الاندبندنت: التوافق الاميركي – الايراني بشأن رئيس الوزراء العراقي سيكون صعبا.. هكذا ربح الصدر

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية، اليوم الاحد، تقريرا حول مستقبل العملية السياسية في العراق وفق نتائج الانتخابات الاولية، حيث رأت ان توافق واشنطن وطهران “الحاسم بتعيين رئيس الوزراء العراقي” سيكون صعبا بسبب المشاكل بينهما إثر انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

وتقول الصحيفة، إن “رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يتقدم في الانتخابات البرلمانية العراقية، وفقا لنتائج غير رسمية، في استطلاع له أهمية إضافية بسبب المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران”، مشيرة الى ان “مفاجأة الانتخابات حتى الآن هي الظهور القوي لرجل الدين الشيعي القومي مقتدى الصدر، الذي يحظى بتحالف انتخابي مع الشيوعيين، ويقال إنه في المرتبة الثانية، وفقا لمسؤولي الانتخابات الذين لم يتحدثوا عن الرقم الرسمي. ومن المتوقع النتائج الكاملة يوم الاثنين”.

وأضافت الاندبندنت البريطانية، أن “عملية التصويت جرت في 12 أيار تحت حراسة مشددة، ولكن بدون هجمات داعش التي تسببت في وقوع عدد كبير من الضحايا”، مؤكدة ان “هذا دليل إضافي على أن الأمن في البلاد أفضل من أي وقت مضى منذ عام 2003”.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن “الفضل يعود إلى العبادي، الذي جاء إلى منصبه بعد استيلاء داعش على الموصل في عام 2014، حيث تم تحرير المدينة بعد حصار دام تسعة أشهر في العام الماضي”، مشيرة الى ان “هذا النجاح قد تبعه عن قرب القوات المسلحة العراقية التي عادت إلى كركوك، التي كانت تحت السيطرة الفعلية للأكراد منذ عام 2003”.

واشارت الى، أن “نسبة الإقبال منخفضة كانت، حيث بلغت 45 في المائة، ومن المحتمل أن يكون انخفاض عدد الأصوات قد أوضح بخيبة أمل عامة أن الأحزاب السياسية فاسدة ، وغير فعالة، في معظمها، مع القليل مما يمكن تقديمه خلال حملة انتخابية غير ملهِمة”.

وأستدركت :”لكن العبادي لا يقود سوى واحد من أربعة أو خمسة أحزاب وفصائل تتنافس على السلطة ولن يحقق أي منها أغلبية في البرلمان الجديد”، لافتة الى انه “وبتجربة سابقة، لن يتم تشكيل الحكومة إلا بعد مساومات مطولة على المناصب العليا”، مشيرة الى أنه “على الرغم من أن الفضل يرجع إلى العبادي من قبل العديد من الذين حققوا نجاحاتهم ضد داعش والأكراد، فإن تحسن الوضع الأمني جعل العراقيين أكثر وعياً بعدم وجود إعادة الإعمار بعد 15 عاماً من سقوط صدام حسين”.

وتابعت، انه “لا يزال توفير المياه والكهرباء والإسكان والبنية التحتية للنقل ضعيفا للغاية، على الرغم من هدر أو سرقة عشرات المليارات من الدولارات من عائدات النفط”.

وأشارت الاندبندنت، الى أن “الأهمية المتزايدة للقضايا الاجتماعية والاقتصادية تساعد في تفسير التقارير الجيدة عن أتباع الصدر، الذين يأتون بشكل أساسي من فقراء الشيعة في بغداد وجنوب العراق”، لافتة الى ان “تحالفه مع الشيوعيين العلمانيين، الذي كانت ذات يوم قوة سياسية قوية في العراق، أكد على راديكاليته الاجتماعية على عكس الولاء الطائفي الشيعي في وقت يشعر فيه العديد من العراقيين أن أحزابهم الدينية قد فقدت مصداقيتها”.

ولفتت الصحيفة البريطانية، الى ان “الصدريين يتمتعون بنواة من الأتباع المتحمسين ويتمتعون بتنظيم جيد ومهني في الانتخابات”، موضحة ان ذلك “يوحي بأنهم ربما استفادوا من انخفاض نسبة المشاركة”.

“قاد مقتدى الصدر المقاومة الشيعية للاحتلال الأمريكي في عام 2004″، تكمل الصحيفة البريطانية “حيث حوصر مرتين في النجف. ويساعده المكانة العالية لعائلته، والده محمد صادق الصدر واثنين من إخوته الذين اغتيلوا بناء على أوامر من صدام حسين في عام 1999″، مشيرة الى انه “قد أعرب في أوقات مختلفة عن عداءه تجاه التدخل الأمريكي والإيراني في السياسة العراقية، وألقى باللوم عليهم في تأجيج العنف والانقسامات السياسية داخل البلاد”.

وتؤكد صحيفة الاندبندنت، ان “الولايات المتحدة وإيران سوف تلعبان حتماً دوراً في تشكيل حكومة عراقية جديدة، حيث تلعب تركيا والمملكة العربية السعودية دوراً فرعياً”، مشيرة الى انه “منذ حرب الخليج في عام 1991، كانت الولايات المتحدة وإيران متنافسين على النفوذ في العراق، لكنهما كان لهما أيضا بعض المصالح المشتركة مثل معارضة صدام حسين، وبعد سقوطه، معارضة لتنظيم القاعدة وداعش”.

العبادي، بحسب الصحيفة البريطانية “وسلفه كرئيس للوزراء، نوري المالكي، تم تعيينهم فقط بعد أن كان واضحاً أنهم مقبولون لدى كل من واشنطن وطهران”، لافتة الى أن “الهجمات الشرسة التي شنها الرئيس دونالد ترامب على إيران وفرض العقوبات بعد انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني ستجعل من هذا التعاون السري أكثر صعوبة”.

وأكملت الاندبندنت بالقول، إنه “على أي زعيم عراقي أن يحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة وهذا يعقد تشكيل حكومة ائتلافية مقبولة من الاثنين”، لافتة الى ان “إيران ستسعى من جانبها إلى الاحتفاظ بتأثيرها وتوسيعه”.

“الأكراد ضعفاء إلى حد كبير بسبب تشرذمهم السياسي ونقص الأموال وفقدان كركوك” تختم الاندبندنت تقريرها بالقول:” لكنهم سيظلون يلعبون دوراً مهماً في تشكيل حكومة جديدة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here