استخدام سلاح ثقيل في الأنبار واشتباكات في النجف أبرز خروق يوم الاقتراع

بغداد/ وائل نعمة

في غرب البلاد كان افتتاح مهرجان الخروق في الانتخابات التشريعية حين قامت جهات سياسية باستخدام عجلات وزارة الداخلية للترويج لصالح أحد المرشحين في التصويت الخاص.
وقبل ساعات من التصويت العام خرق رئيس الحكومة حيدر العبادي، الصمت الانتخابي حين ألقى كلمة تلفزيونية لمّح فيها إلى قرب انفراج الأزمة المالية.
ثم توالت بعد ذلك الخروق والمشاكل التي وصلت الى حد استخدام السلاح وفوضى عارمة في بعض المراكز، فيما قالت المفوضية إنه لم يحدث تزوير أو تلاعب في النتائج.
وقبل يومين من التصويت العام تبادل رئيس الوزراء حيدر العبادي الاتهامات مع كتلة محافظ الأنبار محمد الحلبوسي “الحلّ” – التي تخوض التنافس في 6 قوائم بأسماء مختلفة في البلاد- بشأن استخدام عجلات الدولة لـ”أغراض انتخابية”.
وقال مكتب العبادي في بيان مقتضب، إن العبادي “وجّه أوامره إلى وزارة الداخلية بإجراء تحقيق عاجل حول استخدام عجلات وزارة الداخلية والشرطة المحلية من قبل محافظ الأنبار لأغراض حملته الانتخابية”.وكشف وزير الداخلية قاسم الأعرجي، في بيان مقتضب هو الآخر، عن “سجن شرطي المرور الذي وضع صورة (للمحافظ) على عجلة الداخلية في الأنبار وانتهى الأمر”.
ورداً على الاتهامات الموجهة لمحافظ الأنبار محمد الحلبوسي باستغلال سيارات الدولة، طالب رئيس “الحل” جمال الكربولي، بفتح تحقيق مماثل مع رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقال الكربولي في بيان عقب الحادث، بفتح تحقيق مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لاستخدامه طائرات الجيش العراقي للترويج لحملاته الانتخابية، إضافة للسيارات الحكومية، مضيفاً إن “الطلعة الجوية الواحدة تكلف 200 ألف دولار، والعبادي زار الموصل والنجف والبصرة وأربيل والسليمانية وعدة محافظات بالطائرة العسكرية”.

خيبة القوّات الأمنيّة
وأظهرت مقاطع على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” العشرات من منتسبي وزارة الدفاع في التصويت الخاص، يعودون أدراجهم من أحد مراكز الانتخابات في الحبانية التابعة لمحافظة الانبار، بسبب عطل أجهزة التصويت وعدم وجود أسمائهم.
وفي أحد مراكز ديالى سادت الفوضى بسبب إغلاق صناديق الاقتراع وعدم تمكن المئات من منتسبي الجيش والشرطة من الإدلاء بأصواتهم بسبب تأخر افتتاح هذه المراكز عن الموعد المحدد وتلكؤ أجهزة الاقتراع الإلكترونية.
ولتدارك الخلل أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات الجمعة الماضية، شمول جميع منتسبي الأجهزة الأمنية الذين تعذر عليهم المشاركة في “التصويت الخاص” بالاقتراع العام للانتخابات البرلمانية المقبلة.
وبلغت نسبة التصويت الخاص 78% . وشمل التصويت عناصر الشرطة والأمن والجيش والبيشمركة، إلى جانب الراقدين في المستشفيات ونزلاء السجون.
وأكدت المفوضية في بيان لها، أن عدد المشاركين في التصويت الخاص، بلغ 700 ألف شخص في عموم العراق من أصل 943 ألفا.

باب للسرقة!
إلى ذلك أجرت مفوضية الانتخابات اقتراع الجاليات العراقية في الخارج بالتزامن مع التصويت الخاص، بعد أن كانت تجريه قبل الاقتراع العام بيوم واحد. وكان العراقيون المقيمون في أستراليا ونيوزلندا أول المصوتين بحكم فارق التوقيت مع العراق.
وقال شاعر عراقي مقيم في أستراليا إن 191 شخصاً انتخب في مدينة كبيرة في جنوب البلد، في مركز انتخابي مؤلف من أربع محطات و٣٧ موظفاً محلياً (ضمن المصوتين).
وأكد سلام دواي في صفحته على “فيسبوك” إن المبلغ المخصص للانتخابات في أستراليا ٨٥٠ ألف دولار، وهو مبلغ يمكن أن يبني مستشفى في العراق، فيما اعتبر أن “انتخابات الخارج مجرد باب للسرقة، فالعراقيون هنا لديهم جنسية البلد الذي يعيشون فيه ولايعرفون أي شيء عن السياسة في بلدهم الأم سوى ما تحركه العواطف في الأخبار”.
وأظهرت مقاطع فيديو على “فيسبوك” حدوث حالات فوضى في بعض المراكز في تركيا دعت الى تدخل الأمن هناك، بسبب محاولات تزوير، بحسب من نشر المقطع التسجيلي.

خرق العبادي
وفي الصمت الانتخابي، الذي سبق التصويت العام بـ24 ساعة، قام رئيس الحكومة بخرقه بعدما ألقى كلمة متلفزة قبل ساعات فقط من فتح صناديق الاقتراع، قال فيها إنّ “العراق طور القطاع النفطي بشكل كبير”.. و”أصبحت الدولة الثانية بتصدير النفط”.
وأضاف خلال الفترة الماضية “تحقق الكثير من الإنجازات على المستوى الاقتصادي”، مشيراً الى أن الحكومة “زادت مخصصات شبكة الحماية الاجتماعية”، وأن من أولويات أهتماماته “أسر الشهداء والمصابين”.
بدوره، قال المرشح عن بغداد سلام الزوبعي لـ(المدى) إن “الخروق الانتخابية التي حدثت في الاقتراع الخاص والعام مؤثرة الى حد كبير على نتائج الانتخابات”.
وانتقد الزوبعي وهو نائب رئيس الوزراء الأسبق “قطع الشوارع، ومحاولة ضغط بعض المتنفذين على إرادة الناخبين وعمليات بيع وشراء البطاقات الانتخابية”.
ونشر ناشطون على “فيسبوك” فيديو لرجل اعتقلته القوات الامنية، وهو يحمل عشرات البطاقات الانتخابية، قال إنه يعمل لصالح أحد المرشحين في تكريت، فيما كانت وسائل إعلام قد قالت إن شخصاً آخر في الموصل ألقي القبض عليه وهو يحمل بطاقات للتصويت لصالح وزير الزراعة فلاح زيدان.

تنافس مسلّح
كذلك قال المرشح الزوبعي إن ما جرى في الانتخابات قد تعدى مرحلة التزوير الى استخدام “السلاح الثقيل في الانبار والاشتباكات في النجف”.
وكشف مراقبون عن استخدام السلاح من قبل مجموعات داخل مراكز التصويت في عدد من المحافظات، ما ادى الى اشتباك بين أنصار قائمتي (سائرون) و(النصر) في منطقة العباسية في النجف، ووقوع اشتباك مسلح بالاحاديات والرشاشات بين أنصار المرشحين فيصل العيساوي وفالح العيساوي في (عامرية الفلوجة) في الانبار .
وكانت مراكز التصويت في القائم، غرب الانبار، قد تم نقلها الى مناطق اخرى بعد شكوك بوجود عملية تلاعب واسعة. وقالت منظمات المراقبة إنه تمت محاصرة مركز النهروان في “البو عجيل” في صلاح الدين وإرغام الناس على انتخاب المرشح محمد كريم وهو مرشح من (بلد) والتهديد باعتبار المنطقة كلها “داعش” وكذلك الحال بالنسبة ليثرب في صلاح الدين من قبل أحد الفصائل المسلحة .
وأشار تقرير لمنظمة اتجاهات لمراقبة الانتخابات الى أن الوضع الامني كان سيئاً في الحويجة، جنوب كركوك، بعد انفجار سيارة مفخخة أسفر عن مقتل سائق إسعاف وإصابة أربعة آخرين.
أما في الموصل فإن قادة في الحشد الشعبي سيطروا على بعض المحطات في جنوب المدينة، وحولوها لانتخاب شخصيات معينة.
وفي بغداد حدث اشتباك بالأيدي وعراك في مركز اقتراع في منطقة أبو دشير بسبب عطل الأجهزة ومنع الناس من التصويت.

بانتظار المفوضيّة
من جانبه علق حسين درويش العادلي، المتحدث باسم ائتلاف النصر عن تلك الحوادث، بأنهم “ينتظرون رد المفوضية”. واضاف في تصريح لـ(المدى) أمس، إن كتلته “لن تتدخل في تقييم حجم الخروق”، مشيراً الى أنهم “لم يحللوا حتى الآن المعطيات والانباء التي تحدثت عن وجود خروق”.
وقال رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية رياض البدران، في مؤتمر عقدته المفوضية بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع “كل ما يشاع عن تلاعب أو تزوير لا أساس له من الصحة، وهناك جهات تحاول خلط الأوراق والتشويش على الرأي العام”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here