اليوم الثاني للعرس الإنتخابي في نيوزيلندا

الدكتور / خليل الجنابي
مع إطلالة يوم الجمعة ١١ / ٥ / ٢٠١٨ ، ومع صباحات اليوم الباكر وفي تمام الساعة السابعة صباحاً تم فتح المركز الإنتخابي في أوكلاند وهو المركز الوحيد في نيوزيلندا ليستقبل بنات وأبناء الجالية العراقية الكريمة شيباً وشباباً ، نساءً ورجالاً حاملين على أكتافهم هموم العراق المثقلة ، آملين أن تنزاح هذه العقبات عن أبناء شعبهم لينعم بالخير والأمان والرفاه .
ورغم برودة الجو إلا أنهم توافدوا جماعات وفرادى ، ومن ضمنهم من جاء من مدن بعيدة عن أوكلاند وبالخصوص مدينة ( ولنكتن ) العاصمة الرسمية لنيوزيلندا .
ورغم أن البعض منهم جاء محملاً بسنينه المحملة بأمراض الشيخوخة إلا أنهم شعروا أن وجودهم في هذا المركز الإنتخابي يعطيهم الشعور العالي بأن ( روح وريحة الوطن ) مسكونة فيه ، وأن جرعات من الغذاء الروحي والنفسي ستصل إلى أجسامهم لتعطيهم القوة والعزم على مسيرة حياتهم التى أثقلتها الغربة والحنين إلى الوطن .
ومن خلال المقابلات الجانبية التى أقامها الزميل الإعلامي حيدر العراقي والذي كان ملازماً ومتواجداً بشكل دائمي لتغطية أخبار هذا العرس الجميل الذي جلب الفرحة والبهجة لأبناء الجالية وهم يشعرون أنهم يؤدون واجباً وطنياً لا بد من تلبيته بكل صدق وأمانة ونزاهة .
لقد ذكرت إحدى السيدات وهي إمرأة طاعنة في السن خلال المقابلة معها وبأعين مغرورقة بالدموع بأن أعمارنا نفديها للوطن وليس لنا غير الوطن .
بين الفينه والأخرى تتعالى الهلاهل وتبدأ الرقصات الفلكلورية الجميلة العربية والكردية والآشورية وملوحين بالعلم العراقي الذي يرفرف فوق الجميع، فرح ما بعده فرح وهذا ما نلمسه في إجتماعات الجالية العراقية من خلال إجتماعات منظمات المجتمع المدني فيها وفي المقدمة منها ( جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية ) والتي تحرص على إقامة النشاطات الثقافية والأدبية والموسيقية ومحاضرات مختلفة في الطب والهندسة والعلوم الإنسانية .. كل هذا من أجل توثيق أواصر التلاحم بين بنات وأبناء جاليتها وربط هذا التلاحم مع عراقنا الحبيب الذي إبتعدنا عنه مرغمين .
وحين وصول الشاعر الشعبي السيد ( عباس الحسيني ) للإدلاء بصوته الإنتخابي أهدى قصيدتين جميلتين وسط التصفيق والهلاهل جاء فيها:

تقسيم خسران اليكول انريد تقسيم
الوطن واحد ومايرهمله ابد تقسيم
تقسيم خسران اليكول انريد تقسيم
الوطن واحد ومايرهمله ابد تقسيم
كردي وعربي اشوري ويزيدي انصير تقسيم
ونكهرب كلما يريد النه الاذبيه
الثانية

شارك وانتخب لتكول ماروح
العراق بحيله بس ايريد عونه
كوم اصبغ اصبعك غير الحال
والفاسد بالقلم نفكسله عينه
كافي اني اشعليه هذا ابد ميصير
غير الضيعوك وضيعونه

وبعد منتصف النهار من يوم الجمعة هطلت الأمطار وأعاقت إلى حد كبير العديد من أبناء الجالية خاصة الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن المركز الإنتخابي .
هناك ملاحظات عند جميع الجاليات العراقية في الخارج هو أن إختيار أيام الخميس والجمعة لإقامة إنتخابات الخارج كان إختياراً غير موفق لأنه يوم عمل ، مما أعاق العدد الكبير من المشاركة في الإنتخابات لإرتباطهم بمؤسساتهم الرسمية ومصالحهم العامة وهناك من الأبناء المرتبطين بجامعاتهم وكلياتهم ومعاهدهم ، وغيابهم سيحرمهم من الدروس والمحاضرات ، وعددهم لا يقل عن ٣٠٪ من مجموع الجالية العراقية في نيوزيلندا .

الأمل عند الجالية العراقية في نيوزيلندا وعند الجاليات العراقية في الخارج هو أن العراق لا بد أن يعود يوماً منتصباً على قدميه وإن طال الزمن ، يعود معافى من كل ما علق به من مخلفات الحروب وداعش ، وتعود اللحمه الوطنية بين قومياته وأديانه ومذاهبه .
وفي نهاية المشوار الذي إنتهى بشكل منظم وسلس لم تحدث أية مشاكل أو خروقات سواء من قبل الموظفين أو الناخبين ، الجميع عمل بروح عالي من المسؤولية وهذا مرده أيضاً للجهود الجبارة التي بذلها السيد ( حيدر زوره معارج ) مدير مركز إنتخابات نيوزيلندا وزميلاه من المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في استراليا ، هما السيد ( بشار مجيد ) مسؤول التدريب والسيد ( محمد شاه مراد ) مسؤول إدارة البيانات .. فتحية لهم وتحية لكل العاملين معهم من أبناء الجالية العراقية .
وإلى أيام قادمة حافلة بالنجاح .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here