معطيات جديدة وتساؤلات غريبة !

فراس الزهيري

افرزت نتائج الانتخابات الحالية في العراق نتائج غير متوقعة تحت نسبة مشاركة ضعيفة جدا وعزوف كبير لدى المواطن العراقي جراء حالة تكرار المشهد السياسي والوجوه المتكررة في كل دورة برلمانية من دون تحقيق طموحات المواطن العراقي . ومن المفارقات الكبيرة التي تفرزتها نتائج الانتخابات، هو تراجع قائمة رئيس الوزراء” حيدر العبادي” حيث لم تتصدر قائمته الانتهابية اية محافظة من محافظات ومدن العراق ،وهو رئيس وزراء العراق ومالك السلطة والقانون والاعلام!! شيء مثير جدا. لاول مرة لا يؤثر “وهج السلطة” على صندوق الاقتراع بقوة. هذه تجربة فريدة جداً.
ماذا يعني خسارة “لبوة الشيعة” في عقر دارها!
ماذا تعني النتائج الكبيرة التي حققتها قائمة ذات رأس إسلامي شيعي (العبادي) في محافظة سنية كالموصل!
ماذا يعني خسارة المالكي لأكثر من ثلثي مقاعده!
ماذا يعني حصول السيد اسامة النجيفي على ١١ الف صوتاً فقط في عقر داره!
ماذا يعني صعود الشيوعيين على قائمة يدعمها رجل دين شيعي!
ماذا يعني عدم حصول المجلس الاعلى الإسلامي على أي مقعد في هذه الإنتخابات!
للذين يقولون لا تغيير في هذه الانتخابات أقول، صحيح فيما لو كنا نرجو تغييرا بمستوى التحول من دولة يقودها حزب الدعوة الى دولة يقودها “نيلسون مانديلا”!
التغيير حصل في تبدل مزاج الناخبين بالمجمل من “اليمين الشيعي” الى العقلانية الشيعية العراقوية.
لم يكن لهذا “التغيير” ان يحصل لولا قناعتين مهمتين جداً، وهي قناعة المشاركين في الانتخابات وقناعة المقاطعين لها، فكلاهما ساعد الآخر في إيصال رسالته المهمة التي تقول “كفى”!
امام السيد مقتدى الصدر الآن فرصة عظيمة (وهو المتصدر في اغلب محافظات الوسط والجنوب ومعها بغداد) ان يطبق التزاماته في بناء “دولة مابعد الطائفية”. هذا ممكن الآن من خلال “المجال المرن” الذي صنعه الرجل للعلمانية. العلمانية بمعناها الاجتماعي البحت وليس بمفهومها الايديولوجي القاسي طبعاً.

أمام المقاطعين للإنتخابات فرصة أعظم ان يمارسوا حراكهم على المستوى الإجتماعي كوسيلة ضغط مستمرة لتغيير أكبر في المستقبل. أمامهم عمل جبار وأتمنى ألّا يشيخوا ويتعبوا أو ييأسوا كالجراد الذي يأكل جناحه في موسم القحط.

مرسل من هاتف Samsung Galaxy الذكي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here