتماعية والوطنية والحضارية والثقافية مما يفاقم التداعيات ويدفع بالبلاد إلى الويلات.

فلا بد من تمثل التجارب والتمعن بتقديرها وما نجمت عنه , وما هي التوصيات العملية الكفيلة بالتحصن من تكرار النواكب والأخطار التفاعلية ما بين أبناء المجتمع الواحد.

فهل سنصحو ديمقراطيا وننظر بعيون وطنية إنسانية معاصرة لكي نعرف الحياة؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here