بورصة العراق الإنتخابية

يوسف رشيد الزهيري

حالة من القلق والترقب تسود في اروقة الأحزاب والتحالفات السياسية في العراق ، وحالة من عدم الاتزان والانزعاج ترافقان نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، نتيجة البيانات الجزئية للمفوضية والتي أصبحت اعلان نتائجها المتتالية كإعلانات البورصة التجارية في صعود ونزول لبعض القوائم مع تفاوت النسب في الفوز والخسارة. مع الاحتفاظ بورقة نتائج “الخاص” وعدم إعلانها كورقة ضامنة لبعض القوى والشخصيات التي ليس من مصلحة القوى الدولية ان تخسر هذه الشخصيات في الانتخابات وباشراف مندوب الرئيس الاميركي الذي سارع باكرا الى العراق للوقوف على حيثيات النتائح.مما ادى الى سعي بعض الجهات وسباقها المحموم للفوز بما يحقق لها المكاسب الشخصية والحزبية بكل الطرق والوسائل المشروعة والغير مشروعة او التاثير والضغوط والتهديد على أعضاء المفوضين للتلاعب في النتائج او اثارة الراي العام للطعن بالنتائج التي لا تخدم موقف تلك الأحزاب

كما توالت رودود الافعال عقب اجراء الانتخابات البرلمانية في العراق ، من قبل مختلف الاحزاب والتحالفات السياسية التي ايقنت انها لن تحصل على ماتطمح اليه من مكاسب حزبية وشخصية في الانتخابات الاخيرة ،مشككة بالنتائج الاولية بالتزوير والتلاعب من قبل الاحزاب المتنفذة في السلطة وتدخلات القوى الخارجية بالنتائج، حيث طالب ائتلاف “الوطنية” بزعامة نائب رئيس الجمهورية ” اياد علاوي ” بالغاء نتائج الانتخابات واعادة اجراءها في وقت لاحق حتى توفير ما أسماها “الظروف الملائمة”

والى العودة الى مجلس المفوصية والتي اقرت قبل فترة وجيزة انها” ستستخدم اجهزة الكترونية حديثة موردة من” شركة كورية ” وعملت على اجراء محاكاة لغرض فحص عمل البرنامج الخاص بتلك الاجهزة ، مبينة ذلك من خلال اجراء عمليتين للمحاكاة استخدمت فيها )1000) محطة على مستوى محطة واحدة لكل مركز تسجيل وفي جميع المحافظات العراقية , حيث كانت محاكاة حقيقية استخدمت فيها اجهزة تحقق الكترونية وبطاقات ناخب الكترونية حقيقية لاغراض التدريب واوراق اقتراع حقيقية كنموذج تدريبي معدة لاغراض التدريب فضلاً عن اجهزة العد والفرز الالكترونية على مستوى المحطة.

وأشارت انه تم ارسال النتائج اثناء التصويت ونقلها عبر الوسط الناقل (V SAT ) وتم وصول النتائج عبر القمر الصناعي خلال مدة قاربت الساعة ومن ثم تم الايعاز الى الموظفين المختصين اجراء عملية مقارنة بين النتائج الموجودة في المحطة ( الشيت الورقي ) والنتائج المنقولة عبر الوسط الناقل ( القمر الصناعي ) وكانت نتائج العمل 100% “.

ولفتت الى ان “تلك العملية التي نفذتها المفوضية هي نتائج الجهد المتواصل والعمل الدؤوب لتحقيق اكبر قدر من الشفافية ولطمأنة شركاء العملية الانتخابية بأن عمل الاجهزة سيكون مضموناً وان قرارها في استخدام التقنية الالكترونية هو قرار استراتيجي لخدمة العملية الانتخابية .

لكن ما حدث خلاف ماتم التصريح عنه من فشل من بروز مشكلات وخروقات تم تسجيلها على المفوضية و تلك الأجهزة المستوردة بملايين الدولارات سواء في سرعة اعلان النتائج وضمان شفافيتها ونزاهتها أو في جوانب فنية في تعطل الكثير من اجهزة الاقتراع الالكتروني في العديد من المحطات والمدة التاخيرية التي استغرقت الوقت الكثير للتصويت بسبب الإجراءات الفنية للنظام الإلكتروني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here