العبادي والعامري وبارزاني يُهنّئون الصدر بفوز تحالفه

أعلن مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء، أن الاخير تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء حيدر العبادي مهنئا إياه بفوز تحالف”سائرون”بالمرتبة الاولى.
وقال مكتب الصدر في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه، إن الاخير”تلقى (الثلاثاء) اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، مهنئاً إياه بإجراء العملية الانتخابية بأجواء ديمقراطية آمنة وفوز تحالف سائرون وحصوله على المرتبة الأولى ضمن القوائم الانتخابية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية لعام 2018″.

من جانبه، اعتبر الصدر أن”هذا الفوز هو إنجاز للشعب العراقي واستحقاقه الوطني أولاً وآخراً”، داعياً الى”تحقيق تطلعات الشعب في العيش الحر الكريم الذي يصبو إليه”.
كما تلقى الصدر اتصالا هاتفيا من رئيس تحالف الفتح هادي العامري، مهنئا إياه بفوز تحالف”سائرون”. وقال مكتب الصدر في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن الاخير”تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام لمنظمة بدر ورئيس تحالف الفتح هادي العامري لتهنئته بإجراء العملية الانتخابية وفوز تحالف سائرون الوطني بالمركز الأول متمنياً لهم التوفيق والنجاح”.
من جانبه، أعرب الصدر، بحسب البيان، عن”شكره على الاتصال والتهنئة”، مؤكداً أن”ما تحقق من إنجاز يدعو الى العمل بجد وعطاء أكثر من أجل تحقيق طموح الشعب العراقي في الحرية والاستقلال ومحاربة الفساد وحقه في التنعم بخيراته وموارده التي حباه الله بها”.
كما أعلن مكتب الصدر تلقي الاخير اتصالات أخرى من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.
الصدر تلقى الاتصالات بعد ساعات من إعلان مفوضية الانتخابات ان التكتل الانتخابي للزعيم الصدري يتجه نحو تصدر سباق الانتخابات البرلمانية بعد فرز 91 في المئة من الأصوات في 16 من 18 محافظة.
وكانت المفوضية قد أعلنت نتائج أولية في عشر محافظات يوم الأحد وأضافت نتائج ست محافظات أخرى يوم الإثنين، فيما بقيت النتائج غير معلنة في محافظتي كركوك ودهوك.
وفي أول انتخابات منذ هزيمة تنظيم داعش في العراق جاءت في المركز الثاني كتلة هادي العامري وهو قائد فصيل شيعي رئيس مدعوم من إيران قاتل داعش.
فيما حل رئيس الوزراء حيدر العبادي في المركز الثالث رغم أنه خاض الانتخابات باعتباره المرشح الأوفر حظاً.
وعلى عكس العبادي الذي نجح في التحالف مع كل من الولايات المتحدة وإيران وهو أمر نادر، فإن الصدر خصم للبلدين اللذين يحظيان بنفوذ كبير في العراق منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين عام 2003 وأوصل الغالبية الشيعية إلى الحكم.
وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق وهو من الزعماء الشيعة القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن إيران.
وعلى الرغم من تراجع مركزه في الانتخابات إلا أن العبادي ربما يكون اختيار البرلمان لمنصب رئيس الوزراء لولاية ثانية.
ودعا العبادي يوم الاثنين كل الكتل السياسية إلى احترام نتائج الانتخابات البرلمانية وقال إنه مستعد للعمل مع الكتل الفائزة لتشكيل حكومة.
وأضاف العبادي في خطاب تلفزيوني على الهواء إنه مستعد للعمل والتعاون في تشكيل أقوى حكومة للعراق خالية من الفساد.
ويقدم الصدر نفسه على أنه وطني عراقي ويحظي بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء والمعدمين لكنه تعرض للتهميش من قبل شخصيات نافذة مدعومة من إيران، بينهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وليس بوسع الصدر تولي منصب رئيس الوزراء لكن فوزه الواضح يضعه في موقع يسمح له باختيار شخص لهذا المنصب.
وكانت الانتخابات التي جرت يوم السبت الأولى منذ هزيمة داعش. وذكرت المفوضية أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 44.52 في المئة.
وأظهرت وثيقة قدمها مرشح في بغداد إلى (رويترز)، وتداولها أيضا صحفيون ومحللون، نتائج الاقتراع في جميع المحافظات.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة الوثيقة لكن النتائج فيها تظهر فوز كتلة الصدر بالتصويت على مستوى البلاد بحصولها على أكثر من 1.3 مليون صوت و54 من مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعدا.
وأظهرت حسابات رويترز بناء على الوثيقة أن العامري في المركز الثاني بحصوله على أكثر من 1.2 مليون صوت أي 47 مقعدا في البرلمان، ثم العبادي الذي حصل على أكثر من مليون صوت و42 مقعدا. وجاء رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهو حليف وثيق لإيران مثل العامري في المركز الرابع بحصوله على 25 مقعدا.
ولكن حتى حينها قد لا تتمكن كتلته بالضرورة من تشكيل الحكومة المقبلة إذ يتعين على الفائز بأكبر عدد من المقاعد، أيا كان، التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية كي يحظى بأغلبية برلمانية. ويجب تشكيل الحكومة خلال 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية.
ففي انتخابات 2010، فازت مجموعة نائب رئيس الجمهورية الحالي إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، وإن كان ذلك بهامش بسيط، لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء وألقى باللوم على طهران في ذلك.
وقد يكون هذا نفس مصير الصدر الذي قالت إيران علنا إنها لن تسمح لكتلته بتولي الحكم وربما تحاول تشكيل ائتلاف حاكم من حليفيها العامري والمالكي.
وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي في شهر شباط الماضي ان بلاده”لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق”.
وكان يشير في تصريحه، الذي أثار انتقادات من جانب شخصيات عراقية، إلى تحالف بين الصدر والحزب الشيوعي العراقي وجماعات أخرى علمانية انضمت لاحتجاجات نظمها الصدر في 2016 للضغط على الحكومة من أجل القضاء على الفساد.
ويتحدث رائد فهمي الأمين العام للحزب الشيوعي، ومرشح تحالف سائرون، لـ(رويترز) عن التصويت لقائمة الصدر التي يدعمها حزبه”إنها رسالة واضحة من أجل وجوب إقامة علاقات متوازنة مع الجميع. أهلا وسهلا بمن يريد أن يقدم الدعم للعراق ولكن ليس على حساب استقلاله وسيادته”.
وخلال الحملة الانتخابية شكا العراقيون المحبطون على اختلاف انتماءاتهم المحسوبية الممنهجة التي تمارسها النخب السياسية ومن سوء الإدارة والفساد وقالوا إنهم لم يحصلوا على أي مزايا من ثروة بلادهم النفطية.
وقال فهمي إن”أهمية هذا التصويت إنه رسالة واضحة من أجل تغيير هذا النهج الذي أدى للفساد وتردي أحوال الدولة…إنها رسالة من أجل توفير الخدمات للشعب والطبابة والتعليم وأيضا تقليص الفوارق الاجتماعية”.
ويصنف العراق بين أكثر دول العالم فسادا ويعاني من مستويات مرتفعة من البطالة والفقر المدقع وضعف المؤسسات العامة وسوء الخدمات رغم عائدات النفط الكبيرة. وابتلع الفساد المستشري موارد الحكومة المالية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here