اليهود يفتقدون “الخريّط” العراقي

كان عدد غير قليل من اليهود المنحدرين من أصول عراقية قد تذوقوا في طفولتهم قطعة حلوى صفراء وذات تاريخ قديم ألا وهي “الخريّط”.
ويُعتبر “الخريّط” حلوى مغذية وذات فوائد صحية كونها تقلل من نسبة الكولسترول في الدم وتساهم أيضاً في تقوية البصر والنخاع العظمي والأسنان، فضلاً عن مساهمتها في التئام جروح المعدة ووقف أي نزيف دموي.
من الجدير بالذكر أن مدينة البصرة وهي الميناء الرئيسي لجنوب العراق كانت السباقة في الاستفادة من استهلاك هذه الحلوى، إذ يعود أصلها إلى قصب البردي المنتشر في مناطق الأهوار الحارة، لا سيما في مناطق مختلفة من العراق ومصر وإيران وغيرها.
ويجري تحضير “الخريّط” من زهور القصب التي تتفتح عند حلول فصل الربيع، علماً بأن النبتة تشبه شجر الموز وتبلغ سماكة جذعها نحو 3 سنتمترات وطولها نحو متريْن، فيما تمتدّ أوراقها لنحو 70 سنتمتراً وعرضها يتراوح ما بين 4-6 سنتمترات. وترتفع زهور القصب إلى الأعلى حيث يبلغ طولها ما أقصاه 3 أمتار.
وتحتوي زهور القصب على مسحوق أخضر يُدعى “الخريط”، حيث يتم تحضير قطعة الحلوى المذكورة منه.
ويجري جمع مسحوق “الخريّط” في أواني توضع في الشمس لتجفيف المسحوق ثم نخله ثم وضعه في قدر يحتوي على الماء لتسخينه لمدة نصف ساعة إلى أن تصبح المادة صلبة، حيث يتم بيعها في الأسواق. ويقوم السكان البدو في أهوار مدينة العمارة ومحافظة ميسان بجنوب العراق بخلط “الخريّط” مع التمر أو العسل أو السكر ثم طبخه.
وكتبت صفحة “إسرائيل باللهجة العراقية” على فيس بوك وهي تابعة لوزارة الخارجية في تل ابيب، أن “الخريّط” كان من المأكولات المحبوبة لدى يهود العراق. واستعاد الشاعر اليهودي العراقي عزرا مراد ذكرياته مع قطعة الحلوى الشعبية المشهورة هذه قائلاً: “لقد قمت في خمسينيات القرن الـ20 باجتياز هور الحويزة الكبير المتاخم للحدود الإيرانية والتجوال في مياهه بين نباتات القصب الكثيفة التي يجري تحضير حلوى الخريّط اللذيذة من زهورها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here